7

27 7 2
                                    

"أبوء بإثم وغضب ،لا أدري لما أنا صاحبه؟"
"وحينها"
"ألتقط أنفاسي كأن أحدا قام بخنقي "
"وفي داخلي حطام ،فلا يغُرّنكم صمتي"
"واغلق جفوني بحنقة، قبل أن ارخيها "
"وأترك يدي لتسقط أرضا"
"فما عدت أقدر أن استمر فيها"
.
.
ببطء حاولت التقدم في هذا الظلام اعتماداً علي أنوار المسرح لتصل إلي الصفوف الأماميه،
ولحسن حظك كان إحدي الكراسي فارغا رغم أن المكان ممتلئ بالناس
جلست بتوتر و ترقب من أن يطلب منك احد أن تقوم من مقعده......
ولم تمضي سوي بضع دقائق قبل أن تنغمس في هذا المكان بابتسامه كبيره تملأ فاهك
نظرت إلي الأمام بحماس كبير
فهذا العرض كان فريدا من نوعه
فعند النظر إلي هذا المهرج تجد انه لا يلقي دعابات بل انه يجلس باسترخاء علي المسرح ،ويتناول أطراف الحديث مع أحد الحضور بابتسامه واسعه
تظهر كم أنه شخص طيب
كما أن مظهره الجميل ساعده علي جذب أنظار الحاضرين
وعلي الرغم من أن أحدا من الحضور لم يضحك
إلا أنه بعث جوا من الراحه.
وبعدما أنهي كلامه ،استقام المهرج والذي دعا نفسه ب"لويس" وحاول التراجع قليلا للخلف علي خشبة المسرح معلنا عن نهاية عرضه
لتذل قدمه فجأه ويسقط أرضا، بتعابير تعلو وجهه تدل علي انه لم يخطط لذلك أبدا
وحينها فقط ، لم يبقي أي أحد في هذا المكان إلا وضحك من قلبه، ومن ضمنهم كان أنت الذي ضحكت  وأنت تتمسك بالكرسي الخاص بك .تلاقت عيناك مع المهرج حسن المظهر والمستلقي أرضا لتقول بصوت منخفض
"لا بأس"
لتتوالي الأصوات من خلفك قائله بحماس
مجهول:
"يا رجل لا بأس ،فقط انفض ملابسك"
مجهول آخر:
" جميعنا تزل أقدامنا احيانا"
مجهول:
"لازلت بكامل وسامتك ،لا تدع ذلك يؤثر عليك "
مجهول:
"يا رجل إنني أدعمك"

بدلا من كونه أضحوكه ، قد جعل هذا المهرج من نفسه صديقا لكل الحضور ،وحقق الهدف من كونه مهرج بالفعل بطريقه غير مقصوده وهو جعلهم يضحكون من قلوبهم،
اعتدل المهرج في الوقوف بابتسامه خفيفه وتعابير محرجه لينحني قليلا ويعود إلي الخلف.
في الواقع أنت لم ترد منه أن يذهب فأنت الآخر قد تعلقت بهذا المهرج صاحب الشخصيه المرحه والاجتماعيه
ولكن من بعده صعد إلي المسرح مروض الأسود
بطله مهيبه ووجه تكسوه الندوب والتجاعيد
كان المروض هو رجل عجوز لا يقوي علي الحراك حتي
من بعده صعد الأسد بلا طوق....بلا طوق!!!!
بدأ الخوف يتسلل إليك قليلا فأنت في الصفوف الأولي،أي فريسة سهل الوصول إليها،
نظر الأسد إلي الحضور بقلة اهتمام
ليتجه نحو المروض ويستلقي تحت قدميه بينما يتثائب بضجر
بعد مده من الصمت
تحركت الأنظار من الأسد إلي ذلك المروض العجوز
يجلس صامتا في هدوء ووقار
وكأنه ينتظر شيئا ما
وبعد برهه من الزمن نطق المروض بصوت خافت
"أحضره....لكن برفق"
في تلك اللحظه استقام الأسد واتجه نحو الحضور بخطوات بطيئه تحمل معها الذعر لقلوب الموجودين
وخاصة أنت يامن اتجه الأسد نحوك،
وقف الأسد أمامك تماماً وهو يمنحك نظره استحقار
ومن ثم التفت إلي المروض وكأنه يقول "هذا هو"
وقف المروض بينما يرتكز علي عكازه وقال
"تعال إلي هنا"
ابتلعت ما في فمك لتقف من مكانك وتتجه نحو المروض بتعابير خائفه بينما يتبعك الأسد من خلفك،
ارتفع صوت المروض قائلا
"امضيت سني عمري جميعها أروض هذا الأسد، وقد حان وقتي للتقاعد"
نظرت إليه بذعر وكأنك تقول أتنوي التقاعد الآن؟!!!
اكمل المروض قائلاً
"لهذا السبب سأعطيكم بعضا من النصائح "
علا صوته ليكمل
"إن كان الأسد يستجيب لأوامرك أنت فقط،فهذا في سيركنا يعني أنك فاشل، ف "عثمان" أسد أيضا ولكنه يطيع كل من آمره بطاعته"
نظر إليك لبرهه قبل أن ينطق
"النصيحه الأولي ...لا تخف"
ثم إلتفت للاسد قائلا
" كن له رفيقا لساعة واحده عثمان،فأنا بحاجه لاخذ قيلوله "
قالها قبل أن يترك المسرح ويدعك وحدك مع هذا الأسد المسمي بعثمان ،وتحت نظرات الحضور لم تشعر أنت إلا بقدميك ترتعش خوفا لتقع علي الأرض
بينما تنظر لذلك الأسد برعب
وفي لحظه واحده أبرز عثمان مخالبه وبدأ بالاقتراب منك ببطء وعلي وجهه  نظرات لا تبشر بالخير

.
.
يتبع

من قتلني؟/who kill me Where stories live. Discover now