8

28 7 8
                                    

"نظرت حولي وتساءلت"

"لما تطير الفيلة فوق السحاب"

"ولما تمتطي الضفادع بعض الكلاب"

"وكيف لقطٍّ أن يجيد العزف علي البيانو"

"ولما هذا المهرج المبتسم يحدق في عينيا"

"ولما استطيع أن أري ....رغم كوني أعمي"
.
.
وقفت بذعر واضح ،
وقلب يعتصر من الخوف..
عندما جلس ذلك الأسد الضخم أمامك
هل أنت علي وشك البكاء الآن؟
لم تمضي سوي لحظات قبل أن تسمع أصوات تأفأف الجمهور منك

"بووو هذا ممل"
"أنزلوه من علي المسرح"
"إفعل شيئاً يا هذا"
"لا فائدة ترجي منك!!"
"بووو"

نظرت لهم بعدم تصديق،ماذا ينتظرون؟
أنت لست سوي أحد المشاهدين الذي تم إقحامهم في مثل هذا السيرك...

وللحظات تناسيت وجود ذلك الوحش ونظرت لأعينهم...جميعهم ...بدت عليهم القذارة،
بداخلهم لم تكن الأمور تجري علي ما يرام ...
كل واحد منهم بدا وكأنه لن يبالي بموتك علي سبيل سعادته، وكأنك دمية خشبيه علي مسرح للعرائس،تحاول الرقص بكل ما تملك كي لا يتم قذفها نحو القمامه...
قاطع تفكيرك ذلك الصوت الهامس القادم من خلفك قائلاً:

"مخيف...صحيح؟....لكن برأيك أيهم أكثر إخافة ،هذا الأسد أم هؤلاء ال....بشر؟"

اتسعت عيناك للحظه عند سماعك لذلك الصوت المألوف، لتلتفت بسرعة إليه
لتفاجأ بكونه ذلك الساحر ...لكن هذه المره لا يرتدي زيه المعتاد ،هذه المره إنه يرتد قميص أبيض وبنطالاً أسود اللون ...
يقف بشموخ ويبدو علي وجهه الفطنه والمكر كعادته،
وبفمٍ نطق لأول مره بكلام معسول علا صوته قائلاً:

"لا بأس عليكم ضيوفي الأعزاء،
هذا العرض لازال لم يبدأ بعد ،وإن أصابكم بعض الملل ،فهذا ما يجعل للمتعة طعمًا حلو المذاق"

التفت إليك ووضع يده علي كتفك وأكمل :

"هذا الضيف الشجاع لازال لم يبدأ في طقوسه المميزة بعد ....والتي ستعجبكم بالتأكيد"

رددت بعدم فهم

"طقوس؟"

مد يده إلي جيبه ليخرج قنينة زجاجية تحوي بداخلها سائلاً أحمر اللون ،
قدمها إليك وتعابير وجهه لم تتغير إنشًا واحداً،
نظرت إلي القنينه و أنت تدعو ألا يكون ما في بالك،
ليحطم آمالك صوته الأجش القائل

من قتلني؟/who kill me Where stories live. Discover now