اِستمتعوا ~
|||
هز أوين جسده مُبعدًا قطرات المطر عنه بلا فائدة،
في اللحظة التي وصلوا بها إلى أراضي الشمال هطل المطر بقوة شديدة عليهم.
نظر للخلف حيث جميع الذئاب المُبتلة، قهقه على ملامح روي في الخلف والذي بدا بأنه اِستسلم لمصيره بالتبلل.
أكمل طريقه للأمام، يرمش بخفة للقطرات التي تقع فوق رأسه وقريبًا مِن عينيه،
رائحة خشب الأشجار المُبتل ملأت أنفه، تُعطيه شعورًا مُنعشًا ومُريحًا كونه عاد للمنزل.
لاح له منزل القطيع في الأفق ليزفر بخفة،
أراد العودة لأحضان والدته بسرعة، هو لَم يُغادرها مُطلقًا في حياته سِوا لتلك الأيام الخمسة التي اِختفى بها.
رمش بخفة حينما ركض أوجين مِن جانبه، تتبعه قرايس بذات الحماس بينما يدفعان بعضهما البعض بِـمزاح،
أنّ بتفاجؤ حينما سقطت قرايس فجأة ليمتلئ جسدها بالطين والأعشاب.
وقفت بتفاجؤ بعدها، تهز جسدها مُبعدةً الأوساخ عنها وسيث تقدّم بحذر ليتأكد مِن كونها بخير،
" سيث المسكين "
قهقه أوستن حينما شعر بقلق الذئب الكبير على رفيقته التي تُحب اللعب بعنف.
أعاد أوين أنظاره للأمام، يستطيع رؤية والدته وكريستيان يقفان على شُرفة المنزل الواسعة مع مناشف كثيرة للجميع،
لانت ملامحه حينما نظر كيف كان اللونا مُتحمسًا لعودتهم بينما يلوّح بيديه لهم.
هرول بخفة، يسبق الجميع ليكون أول الواصلين للمنزل،
يتحول ويأخذ مُنشفة مِن والدته ليُجفف ذاته.
" أُمي.. "
همس، يحتضن جسدها بين ذراعيه وقلبه يُرفرف لرائحة والدته المألوفة والمُريحة له،
" هل اِشتقت لماما كثيرًا ؟ "
سألت بينما تُقهقه، تُربت على ظهره الواسع بينما تستشعر إيماءة رأسه.
اِبتعد بخفة حينما وصلوا بقية إخوته، يترك لهم المساحة لاِحتضانها كذلك،
" هل جرى الأمر على مايرام ؟ "
سأله كريستيان بينما يمسح على عضده.
" بالطبع، الجميع عثروا على رفقائهم "
أجاب باِبتسامة، يُجفف شعره الأسود الذي يكاد يغطي عينيه،
" وهل أنت بخير عزيزي ؟ "
سأله بِرفق، تلين ملامحه للشاب أمامه.
