6

5.1K 263 1
                                    

مصدوما نطقت إلى منى كي تستيقظ، فتحت عينيها نصف فتحة وسألتني في فزع |

ماذا هناك ؟!

قلت مرتعبا

لقد كان الفتى يغمغم بكلمتي حونا، جانا، منذ متى ينطق بهاتين

الكلمتين ؟!

نظرت لي في تشتت وكأنها تحاول استيعاب ما أقوله، وقالت مستفهمة:

- ماذا تقصد؟

قلت مؤكدا:

- لقد غمغم الفتى بكلمتي حونا جانا بوضوح منذ قليل.

اعتدلت في جلستها وقالت

- لم أسمعه يقولهما من قبل، كانت هلاوس نومه غير مفهومة دائما لماذا

تخشى هاتين الكلمتين تحديدا، ماذا بهما ؟

تذكرت أنني لم أخبرها عن حديث السيد ، رأفت الخولي بشأنهما، فقلت

لها عندما رأيت يا من يفتح عينيه ويحدق إلى:

لا شيء، سأخبرك لاحقا.

أدركت أنني لا أريد التحدث أمام الفتى فهزت رأسها إيجابًا، ثم بدلت القماشة المبتلة على رأسه وأسندت رأسها إلى مسند الكتبة، وغاصت في نومها من جديد وتبعها يامن، بينما أسندت رأسي إلى مسند مقعدي ناظرا
إلى البدر في السماء تتساقط دموعي إلى وجنتي رغم محاولات تماسكرون يفكر عقلي سوى في تأكيد ارتباط ما يحدث لابني بما حدث للشيخ موسى وذلك المصير الذي أراه يتحدر نحوه لحظة بعد ) أخرى دون استطاعتي إبرار

أي حل.

000

قبلها بدقائق، ودعنا السائق ثم دلفنا إلى بيتنا حيث صعد : مياه غرفته دون أن تنطق، سألتني منى بمجرد أن فارقنا وصلنا البيت في تمام الثانية والربع صباحًا، كانت منى ويا من قد استبقي - يا من إلى حوض

- ماذا حدث في السيارة؟

قلت:

لقد نطق يامن بكلمتين كان الشيخ موسى يرددهما وقتما عاد بقلب

إلى أهله فاقدًا عقله.

احتقن وجهها رعبًا، وصرخت

قلت لك إن ذلك الذئب هو السبب. هززت رأسي أسفًا ومتفقا معها، فتابعت:

هل هذا يعني أن ابني في طريقه إلى الجنون ؟

زممت شفتي ولذت بصمتي قبل أن أقول في قلة حيلة: سأحضر روحاني المحلة الذي جئنا به من قبل مرة أخرى، لعله يجد هذه المرة طريقة للتواصل مع الجن الذي يمسه.

لاذت بصمتها هي الأخرى، ثم فارقتني دون أن تنطق بكلمة.

كانت تلك الليلة من أقسى الليالي التي مرت علينا منذ مرض ابننا ظل كلانا مستيقظا في صمت طوال الليل بجوار الفتى الراقد مغمض عينيه في حوض مياهه انتظرنا أن يتحدث أثناء نومه من جديد لعلنا نكذب ما سمعته. لكنه واصل نومه في هدوء.
يزال عند الساعة الرابعة والنصف سألتُ منى أن تذهب إلى سريرها في الغرفة الأخرى لتريح جسدها رغم إدراكي أنها لن يغمض لها جفن، بعد جدال كبير وافقت وتركتني بجوار يامن أنتظر حلول الصباح بفارغ الصبر كي أهاتف الروحاني وأترجاه ليأتي إلينا في أسرع وقت، ثم أخذ عقلي يضج بقوة مفكرا في كل ما حدث منذ رسالة الباحثة لي، حتى أصاب الألم رأسي، فخرجتُ إلى الشرفة لأملا صدري بهواء الفجر لعله يخفف ذلك الألم بعض الشيء. كان البدر ينير الأرجاء، وقفت لدقائق ثم عدت إلى الفتى مرة أخرى، كان لا غارقا في نومه هممتُ لأغلق باب الشرفة، فسمعته يغمغم بكلمات غير مفهومة، تركت الباب واقتربت منه وجلست بجواره، توقف فجأة عن الغمغمة مددت يدي لأجس درجة حرارته، فأصابتني لسعة قوية مفاجئة كأن مشا كهربائيا أصابني، وللحظة شعرت أن عيني رأت مشهدًا من حلم ما أبعدت يدي سريعا عن رأس الفتى، وأخذت أنظر إليه في اضطراب وخوف شديدين بينما يعلو صدري ويهبط بأنفاس لاهثة متتابعة.

وادي الذئاب المنسيه ..ارض زيكولا3 للكاتب عمرو عبد الحميدWhere stories live. Discover now