|33|_الحل الأمثل الطلاق!

18.3K 1.1K 376
                                    

|رَجفَة مِن نوع خاص|
"الحلقة الثالثة والثلاثين_الحل الأمثل الطلاق!"

"_____"

وكإن روحها تنسحب منها ببطء، لا تستطيع التنفس، أنفاسها المضطربة تتعالى، بدأت في التعرق بغزارة وكإنهم ليس في الشتاء القارص!!، لا تتخيل أن يصيبه مكروه!!، أظلمت الحياة أمام وجهها، وهي تركض مع الأطباء وأمامها هو يتسطح فوق فراش الطوارئ حوله بركة من الدماء!!، لا يمكن أن يتركها بتلك السرعة!!، أحاطت بكفه وكانت لا تريد تركه، لكن انفلتت يدها من يدهُ وهو يدلف إلى أحد الغرف في المشفى، وهي شعرت كإنه يتركها!، انهمرت دموعها بغزارة على وجهها، لا تتخيل ما حدث له للتو؟!!، كان يقف بجوارها منذ دقائق مكونة النصف ساعة فقط!!، كان يحدثها بمرح، عقلها لا يستوعب!، دفنت وجهها في يدها المُتسخة أثر دماءهُ الجافة على يدها، مر الوقت عليها ببطء شديد، لا يخلوا من خوفها، حتى خرج الطبيب بعد وقتٍ يحدثها بـنبرة مطمئنة_:
_في إيه يا"ساجية"؟، متقلقيش مفهوش حاجة، هو الحمدلله الخبطة مكنتش شديدة أوي، دماغه اتفتحت بس وخد كام غرزة كدا، وكام جرح في بطنه.

"طب هو أنا ينفع أدخله يادكتور"أحمد"؟"
سألته ومازالت على نفس حالتها رغم إنها وضح الأمر ببساطة!، ليبتسم لها وهو يخبرها"ادخلي اطمني عليه وبلاش خوف لإن صدقيني الحكاية مش مستاهلة، هو حاليًا بس لسة مافقش لإنه نزف دم كتير، بس متخافيش وعوضناله كل إللي نزفه".

رسمت بسمة صغيرة على وجهها الشاحب أثر ذعرها، تحدثه بنبرة ممتنة"شكرًا يادكتور بجد".

نهت حديثها ومن ثم دلفت بأقدام مرتعشة، سقط قلبها في قدميها عندما رأته في بركة دماءه، ظنت إنها ستفقده!!، وقعت عيونها عليه متعلقة في يده بعض المحاليل، مُلتف حول رأسه قُطن وفوقه شاش بعناية، سحبت أحد المقاعد في أخر الغرفة، تضعه أمام فراشه، امتدت أناملها في حركة سريعة تحتضن كفه، وبيدها اليُمنى مسدت على شعره الكثيف، صدرت منها شهقة عنيفة هامسة بنبرة ضعيفة_:
_أنا من بعد باسم كنت فاكرة إن الرجالة كلهم بيتسلوا بالبنت تحت اسم الحب، عمري ما كنت أتصور إن الحب كدا، عمري ما شوفت أرجل منك، كنت خايف عليا من مجرد نظرة!، أنا مخوفتش على نفسي زيك كدا، إنت طيب أوي كدا ليه؟، أنا كان نفسي أسيبك وأنا مش حاسة بحاجة تجاهك، بس إنت من أول يوم قعدت معايا وأنا كان نفسي أعرفك قبل القرف دا كله، إنت راجل أي بنت تتمناه، وأنا أول واحدة، بس إنت أما تعرف مش هتبقا عايز تكمل، إنهاردة كنت عايزة أحكيلك بس مش عارفة إيه إللي حصل فجاءة، واللهِ أول ما تصحى وتخرج من المستشفى هحكيلك، أنا تعبت ومش قادرة أخبي عليك، هحكيلك حتى لو هتعمل إيه.

همست بأخر كلماتها بتصميم، حدقت به ببسمة صغيرة وهي تمسد على شعره بحنان، حتى وهو مُتعب وسيم!!، قطع لحظتها الهائمة صوت رنين هاتفه هو، أخرجته من حقيبتها تتبين هواية المتصل؛ أخيه!!، تردد في الرد عليه، لكن بالأخير يجب إخباره، أجابت على مكالمته لتسمعه متحدث بـ_:
_هو إنت كل دا فين؟، الساعة عشرة!

رجفة من نوع خاص.Donde viven las historias. Descúbrelo ahora