22

297 22 12
                                    















F. B

حيث يتمشى ذاك الشبح ذو الثمانمئة عام وحده في الظلام، في عالم البشر، لا احد يراه، فقط هو من يراهم، يبحث عن ضحية ما ليضايقها، بعد ان شعر بالملل من الاستماع لمشكلات شعبه التي لا تنتهي ابدا

سمع صوت انزلاق قوي ثم اصطدام و بعدها بكاء عالي، عقد حاجبيه ينتقل بحيث مكان الصوت، يرى سيارة ما مصطدمة بجذع شجرة ما، دماء الابوين تملأ المكان و طفل في المقعد الخلفي يبكي دون توقف

شعر بشعور غريب اتجاه هذا الطفل، قلبه كان ينبض له بقوة، و كل جزء منه يصرخ بـ 'رفيق'، علم حينها انه وجد الملكة، و رفيقه

لكنه مجرد طفل؟ كيف هذا؟، لم يهتم ابدا، اقترب سريعا من الطفل يخرجه من السيارة، و بسبب بكاء الطفل الكثير و صراخه الذي لا يتوقف، كانت رؤيته مشوشة

حيث لم يرى ملامح منقذه، و لم يستوعب برودة جسم الاخر الشديدة، او حتى ازرقاق بعض مفاصله، كان طفل صغير، فقد والديه في حادث سير مؤلم

جايهيون فورا احتضن الفتى له ، و الذي لم يتوقف عن البكاء للحظة، اتجه حيث مقعد الام، يغطي اعين الفتى عن هذه المناظر الشنيعة، يخرج الهاتف و المملوء بالدماء، يتصل بالانقاذ

الطفل غفى من كثر البكاء، شهقات صغيرة هي ما يخرج منه، تنهد بألم على حاله، ثم شعر بشي ما يشد سترته

التفت بذعر يرى يد مملوءة بالدماء تمسك بمعطفه، كانت الام، وجهها مشوه مليء بالدماء و تحاول التقاط انفاسها بصعوبة تقاوم الموت، جايهيون ارتعب لمنظرها رغم كونه شبح الا ان هذه والدة رفيقه

"ا-ارجوك سيدي ساعد ابني، هو صغير جدا ليموت الان، سيدي الشبح انا اعلم انه رفيقك، لذا ساعده"

و بعدها سقطت يدها و انهارت ميتة، توفت بعد قولها تلك الكلمات مباشرة، الشبح كان متصنم مكانه بصدمة، ليس لقدرتها على مقاومة الموت بل بسبب معرفتها انه شبح، من تكون؟

شعر بقلبه ينقبض بألم بسبب كلماتها و شكلها، هي حتى تعرف انه رفيق ابنها، و بدل ان تحاول حتى انقاذ نفسها، هي فضلت طفلها على نفسها

وضع الطفل ارضا يغطيه بمعطفه عندما سمع صوت الاسعاف و الشرطة قريب جدا، و استخدم قوته لاخفاء نفسه ، وقف بعيد قليلا ينظر لكيف رجال الاسعاف ينزلون بسرعة يخرجون الابوين من السيارة يضعونهما على السرير المتحرك

كان الممرض يقف امام الطفل يفحص نبضه ان كان ما يزال حيا، و شعر بانفاس باردة عند اذنه و صوت حاد جعله يرتعد بخوف

"انقذ الطفل و الا اقسم اني سأدفنك حيا"

و الممرض اومىء عدة مرات، يلتفت بحيث مصدر الصوت الا انه لم يجد احد، التعب اكثر يهز رأسه بينما يحمل الطفل للسيارة


F. B end










"ذلك ما حدث بالظبط، لا تزال اذكر كلمات والدتك، انا حقا محتار كيف لها ان تعرف اني شبح؟ كان منظرهما مؤلم، رؤية والدة رفيقي تموت امامي مؤلم و رؤية زوجها ميت بجانبها اكثر ايلاما"

قال جايهيون ينظر للفراغ و شعر بدموع رفيقه ترطب عنقه، اطلق انفاس مهتزة يبادله الاحتضان، و لاول مرة هو يبكي، كان يحتاج شخصا ما منذ زمن كي يخبره بما يؤلمه

و اخيرا هو اخبر رفيقه، و رفيقه لم يلمه على اي شيء لانه يعلم انه ليس بخطأه، دموعهما كانت تنزل بغزارة، مخرجة كل الالم الذي تم حبسه لفترة طويلة في قلوبهم في هذه الدموع

"ا-انت لم تتركني بعدها صحيح؟"

قال تايونق وسط دموعه و جايهيون اومىء له بسرعة يرد عليه بصوت مهزوز

"اقسم انني لم اتركك ولا حتى ثانية، كان الحكم طوال فترة سنوات حياتك تلك بيد ابي، مع انه لم يكن الحاكم انذاك بل انا، و لكنه ساعدني، بقيت طوال الوقت معك اراقبك من بعيد حتى كبرت و في النهاية انا ظهرت لك"

و تايونق بكى اكثر و بصوت اعلى، هو لم يخطىء حينما احب جايهيون، لقد كان جايهيون منقذه في النهاية

"انا احبك، حقا احبك!"

"انا ايضا افعل حبيبي"














يتبع...

مرحبا مجددا في البارت ما قبل الاخير سنوز~

في البارت القادم يتعلم من الذي يكن الحقد للطفل الذي لم يولد بعد، كما ان البارت القادم سيكون الاخير لذا استعدوا ~

𝐻𝑎𝑢𝑛𝑡𝑒𝑑 𝐻𝑜𝑠𝑝𝑖𝑡𝑎𝑙 ✔︎Where stories live. Discover now