prologue

40.1K 870 309
                                    

بداية

طفلة صغيرة ذات عيون خضراء واسعة فسيحة كل من نظر لهما سبح بخالقهما  ... كانت تذرف الدموع في أزقة البلدة ضواحي ليدز بحثا عن السيدة التي كانت ترافقها او بالأحرى والدتها  ، ترتدي فستان مهترئ اتسخ بعد يوم طويل من العناء في ركض بين الشوارع

قبل ساعات تاهت وهي تحاول أن تتبع قطة صغيرة بيضاء اللون ، هاهي ذي مسكت بها وتضمها الى صدرها بخوف
لكنها فقدت أمها جراء ذلك

ارتجفت شفتيها في محاولتها الخرقاء الدائمة لإخراج الحروف من جوفها ، لكنها لم تفلح كما جرت العادة

شرعت في البكاء قليلة الحيلة ريثما خيم الاسود في عنان السماء انتحبت بهمهمة بائسة مخنوقة  ، كانت الرياح الغاضبة تتلاعب بخصلاتها السوداء المجعدة الثائرة حول وجهها الصغير الجميل

في ضاحيتها بعد ساعة الثامنة مساءا تغدو القرية كأنها مدينة اشباح خاوية على مشارف القطب الجنوبي من فرط البرد ، ارتعشت ببرد وخوف ،   لم تكن تتجاوز بعد الأربعة سنوات وتفشى في ذهنها انها قد تتصادف مع امها في مكان قريب لو بحتت او قد تجد شبحا ايضا ، لذا ظلت تهرع من شارع لآخر حتى تمكن منها التعب فجلست على احدى الارصفة ، وأنفها الصغير محمر من البرد ، ووجنتاها البيضاء مبللة إثر عبراتها

صدر مواء من القطة الصغيرة في احضانها فشدتها اليها اكثر تحاول تدفئتها ، وفوضى عارمة تكتسح عقلها صغير ، في فوضى تامة عما ستفعله ، في وقت لاحق كانت قد إستغرقت في النوم دون ان تشعر ...فأفاقت هلعة من صوت هدير الشاحنة القوي الذي توقف بجوارها تمام ، عند قدميها

بحلقت بعيون خضراء كبيرة  ، بدهشة في الشاحنة الضخمة المزينة ببراعة ذات ألوان فاقعة ورسومات ، فيما ترجل منها رجل أربعيني يحدق بالطفلة باستغراب تشوبه امرات الريبة  ، دنى منها قليلا ، يجلس القرفصاء وسألها باهتمام بالغ ، بل بالغ جدا


"مالذي تفعله طفلة صغيرة في هذا الوقت المتأخر من الليل في الخارج؟"

شرعت تقوم بعدة إيماءات وحركات بيديها تحاول أن تشرح له ما جرى معها ... إلا انه لم يفقه شيئاً ربما لانها تكاسلت في  اكتساب لغة الإشارة جيدا

لحظتها نزلت امرأة جميلة من خلال الشاحنة كذلك ، بشعر اصفر وعيون مماتلة لخصلاتها ، تطلعت على الفتاة بتقييم  وتعجب ، سرعان ما ومضت عيناها الجميلتان بإعجاب وهتفت تتسائل لزوجها

"من هذه؟"

"لا أعلم انها لا تتحدث"

واضاف باحتمال

"اظنها مُشردة"

أزاحت المرأة الرجل من امام الطفلة ، وجلست بقربها على رصيف

"من أنتِ أيتها الجميلة؟" تحدثت بحنان منبهرة بكتلة الجمال امامها

أشرت الطفة نحو فهما ونفت برأسها ، أخدت المرأة وقتا لتستدرك فيها أنها ربما بكماء

اوه تنفست بشفقة

إلتفت نحو الرجل وطالعته بنظرة تومض بالشغف ، فهز راسه بعدم استيعاب ، حملت المرأة الطفلة وتحدثت مغمغة
  " هل وحدي من أراها اشارة من السماء "

تفوه رجل بتردد وكأنه صُعق مما رآها تنتوي عليه "لكن يا اوجيني دعينا نسأل عنها "

"بحقك ادونيس انها طفلة مشردة  هل نتركها ونمضي حتى انها لا تتكلم ستتأذى فحسب "

جف حلقه وقال بحيرة "بالتأكيد لا لكن"

"سنجعل احدهم يتقصى عنها فيما بعد "

هز كتفاه مغمور الاحساس بالحنو والشفقة ، بعد لحظات من التردد توجهن جميعم نحو الشاحنة المبهرجة ، وهنا أقصد ثلاثتهم ، وضعتها المرأة في حجرها بمحبة ، وشرع الرجل في قيادة الشاحنة الخاصة بنقل محتويات سركهم المتنقل وعيناه تحوم في الارجاء

"ماذا سنسميها أدونيس ؟" تسائلت أوجيني لزوجها بحماس

"تتصرفين وكأننا وجدنا كلبا لا طفلة "

ردت عليه ببحة عميقة مكلومة "لا تبالغ ادونيس انها ارادة من السماء ان نلتقيها نحن دون غيرنا"

نظر في عيناها بأسى ونطق بدون تفكير

"ايلارا اذن "














▓ ▒ ▓ ▒ ▓ ▒ ▓ ▒ ▓ ▒ ▓ ▒ ▓ ▒

امنحوني ارائكم وتفاعلكم لطفا !

ادري ان معظمكم قرأ رواية سابقا إلا اني ارجو ان تتفاعلوا وتدعموا الرواية في اوائلها ارجوكم ، كما اتمنى ان توجهو اي شخص يسأل عن الرواية بعدما تم حذفها وشكرا جزيلا وأحبكم واشتقت لكم فردا فردا

لا تنسو تفيعل زر الفوت والكومنت مع حبي وامتناني ❤️

برياموسWhere stories live. Discover now