أوراق الخريف 🍁

🍁لو كانوا يعلمون 🍁

في فترة ما وفي سنّ مُبَكّرٍ ، لامست الفقد والموت ، إطّلعت على أدقّ الأمور والأشياء التي تحدث حينها ...
أشياء غريبة أشهدها للوهلة الاولى ، جالست أرواحا فَقَدَتْ التنفس ، واَسْلَمَتْ للغياب ، وفارقت الوجود دون رجوع ..

جالستها لساعات طويلة كانت كفيلة بأن تجعل من قلبي يستلم الكوارث والأحداث الفجئية وفواجع القدر في المُحَبَّبِين والمُقَرّبِين بكل شجاعة وبكل صبر لاينفذ ، وبإستسلامٍ شديد لقضاء الله وقدره...

بعزمٍ شديد يمنح الروح صبرا عظيما عند الصدمة الأولى ...
كل تلك الأحداث تمنح لمن يشهدها لين القلب ولطف الروح ، ونفسٍ ودودة تُقاسم النّاس اوجاعهم وكأن التاريخ يعيد ذاته في ماشعرت به سابقا ...

تسعدك فكرة انك تحاول طوال الوقت، وتؤلمك فكرة انك لم ترتح ابدًا...!
تسعدك فكرة إنك تركض وتسعى مهما كانت العقبات التي تواجهك !
وتؤلمك فكرة انك لم تصل لوجهتك بعد ..!

تتباهى بقدرتك على تحمل المسؤلية، وتؤلمك فكرة انك تتحملها وحدك ..
تسعدك فكرة إنك تقف شامخًا في حياتك قادرًا على تجاوز الأزمات وتنهض سريعًا من حطامك، وتؤلمك فكرة انك تخرج من مأزق الى مأزق أخر وأنك تُستهلك نفسيًا وذهنيًا ولا تملك رفاهية الأستسلام أو حتى التعثر  ،  لأن ثمة من يتكأ عليك ...!

تسعدك فكرة انك لا تبخل بأي مجهود، وتؤلمك حقيقة انك لم ترى نتيجة حقيقية لتعبك ومحاولاتك حتى الان..

تثور وتغضب وتشعر بـ اليأس وتقرر الاستسلام..
لكنك تعود لأنك ما زلت تتحلى بالصبر..

لكنك تعود من جديد لايمانك التام بـ أن ليس للانسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى ..!

ليس كل التغافل لإبقاء الود..  !!!
هناك تغافل لإبقاء الحسنات
وإبقاء الكرامة، وإبقاء ماء الوجه، والأهم إبقاء الطاقة..

وهناك تغافل لِغياب التقدير، وهناك تغافل لانعدام الحِوار، وهناك تغافل لقلة الحيلة، وهناك تغافل لِضياع ما قد يُقال ...!!

وهناك تغافل لانعدام قيمة العتاب، وهناك تغافل من شدة اليأس من تغيّر الطِّباع، وهناك تغافل من خيبة الأمل ...!

وهناك تغافل لسقوط أحدهم مِن القلب بلا رجعة
وهناك تغافل لكثرة ما تغافلنا عنه سابقًا، وهناك تغافل لأن التدقيق في أفعال البعض يؤذي  وهناك تغافل لأن العتاب سيظلم الحزن داخلنا ...!

وهناك تغافلًا حتى نشكو بثّنا وحزننا إلى الله.. فَليس كل تغافلنا كان لإبقاء الودّ  ...

لو تعلمون .

والسلام

مودتي  لكم

& محمد الدليمي &