11. منزلنا

384 23 14
                                    

● ولاية جورجيا~20 يونيو 2021~ يوم الأحد ~ سادسة مساءاً.

''توم هذا منزلك كما هو منزلي"
حسناً الأمر هو أنَّ ليندا تمنعني من الذهاب إلى شقتي، فــ يبدو أنَّ مشاركتي لشقتها قد نال إعجابها لدرجة منعي من البقاء في منزلي، لأكون صريحاً لا يزعجني هذا، بل العكس أشعر بالسعادة حين تقع عينيّ عليها، وهذا يحدث كل دقيقة، فــ أصبحت لا أستطيع دون وجودها في ساعات يومي.
ليندا تغادر لخمس ساعات صباحاً لذهاب للجامعة، ثم تعود وأكون حينها قد أنهيت عملي وترجمتي لـلكتاب الذي  أعمل عليه.
لم أرى من ذلك التقارب عبء بل رأيته خلاصاً ومنقذاً لي من ما يخنق فكري، ويسرق سعادتي، ليندا ليست سوى جارة قد وقعتُ لها، هي حياةٌ متكاملة غرقت بها حيث وجدت ملجأي وسعادتي.
جارتي العزيزة ليندا أصبحت تحاول استرجاع نطقي، اخبرتني ذات مرة أنها تحاول مساعدتي ليس لأنها ضجرت من خرسي بل لأنها أصبحت تتطلع لـِ كلماتي.
ربما لن يكون لساني إن فُكت عقدته قادراً على طرح مكبوتاتي وما أكنه لها، إلا أنَّ التفكير في القيام بــ محادثة معها ومع من يحيطون بي يجعل الحماسة تتدفق في أوردتي بغزارة.

''هل تريد مشاهدة فيلم؟" سألت تشير للتلفاز بهدوء. ليندا لم تتغير كثير عن أول لقاء لنا، رغم أنني قد أوضحت مشاعري وأنني أعيش حرفياً في منزلها بسبب اصرارها وتعلقي بها، إلا أنَّ عيناها لا تزال تحمل ذات البرودة كما هو جسدها، لا تزال قليلة الابتسام، ولا تزال تنشر الدفء في داخلي، رغم كل هذا.

الأضواء خافتة، بعض المقبلات متوزعة على المنضدة أمامنا، لا يصدر إلا أصوات الممثلين وأنفاسنا التي حاولت مزامنتِها، رأسي يقبع على كتف ليندا وعيناي لا تفارق كف ليندا الموضوع على فخذها.
أصابعها تناديني لأجمع كفينا، وشعرت أن يديها الباردة تصرخ بـــ اسمي لأنشر الدفء في أنسجتها.
لم أكن مهتماً بما يتم عرضه، بينما كانت ليندا مشدوهة الانتباه بها تعرضه شاشة التلفاز.
''توقف عن النظر نحوي، شاهد ما يعرض" نبست ليندا دون أن تبعد عينها عن الشاشة، حمحمت أعد من جلستي، حسناً لست أشعر بالإحراج لأنني اعتدت على هذه التعليقات من ليندا.
أصابعي بدأت بالزحف ناحية كفها، وببطء وثبات وصلت إلى ضالتها، جرت قشعريرة على طول ذراعي عند تلامس بشرتنا، ودون أي تردد دمجت كفينا في عناق دافئ، أشعر داخلي بالرضى والحماسة، وجعل من قلبي في أشد مراحلة السعادة، ألقت ليندا نظرة خاطفة على حال كفينا ثم عادت لتكمل الفيلم.
بعد أن حققت غايتي، استطعت أن أشاهد الفيلم الذي أصبح في منتصفه، إلا أنني لم أشاهد منه أكثر من عشرة دقائق وسرقني بعدها النوم على كتف ليندا بأيدينا المتشابكة.

الحبسة الكلامية أو فقدان النطق النفسي هذا تشخيص حالتي الدقيق، والتي تعود إلى اضطراب ما بعد الصدمة نتيجة الحادث، وما تفعله ليندا الآن في خطة العلاج التي لم أدرك وجودها إلا بعد أن أخبرتني بها في جلستنا العلاجية الأولى.
هي تمارس التنويم المغناطيسي علي! حسناً في بداية الأمر شعرت بالخوف، فــ هل ستجعلني أظن أنني دجاجة؟ لكنني أعتدت على الأمر، ثم هناك مضادات الاكتئاب التي تجعلني ناعساً وسيء المزاج طوال الوقت، فــ شعر كأنني أحد النساء الحوامل في شهرهم الثامن! وبالطبع الأدوية الملينة للحبال الصوتية، أصبحتُ وحشاً يتغذى على الأدوية بشكل حرفي.
لكن كمية ما أتناوله من أدوية لا تهم في سبيل غايتها

__________________

أسعد الله أيامكم وأوقاتكم وحياتكم🩵✨️

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

أسعد الله أيامكم وأوقاتكم وحياتكم🩵✨️.

لأني الي فترة مش منزلة ومش كاتبة وبفترة بقصد شهر يمكن؟ المهم اني شفت الفصل طويل رغم اني متأكدة انه بنقرأ في أقل من 5 دقايق، وغير هيذ اني ما راجعته زي ما لازم، لأني حاسة حالي مقصرة لأني ما نزلت وفوق هيذ حاسة اني طولت على الرواية.

_  رأيكم بالفصل؟ (رغم كونه قصير وقليل الأحداث)

_ اشتقتولي؟

_ كيف العطلة معكم؟

يـدان بـاردة | Cold Handsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن