14. ليندا

363 26 0
                                    

● ولاية جورجيا~28 يونيو 2021~ يوم الأربعاء~ الخامسة عصراً.

غادرت بيلا لزيارة والديها بعد انقطاع كانت
هي سببه.
فــقد غلفها العار عندما أدركت كونها تحمل في أحشائها طفلاً من صلب رجلٍ خائن، حملت ذاتها تسترُ الأمر عن عائلتها التي لم تتوقف عن تحذيرها منه،
تُطالب والد الطفل بواجباته، والتي لم يفكر مرتين في التخلي عنها، غادرت حين أدركت عدم مقدرتها على التخلي عن طفلها، وعدم قدرتها على مواجهة والديها بهذا العار، هجرت ولايتها تبدأ حياةً جديدة، بعيداً عن الأقارب والأحبة، سرقت من أموال والدها وأخوها
ما يكفيها لتعيش قبل أن يتسنى لها العمل بشهادتها الجامعية كــ سكرتيرة طبية.
عاد المنزل خالياً سوى منهما، فــ لم تعد ضحكاتُ الصغيرةِ تملؤه، ولا ضربات خطواته الضيئلة الهاربة على الأرضية الخشبية من خالها تُصخِبُه، وما بقيَّة هي الذكريات وابتسامة توماس السعيدة، ونظرات ليندا السارحة.

"توماس تحدث!" نبست ليندا بحدة من المطبخ حين رأت توماس يشير إلى ما كتبه على الدفتر، ويبدو أنه قد نسيَّ من جديد قدرته على الكلام من جديد.

"أعتـ ـذر لقـد نسيـت مجـ ـدداً" أردف توماس بـــ إحراج، وقد لاحظت ليندا تحسن نطقه، تقدم توماس من غرفة الجلوس يسير ناحيتها ببطء، يسمح ليده بـــ إحاطة خصرها بـــ عناقٍ خلفي، لم تكن لتمانعه ليندا بل قربت ظهرها تتكئ بها على صدره الفسيح بـــ إعتيادية.
"لا يهم، ماذا كنتَ تريد؟" نطقت بهدوء تعود لتحريك الطعام لمزج مكوناته.
"لقد نسيـ ـت ما كنـ ـتُ أريده بقربـ ـك" همس بالقرب من أذنها، يعترف بـــ تأثيرها الشديد عليه، علَّت ابتسامة ضئيلة ثغرها، فقد شعرت بـــ قلبها يهتز على وقع كلماته وأنفاسه الدافئة التي تلفح عنقها دون اهتمام بتأثيرها عليها.
ابتعد توماس حين رآها تطفئ الموقد، يترك قبلة رطبة على فروة رأسها ويهمُّ لتحضير الأطباق وأدوات المائدة.

تناول الثنائي الطعام بصمت، فــ بعد مديح توماس المبالغ لطعام ليندا، والتغزل بيديها التي صنعت بها الطعام، عمَّ الصمت.
ليندا شردت بعلاقتها مع توماس التي بدأت تتطور وتأخذ منحاً جديدة، خاصة مع مشاعرها الخطيرة التي لا تتوقف عن مراودتها بقربه، وتفكيرها الذي لا يخلو منه في بعده.
سؤالٌ واحدةٌ تردد في خلدها بـــإسهاب، هل ستلقى مصير والدتها؟ فقد أصبح ذلك السؤال يؤرق نومها.

و بينما كان توماس واقفاً لغسيل الأطباق، نبست ليندا بعد صمتٍ مريب تشارك ما يجول في خلدها:

''أتحُبني إن علمت بما أحمل من ذكريات، أتُحبني إن علمت ما خلفه الماضي في نفسي؟ أتُحبني إن علمت بما عاصرت؟" التفتَ توماس لليندا بعد تلك الكلمات، يترك الطبق من بين يديه ويمسح الرغوة عنها، ليتقدم نحوها دون تأخير، قائلاً:

يـدان بـاردة | Cold Handsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن