Part « 8 »

574 13 0
                                    

فشُدِي وثاقَ الهجرِ يَا نفسُ، عِزَّةً
و شُدِّي لجامَ البُعدِ يَا خيلُ، تسلمِ

__

دخل من بوابة الحوش الكبير وهو يتقدم ، رفع صوته بإبتسامة:عزام هنا !
رفعوا تركي وعزام انظارهم له وإبتسامتهم سابقة أنظارهم:إيه عندك مانع طـال عمرك ؟
قبّل راس أبـوه وقال وإبتسامته مازالت على مَحيّه:حيّ أبوي
كمّل عزام كلامه:هات ما بجُعبتك من كلام ياولـد
مد تركي يده يسحب هتان يجّلسه باليمين بينما كان عزام على يساره:إترك ذا الخبل عنك
ضحك من قال عزام بتمثيل للزعل:أدري بك ياعم تنساني من جا ذا المقرود ، انا اصلا ساكت من جلسّتني على يسارك وهو على يمينك
ضحكوا كلهم من قال سعود ابو عزام يلي توّ دخل:لإنك شيطان والشياطين ماتنفع لليميّن
إلتفت عزام :افاا ياسعود تنسى ولدك ؟
جلس سعود على الكرسي المُقابل لكرسي تركي: من إنت اصلا ما أذكرك ؟
ناظر عزام لعمر يلي حَط صينية القهوه ورفع يده بحركة الإستغاثه لعمر:ياعمر إتحدو علي عائلة يرضيك
ضحك عمر يلي كان علاقته فيهم حلوة:دا ماينفعش إزاي تلات ملائكة تتّحد على شيطان واحد ؟ ،دا مُش عدل
وسع عزام عيونه بصدمه ، بينما جميعهم ضحكوا وأشر على نفسه: انا شيطان ؟
ضحك عمر وهو يدخل ، تنهد عزام وقام يقهويهم : شفتوا كيف الطيبة تغلب علي ؟ ، توكم متّحدين علي والحين اقهويكم ماش ماتقدّرون قيمتي
مد تركي يده ياخذ القهوه وبإبتسامه:هو في مثلك اصلاً ؟
إبتسم عزام وحاول يخفي إبتسامته ، وقال هتان:ياولـد إثقل
همس بصوت مسموع:شايب مستقعد للعمال
ضحك تركي مُباشرة وسعود وراه
هتان:إنت الشايب منتب شايف عمرك ؟
هز راسه بالنفي: العمر مجرد رقم
هتان بضحكة وهو يرفع الموية لفمه:شف الشيب براسك
ناظره عزام وأدار ظهره:مابقهويك قهوي نفسك
لف له من شاف نظرة أبوه وهمس لهتان: النظرة القاتلة ذي تخليني اقهوي الأرض
شرق هتان بالمويه مُباشرة من الضحك من كلامه ونظرات عمه سعود ، وضرب تركي ظهره بإبتسامه: بسم الله عليك
سحب عزام شُماغ هتان يلي كان لَفها كأنها عِمامة:إنت ماترتاح بدونها ؟
كح هتان لثواني وناظر لعزام:ياخي قليل ادب مخليني أشرق وفوقها ماتساعدني
رفع عزام حاجبه:ياحبيبي إنت يلي تضحك على الصغيرة والكبيرة أنا شسوي لك ؟
وقف هتان وسحب شُماغه:هاته ياولـد ورا تفكه !
ركض فيه عزام وقال بصوت عالي:لو ودك به إلحقه لا هِنـت
رفع هتان طرف اسفل ثوبه يربطه على خصره:اوريك
وماهي إلا ثواني وإعتلت ضحكاتهم في الحوش يلاحقون بعضهم
دخلوا إسحاق ابو هنّاي وهُمام معه للحوش
إنفجع إسحاق من شاف عزام يركض بإتجاهه يتخبى وراه من هتان
قال والضحكة تغِلب صوته:ياعم انا في وجهـك
وأشر على هتان:انا في وجهـك منه
أبعّد إسحاق يد عزام يلي على كتفه وقال وهو يدفه:ياشيخ وخّر وش الي في وجهك ، فجعتني الله لا يفجع مسلم
راح عزام ورا هُمام من قرّب منه هتان يحاول يضربه: خليني ياهُمام في وجهك إنت
وخّر هُمام من بينهم بعد ما دف عزام لعند هتان يلي مُباشرة ضربه واخذ منه الشُماغ ونطق قبل ينفضّه بضحكة: تكبر وتنسى الغدرة معليك
إنسدح عزام ومسح على صدره وهو يتنهد بضحكة: الغدرة توجع من القريب
مشى هتان لأعمامه وقام عزام وراه ينفّض لبسه
سمع عزام أبوه يلي قال لهُمام:يقولك في وجهك وتدّفه ؟ ، افاا يابو إسحاق
ناظر عزام أبوه بذهول وتوجه يحَط يده على جبين سعود :هذا سعودنا متأكدين ! ، عندك حرارة ؟
سحبه هتان من كان سعود على وشك يضربه:يارجال إهجد إنت ماتقدر تجلس أبد ! ، في مَقعدك شوك ؟
رفع سعود يده بس بقلة حيلة:انا ادري امك وش به متوحمه يومها حاملة بك ؟
إسحاق بضحكه:يمكنها متوحمه على قرد
سعود:شكله ولا مستحيل يطلع كذه
رفع عزام حاجبه:الله يسلمك بس عليك
تركي:إييه طالع بك ماتذكر يومـ..
رفع سعود يده بمُقاطعه:ياشيح إستر على ماواجهت وراك !
ضحك عزام بإنتصار:هيهيهي وإنكشفت ياسعود ، الله عليك ياعم يومك تدافع عني
إسحاق:الحين تنادي أبوك بإسمه وتنادي عمك ياعم ! ، مدري أسميه برّ ولا عقوق
هتان وهو يصّب له قهوه:لا سمّيه برّ ياعم
ناظر عزام لهُمام السَاكن مكانه وإلتفت لهتان يهمس له:ياخي ولد عمك ذا وش فيه ؟ ، وراه جالس كذه وبارد
ناظر هتان لهُمام لثواني وإبتسم شبح إبتسامة ، صح إنه بالكـاد يفهم شخصيته لإنه تارة يكون متفاعل معهم وتارة يكون بارد وبالقطارة يتكلم ، لكنه يعرف إنه هو مو بارد ، هو يتفاعل مع الي يرتاح معهم لا اكثر ولا أقل
دقّه عزام بشك:كأن بجوفّك شيئ
هز راسه بالنفي وتوترّ من مر طيفها في باله:وش بيكون بجوفّي مثلاً !
ناظره عزام لثواني وقام وهو يسحبّه معه: اقول إنت وراك علوم وانا مانب تاركك
دفّه يبعده عنهم لورا البيت للحوش الثاني:إمش
ضحك وهو يلف له ويبعد يدينه عن ظهره:يهو ! ، وش فيك إنت
دفّه اكثر وهو يهمس له بإذنه:ياولد تراني اعرفك اكثر من نفسك إمش لا اسحبك سحَب
تنهد وهو يمشي معه بدون كلام
جلّسه على الجلسه يلي كانت عبارة عن كرسيين مقابل بعض وسطهم طاولة ، سحب الكرسي الثاني وحَطه عند هتان قبل ينطق:هيَا اهبد
مثّل الغباء وهو يرفع يده:وش اهبد !
ناظره عزام بنرفزه ورفع المنديل يلي على الطاوله:إنطق لا اهبدك بذا الحين ، يارجال إنطق تكلّم فوق ما جايبك بالسحّب أسحّب منك الكلام بعد !!
رفع يده يمسح على جبينه:افف عزام
ناظره بحَده وقال هتان بعد ما سكت لثواني ، وبشبح إبتسامه:مدري
وسع عيونه من ضربه بالمنديل على وجهه:وشو !!
عزام:تبتسم لي ذي الابتسامه وتقول مدري ، ادري بك وش مهبب !!
تنهد بقلة حيلة ، وسكت ثواني طويلة وإبتسم مرا ثانيه إبتسامه واسعه:شفت وحده من بنات خالي
عقد عزام حواجبه يلي للحين متنرفز: مين !
ناظره هتان:مدري بس إنها حِلوه
ناظره عزام بشك قبل يوسع عيونه:إهب ! من ذي يلي جابت راسك المربع ؟
تأفف هتان وهو يقوم:محد يسولف معك
سحبه عزام وجلّسه مرا ثانيه:كل تراب وكمّل
هتان:وش اكمل !
رفع عزام المنديل بتهديد:إنطق هتان
هتان إبتسم مرا ثانيه:دخلت عندها مادريت إنها في المطبخ
فكّت عُقدة حواجب عزام:إيـوا
ناظره هتان بحَده:وش إيـوا إنت ! ، إن شاء الله ماتبيني اقول السالفه
عزام:لا ياحبيبي بتقول وطرق عن خشمك الكبير ذا ، إنطق لا أصغّر خشمك بذا المنديل
ضحك لثواني وكمّل: شف والله ماكان قصدي ادخل بس إن
قطع كلامه وناظر عزام لثواني:تعرف خالي سالم ؟
هز راسه بالإيجاب وكمّل هتان:خالي سالم الله يسلمّك هو الي ارسلني داخل ، والحمدلله بعد لان عبد المجيد نـ
وسع عزام عيونه بمُقاطعه:ذا للحين ما إنقرض !
ضحك بذهول من عزام وقال: على كيفك ينقرض
عزام:مدري عنه آخر خبري به مهايطي في الحاره
وضرب كتف هتان :اقول كمّل
هتان:المهم إنه نرفزني بكلامه وفعلاً دخلت اجيب قهوه ، وشفتها هناك
غمز له عزام :خطبتها ؟
وسع عيونه مُباشرة:وش اخطبها ! ، اصلاً مادريت بها
عزام:إيه من إبتسامتك ذي يلي شوي وتوصل لأذانيك
نطق هتان بعد ثواني وهو يحاول يغيّر الموضوع:احس ودي اعيش هنا
عزام بجّدية:إهجد هتان تدري بجدك وش يسوي فيك وتدري بخوالك ، إتركهم بعيد عن ابوك تدري به مايتحمل
هتان بملل:ياخي وش أسوي ! ، غصباً عني ، اتعامل معهم بأسلوب حتى انا ماودي فيه بس ياخي غصباً عني وانت تدري بي ما اتحمل الضغظ وجدي ماقصّر ، غير هتون يلي فتحت لي سالفة كبر راسي يوم درت إني مُقدم على جامعة !
عزام:وش سوّت ذي المقروده ؟
إبتسم بسُخريه:ابد ماسوت شيئ غير إنها نفّضت لبس اخباري عند جدي ، والباقي إنت ادرى به
عزام :وتقول تبي تعيش هنا وهم شخصيتهم للحين على ماهي ؟ ، إبعد الفكره وانا اخوك لو تبي نصيحتي يعني
ميّل شفايفه وقال بحذر:بس لو أوهمت جدي اني مسافر ، ماراح يـ..
قطع كلامه وناظر عزام بغضب من رمى المنديل مرا ثانيه عليه ونطق عزام بحَده:إنت صاحي ؟ ، ورا ماتفهم يومني اقولك إقعد عندهم ، يارجال لو مهو عشان وجهك المربع على اقل لجل ابوك ورا ماتفهم ؟ ، تقولي في مَقعدك شوك ، وإنت في مَقعدك وش ! ، مسامير !
رفع يده بذهول:خلاص معليش !
مسح عزام على وجهه وقام :قم لا أشوتك
قام وتأفف:إنت ورا لسانك ذا مايعتدّل ؟
دفّه وهو لازال فيه من الغضب شيئ طفيف: يوم إنت تعتدّل انا بعتدّل
مشوا لعندهم وناظر تركي هتان لثواني قبل يلف لاسحاق يكمّل سوالفه

أنتَ البحر وأنا المُبحر بِك والغَريق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن