acte 2 : اللقاء الغريب

55 8 15
                                    

عندما بلغت سن 18 عاما ، انتقلت الى الشقة بالمدينة و كلي شوق ، أخيرا ، سأعيش وحدي بدون أي ضغوطات ، حرة بحياتي، حتى و ان كانت حرية جزئية و غير كاملة....

وصلت لشقتي الموجودة في وسط المدينة تقريبا ، كانت ذات طابقين ، ما أعجبني بها هو كأنها صممت خصيصا لي ، بلونها الأسود الفحمي و الحبري ، الممزوجة ببعض من الظلال البيضاء ، الإضاءة، الأثاث الأنيق ، كان كل شيء بسيط ، لكن بنفس الوقت باهض الثمن ، مشيت أتلمس لوحاتها و زواياها ،

و أكثر شيء أحببته هو لمست الزينة ، التي كانت عبارة عن الأزهار المفضلة عندي "التوليب الحمراء" افضل الزهور و أكثرها أناقة و فخامة كنت أشعر بأنها تمثلني ،

صعدت الدرج لأتوحه إلى غرفتي، كانت جميلة و بسيطة ،و الأسود كما العادة هو المسيطر ، كانت الشرفة المطلة على المدينة تريك كل تفاصيلها ، المباني، الناس ، المتاجر ، و ناطحات السحاب ، أحببت هذا، كل شيء ،سأعيش و فق مزاجي ، أخذت بعد عدة دقائق من التأمل حماما مريحا و نمت فوق السرير ، كنت اطفو فوقه و كأنه غيمة ، كان ناعما للغاية فغفوت سريعا.

.
.
.
.
.
بعدها ، توجهت الى الجامعة التي إلتحقت بها ، بسيطة ، جامعة عادية بها طلاب عاديون ، لا يشعرون بالاختلاف من بعضهم ، كان لي بالجامعة 4 سنوات لأتخرج و أجلس فقط بالمنزل. أنتظر و أنتظر

كان عمي يأتي الى منزلي بعد كل شهرين ،ليجلب لي المال ، و يبقا يتفلسف علي و كيف انه يجب علي الحذر و الاهتمام بنفسي و عدم التراخي في معاملاتي مع الناس

، و كأنني سأصدق كل هذا الإهتمام المفاجئ ، و هو يعلم انني أعلم انه فقط يثرثر، و يعلم جيدا انني ادرس الشخص فقط من النظرة الاولى ، لذا فإن نسبة خداعي منعدمة.
.
.
.
.
. بعد فترة و عند بلوغي 24 سنة ، بدأ المال ينفذ أسرع ، لأنني أحتاج لعدة أشياء بكل فترة، تكلمت مع عمي ليزيد مصروفي و شرحت له حالتي ، لكنه لم يكترث أبدا، كان دائما و مازال يراني و يتعامل معي بدنيوية و احتقار ،

كم أحببت ان أرى وجهه و كل من آلمني ملطخا بالدماء، و في أعينهم الرعب ، كان علي التعايش مع وحوش ، اما حتى لقب الحيوانات أشرف من ان يلقبو به ،

لذا إضطررت ان أعمل في عمل ليلي لكي أعين نفسي ، و بالفعل و جدت عملا اعين به ، ولكن رب العمل لئيم و أريد لو أقتله ، أولئك الأوغاد ،،، أصبحت متعطشة للدماء بسببهم، المهم عملت لمدة شهر و أخذت أجري ، و في ليلة أخذي له، تشاجرت معه و طردني، ليس بسببي ، هو يستحقرني وانا لا أطيق هذا ،من يحترمني أبادله الاحترام من لا يفعل اريه الوجه الآخر مني

.
.
.
.
.
عدت الى المنزل تلك الليلة لوقت متأخر، و بحكم ان العمل بعيد عن الشقة أضطررت إلى المشي مسافة طويلة ، لم أكن أخشى أبدا الخروج ليلا ، بالعكس شعرت بأنه مؤنسي و رفيقي ، الهدوء و السكون كانا كل شيء أحتاج إليه لإطفاء نيران قلبي ، و أنا في طريقي للعودة ،

و تحديدا بجانب أحد الإقامات الفاخرة ، دائما ما كنت أمر بها و كنت أغرق في تأمل بناياتها لجودة و حرفية التصميم، فجأة سمعت صوت بكاء ، لم يبدو عليه بكاء عاليا ، لكن هدوء المكان جعله يبدو كذلك ، فضولي القاتل جعلني أتفحص الأمر ،

هذه هي أنا ، أخاطر، لا أهتم ، إقتربت من الصوت لترى عيناي شيء غريبا و غير مألوف "فتى" جالسا على الأرض ، طويل القامة ، يضم ركبتيه الى صدره و يحشر وجهه داخلهما ، إقتربت بهدوء و رحت أسأل :

مرحبا؟؟؟ هل انت على ما يرام؟؟؟؟

سألته أحاول ان أشد إنتباهه و ينظر إلي،لكنه لم يفعل شيء سوى البكاء، إقتربت منه قليلا و إنحنيت بجانبه و وضعت يدي على ظهره و سألت :

هل تحتاج المساعدة؟؟ هل أساعدك؟؟

فرفع وجهه نحوي ، كان وجهه مليء بالدماء ، حاجبه الأيسر و جنب شفته ، و رغم منظره فقد كان شابا وسيما ، كانت عيناه زرقاء اللون كسماء البحر ، أنفه المرسوم بدقة ، و ملامحه الباردة رغم بكائه ، شعره المبعثر بأناقة ، ملابسه السوداء ، لقد كان مثاليا حقا،

بعد رؤيته لي كانت عيناه تنظر لي بطريقة ساحرة لقد أطلت التحديق فيه حقا ، بعد خروجي من شرودي أعطيته قنينة مياه من حقيبتي ليشربها و يهدء من روعه ، و أردفت:

خذ إشرب القليل من الماء و إهدء ، سيكون كل شيء على مايرام ، سأترك بجانبك الحقيبة و أعود حالا.

أنهيت جملتي لأتوجه الى صيدلية قريبة ، و أخذت بعض المناديل و الضمادات، ما لفتني هو انني اشعر ان ذلك الشاب يعاني ، مثلي ، لذلك قررت مساعدته ، لا أريد لأي أحد الحزن و الكآبة، لذلك قررت ان أكون من يرسم على وجهه الابتسامة ، حتى لو دامت ثانية واحدة.

يتبع..
______________________________________________

بارت تاني مشان قصير...
🙂🖤

المنقذ/my Savior Where stories live. Discover now