acte 4:من اجلك

42 7 2
                                    

(الراوي)

عندما قام بتوصيلها، عاد أدراجه ليعود الى منزله، لم يكن يتصور انه سيوجد احد يساعده ، او يعطف عليه، "كريس باركر" ، فتى يافع يبلغ من العمر 26 سنة ،

والدته توفيت في صغره، و اضطرر للعيش مع والده الثري ، لن ننفي حقيقة انه ورث ثروة من والدته، دائما ما يتشاجر مع والده و يخرج بوجهه ملطخا بالدماء ، و آخر مرة كانت ايضا بسببه ، لم يكن الشجار بسبب اشياء مهمة ، فقط علاقتهما هكذا ، مشحونة دائما .
.
.

.
طول الطريق، كان يفكر بها ، بعينيها الصادقة التي ساعدته من صميم قلبها، لقد صدم حقا، فلم يكن محيطه سوى أصحاب مصلحة من اجل ثروته،

اما هي فلا تعرفه، لم تره قط، و في لحظة واحدة وقع بحبها ، أعجبته ، بكل شيء بها، شكلها، وجهها، عفويتها و كيف انها لا تهتم لما تقول، مخاطرة، جريئة، جميلة.

.
.
.
وصل الى المكان الذي من المفترض ان يلتقي فيه أصحابه (أصحاب فقط بالاسم)، إلتقى بهم و جلس، كان المكان صاخبا، و مليئا بالفتيات، اما هو ، فقد كان شاردا في الفراغ ، يفكر بها و بلمساتها اللطيفة و الرقيقة على وجهه، تمسحه برفق لكي لا ينزعج منها، اخرجه من شروده صوت واحد من الجالسين بجانبه :

هيييه،صديقي.. لقد رأيتك قبل ساعتين تقريبا مع فتاة. يبدو بأنك وجدت شخصا تستمتع به.يبدو بأنها عاهرة لأنها إستطاعت لفت إهتمامك.

عاهرة؟؟؟ هل كل فتاة حاولت مساعدة شخص عاهرة الآن؟؟ هذا هو السؤال الذي فكر فيه، هو الوحيد الذي علم حقيقتها و أنها أنقى شخص عرفه في حياته،

لم يدعه يكمل ضحكاته حتى إنهال عليه بضربات قوية على وجهه:

أسحب ما قلته أيها الوغد...إن أضاف شخص واحد كلمة عنها ، فسأسلب حياته!!!!

قال جملته مبتعدا عنهم ، و بصوت مرعب ، دس في قلوبهم الخوف، لم يفعلوا شيء سوى مساعدة المضروب، و ترك الضارب و شأنه، يراقبونه و هو يبتعد عنهم، متجها نحو مكان المشروبات ، يبتاع قنينة شراب فاخرة

، و يشربها دفعة واحدة، لم يكن يستوعب ما يفعله، أو أين يذهب، قادته قدماه نحو منزلها، أمام بابها، ليبدأ القرع بقوة، و رن الجرس بإستمرار، فتحت الباب بوجه قلق و متفاجئ:

ما الذي تفعله هنا في هذه الساعة؟؟؟

--------------------

فتحت الباب متفاجأة، قلقة من مجيئه، أول ما خطر على بالي هو أنه أتى إلي لطلب المساعدة، بقيت واقفة كما فعل هو ، إنتظرته ليتكلم أو ردة فعل منه لكنه لم يفعل،

فقط ينظر للأرض، بعد دقائق، بدأ بالسير نحوي بخطى متباطئة، حتى وقف أمامي، إنحنى برأسه و سنده على كتفي، تفاجأت مجددا ، يإلهي ، حياتي عبارة عن مفاجأة أصلا، أخذت يديه بين يدي أتفحصهما،كانتا ملطختين بالدماء ،

وعلى ما يبدو ليست دمائه، مع بعض الخدوش ، بعد قليل تسللت رائحة مشمئزة لأنفي ، لتجعل وجهي ينكمش، لقد كانت رائحة نبيذ فاخر ، لا تتفاجؤوا ، لطالما كان أبي يشرب نفس النوعية وكانت الرائحة نفسها.

أجلسته على كنبة مجاورة، و انا على الارض ، جلبت بعض الثلج و الضمادات، و رحت ألف يديه و سألته:

هل تعاركت مجددا؟ ألم أقل لك أن تعتني بنفسك؟ما السبب هذه المرة؟ و أنظر إلى نفسك أنت ثمل، غير واع، هل تستمع لي أصلا؟؟

إنهلت عليه دفعة واحدة بكل الأسئلة، لقد كنت غاضبة حقا، هو لا يضر أحدا سوى نفسه، و أنا لم أحب هذا،أردف بعد إنتهائي و هو يراقبني ألف يديه:

من أجلك.

رفعت وجهي نحوه :

-من أجلي؟؟

-هذا صحيح من أجلك.

-لكن لما؟ ما الذي حدث؟

-بعض الأغبياء بدؤوا بإهانتك لأنهم شاهدوك معي ، لم يسمح لي ضميري بعد ما فعلته معي بالصمت فقط ، فشوهت وجهه قبل أن يشوه صورتك!!

-لكنني لم أسمعه و لم أكن حاضرة ، لما كل هذا ؟؟

اسند رأسه مجددا على كتفي ، و أنفاسه الحارقة تضرب بعنقي ، شعرت بقشعريرة بجسدي، و ارتخي بجسمه ،

إنه يشعر بالنعاس ، حملته بصعووووبة لثقل جسده ، و صعدت به لغرفتي ، مددته على السرير ، و نام من فوره ، وقفت أناظره، لقد كان شكله لطيفا،

نزلت بدوري على الدرج أتوجه إلى بهو المنزل الفسيح ، وضعت ثقل جسدي على أريكة قطنية الملمس ، لأبدأ بتأمل أحداث هذا اليوم الغريب ، بكل جوانبه و أنام على وقع كلمته أتمتم بها :

من أجلك....

يتبع

المنقذ/my Savior Where stories live. Discover now