56.1K 1.7K 334
                                    

........................................................................
________

قبل 18 سنة
العاصمة موسكو بروسيا ، الساعة 12:00 ليلا

صوت الرعد مع صدى صرخاتها يزلزل المكان ؛ طفلة ذات عشر سنوات داخل غرفة مظلمة ومنغلقة كليا عن العالم الخارجي كما عازلة للصوت، شعر أسود طويل وعيون خضراء بريئة ، بقدر ما كانت جميلة .. حالتها كانت يرثى لها ؛
ملابس ممزقة ، آثار الأسلاك الحديدة شوهت بشرتها البيضاء الناصعة ببشاعة، وجهها المضيئ صار شاحبا .
تنظر إلى الباب الحديدي أمامها بكره شديد وهي تصرخ " لما لا تتركونني وشأني ،فقط اخرجوني"
انهارت على الأرض باكية...تعلم بأن لا أحد يسمعها غير أنها تظل تنتحب وتتمتم بانكسار ،عادتها في كل يوم ...

مع آخر برق يضرب في السماء ،تحولت نظراتها البائسة ،إلى أخرى حاقدة وخبيثة...
"سأخرج وسأنتقم ! "

فتح باب الغرفة بدون سابق إنذار ودخلت خادمة شابة تحمل بين يديها طبق يتوسطه وعاء من الحساء ، تركته بجانب الفتاة وخرجت من الغرفة بهدوء تام

نظرت تلك الحاقدة إلى وعاء الحساء ذاك بشك ،ليس من عادات المنظمة إرسال الخدم في مثل هذا الوقت المتأخر من الليل فقط لإعطائهم الطعام ، نعم.....منظمة ،ليست بمنظمة عادية ؛ يمكنك اعبارها منظمة من منظمات المافيا ستيفا !

اقتربت من الطبق بخطوات متزنة وهادئة تنظر له بسطحية ،حملته بين يديها وقربته من أنفها ، قهقهت بخفة ثم افرغته عن طريق النافذة الحديدية الصغيرة التي تعتلي الحائط . ثم بسرعة سقطت على الأرض طريحة دون حراك ......

"بيلاروس ؟" ابتسمت الخادمة بخبث عندما دخلت الغرفة مجددا لتجد بيلاروس ملقية على الأرض لا تتحرك وبجانبها الوعاء الفارغ .....

"لا داعي الآن لقفل الباب ما ذامت الطفلة ميتة! " ضحكت ضحكة شريرة وخرجت تاركةً الغرفة ،
مفتوحة !

"غبية " نبست بها بيلاروس التي استقامت من على الأرض وهي تهين الخادمة الخائنة التي صدقت مسرحيتها، متجاهلة كون بيلاروس من بين أذكى فراشات المنظمة ؛

خرجت من الغرفة بسرعة ومشت بحذر ،لم تصدر أي صوت أثناء عبورها الممرات بحكم معرفتها المسبقة بجميع أركان المنظمة
لعبت بذكاء وعطلت جميع أنظمة المراقبة....حتى أوشكت الوصول إلى الممر الرئيسي والذي سيقودها إلى المطبخ ومن المطبخ إلى الخارج ومن الخارج إلى ...
المجهول !

لكن ولسوء حظها ؛إلتقت مع أخطر فراشات الميتم ،الفراشة القرمزية إس، بوجهين الأول بريئ يوقعك في شباكها والثاني خبيث ...يجعلك تتمنى الموت.....

TABLE 19Where stories live. Discover now