الفصل (١) أين زوجتي؟

129 11 1
                                    

#الفصل_الأول
#متاهة_العالم_الخفي

قالوا ذات يوم أتبع المنطق حتى لا يختل عقلك، ولكن لولا الجنون لما وصلنا إلى هنا.

هدوء مريب يخيم الأرجاء، يجعل الجسد يرتعش قلقًا، الشتاء هادئ دائمًا بالبلدة، فالجميع داخل بيته والجو  يزداد برودة بذلك الوقت من الليل، الشوارع فارغة، الجميع ينعم بالدفء داخل غرفهم عدا هذا المنزل القابع بأحد الحارات.
فهو نقيض جميع المنازل، نوافذه كلها مفتوحة وكأن أهله لا يشعرون بالبرد القارص أو يظنون أنهم بالربيع جاهلين عن تقلب الجو بلحظة..

ما من صوت غير تكات الساعة المعلقة بزاوية الحائط، فحيح هادئ كفحيح الأفاعي يدب الرعب في القلوب، همسات تجعل الأدرينالين ينضَحُ من داخلك كينبوع الماء، بعبعات أتية من داخل أحدى الغرف تدل على أن هناك من يلتهم وليمة شهية وحده، الغريب بالموضوع أن الوقت تخطى الثانية بعد منتصف الليل..

_عزيزتي أين أنتِ؟
صوت الزوج يقطع الصمت ويغطي على تكات الساعة، ليقترب من تلك الغرفة ممسك بالمقبض هم بفتحه، ولكن فزع وأبعد يدة فجأة من على المقبض بعدما شعر بحرارة المقبض وكإنها كانت على النار، صوت حركت الرياح كان عاليًا والستائر تتحرك؛ نظر حولة وهو يذكر الله متمتم بأيات صغيرة من القرأن..

_هل تسمعيني؟

قبض على المقبض وفتح الباب سريعًا، كاد أن يتحدث ولكن لجمته الصدمة وشهق بفزع بعدما تراجع للخلف عدة خطوات، فتح عيناه على مصراعيه غير مستوعب ما يراه، فالغرفة مليئة بريش أسود شبيه بريش طائر الغُراب، والأرضية ملطخة بالدماء، وقعت عيناه عليها تجلس بالزاوية ممسكة بقطعة لحم، والدماء خلدت أثرها على وجهها.. يداها مغطاه بالدماء وعيناها تنظر نحوه مباشرةً.

هز راسه فزعًا وهو يتراجع بخوف، فعيناها غير طبيعية قاتمة السواد وإبتسامتها واسعه، وكأن ما تفعله أمر طبيعي كتناول الحلوى أو الشوكلا، سرعان ما تعالت صوت ضحكاتها لتنتشر بجميع زوايا المنزل..

ضحكات عالية صاخبة غير عادية يقشعر لها الأبدان، وسط ذهوله بذلك الصوت الخارج منها، صرخ على غفله وهو يرى نفس ملتصق بالحائط وقدماه مرتفعه عن الأرضيه بل معلق بالحائط وهي تقف أمامه وشعرها الأسود إزداد لونه قتامة، أشعث ودماء بجميع أنحاء جسدها نظرت له ببتسامة شيطانيه..

أمالت رأسها لليسار قليلًا ثم رفعته قليلًا وهي مازالت ممسكه برقبته ومحكمة الغلق عليها، ولو أطالت الأمر لذهبت روح، فوجهه بدا لونه يميل للأزرق من الإختناق، يحرك يديه وقدميه مقاومًا لعله يفلت من قبضتة الضخمه غير مستوعب أنها تملك تلك القوة.

بدا بالسعال لتضحك ويخرج صوتها بنبرة غليظه بل نبرة أشبه بكائن غير عادي:

_لا تقترب وإلا سأقضي عليك.

متاهة العالم الخفي Where stories live. Discover now