الفصل(7) لا مفر

14 4 0
                                    

_شچن، شچن أستيقظِ عزيزتي.
حاول وافي إيقاظ شچن المستلقية على الأرض أمام باب المرحاض، هزها بكفه هزات خفيفة تليها هزات أقوى حتى فتحت عينيها تنظر نحوه بتيه.

_شچن هل أنتِ بخير؟

_وافي..
قالتها بصوت خافت ثم حركت كفها على راسها متألمه، نظر نحوها بقلق واضح ليسألها بتوجس:
_ماذا حدث لكِ، لما أنتِ هنا؟
أنهى كلماته وهو يساندها لتقف فيتحرك بهدوء بخطوات حذرة ممسك بذراعها يجعلها تستند عليه.

_وافي كم الساعة الأن؟

_التاسعة مساءً.

جلست على الفراش تنظر ليدها بشرود:

_أخبريني ماذا حدث لكِ عزيزتي.

حركت راسها بوتيرة واحدة:
_لا أتذكر شيء ولكن جسدي يؤلمني كأنني كنت أحارب بمعركة خاسرة، أشعر بالبرد القارس يضرب ظهري.

_بسم الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، إستلقي على الفراش فالترتاحي قليلًا.

فعلت كما قال هامسة:
_دثرني يا وافي فالجو بارد جدًا، عظامي تتخبط من البرد.

تعجب وافي فالجو ليس بكل هذة البرودة وضع كفه على جبينها، بتحسس حرارتها ولكن حرارتها عادية، تنهد بحزن وحيرة ليقترب منها ويحتضن راسها يجعلها تنام بأحضانه وعلى صدرة..

كادت أن تغلق عينيها مع همساته الخفيفة:
_أسف عزيزتي على كل ما تمرين به وليس بيدي مساعدتك سامحيني على تقصيري.

إبتسمت بحب فهي حقاً حتى وإن كانت تتألم أو تشعر حقًا بتقصيرة لن تنكر مدى حبه ومحاولاته المستمرة ليكون لها دائمًا يد العون امائت برأسها بحب، فهمست وهي تحارب النوم فجفنها يُغلق ويُفتح بالثانية الواحدة ثلاث مرات:
_أسامحك، أسامحك حبيب...

قطع كلماتها صوت إرتطام حاد وتكسير عنيف جعلهم ينتفضون من مخدعهم، حتي هي قفزت فوق الفراش تتراجع بظهرها للخلف من الخوف والمفاجأة، لكن ليس من أصوات الإرتطام التي بالكاد أفزعتها..

فزعت وذُعرت من الذي يقف أمامها شخص غريب بل شكلًا بشع هيئة رجل عادي ولكن عينيه سوداء سواد كاحل لا تعرف للبياض عنوانًا شعر أسود طويلًا وكثيف مشعث يخفي الكثير من ملامح وجهه، عاري الصدر يتضخم صدره فتبرز عروقه بشكل مرعب يشد فوق أسنانه الكبيرة كالوحوش وأنيابة طويلة تخرج من فمه...

يضغط على قبضته يده، إسود وجهه وجسده بشكل ملحوظ في منظر مُهلك للاعصاب جعلها ترتعش خوفاً، لكن ما أفزعها أكثر عينيه!!..

عينيه التي عادت بكامل السواد تلك العيون الغير انسيه بلمعتها الحارقه بعدما كانت تشتعل الأن وكأن السواد جاء عن إحتراق كبير داخل عينه، تشتعل فجأة ثم ترجع للون الأسود الداكن كالحريق المتأجج ومن ثم يتم إخمادة فيترك أثر أسود اللون..

متاهة العالم الخفي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن