نزاع عبثِ

9 0 0
                                    

إستيقظت شجن بفزع وهي تنظر حولها بجميع الإتجاهات ترتعش وتحاول التأكد من أنها فاقت من ذلك الكابوس، سمعت صوت وافي زوجها يطمئنها بحنان:
_اهدائي عزىزتي شجن فها أنتِ ذا عُدتِ بخير وسلام.

_وافي .. أنا لا أصدق ما رأيت، أنا خائفة أريد الخروج من هنا.

_سنخرج فقط فلتأخذي نفسك وأجمعي أعصابك.

هزت راسها نافيه بإعتراض بسرعة :
_لا لا لا أريد البقاء هنا ولو ثانية أخرى.

هز وافي راسة وأمسك بيدها ليسندها ويجعلها تتحرك معه ليخرجوا من غرفة الحارس، يعبروا الحديقة وما أن أمسكت شجن بالبوابة لتفتحها حتى وجدوا إمراة مُسنه تقف أمامهم تنظر لهم وهي تبتسم إبتسامة بلهاء قائلة بهدوء وصوت مسموع:

_للأطفال بصيرتهم الخاصة، وأغلب الوقت ما يقلون يكون حقيق، ففي سن الصغر قد يرون أشياء يعجز البالغون عن رؤيتها، يظنها البعض خيالات طفولة لا أساس لها من الصحة...

ولكن ماذا لو كان لدي الأطفال دليلهم على ما يرونه؟..

سرعان ما أمسك وافي بيد شچن وخرجوا من المنزل المهجور ليهمس لها:
_فلنتأكد من هو ية هذة المُسنهؤ فأحءري قد تكون شبح.

نظرت له شچن بخوف:
_وافي أريد الإبتعاد عن هنا...

قاطعتها صوت المرأة وهي تنظر نحوها قائلة:

_ بليلة ما إستيقظ إبني من النوم مفزوعا يشتكي من عفريت يختبئ أسفل السرير، فطلبت منه العودة إلى النوم؛ لأنه لا يوجد شيء أسفل السرير، فأجابني:

"إنه فعلا لم يعد أسفل السرير إنه خلفك"

وقتها دب الرعب قلبي ونظرت بخوف، فوجدت شيئًا تحرك بسرعة كبيرة وإختفى في لمح البصر، ولكن طفلي لم يقبل حتى الآن أن يخبرني عما رآه بشكل دقيق، وها نحن قد كبرنا وما زال لا يريد إخباري وكأنه لا يريد إخافتي.

قال شچن وهو يتحرك ممسك بشجن ليتخطوا العجوز:
_إسمعي يا أمي نحن مشغولون ونريد الذهاب الأن.
وبسرعة تحركوا ولكن وبلمح البصر وبطريقة لا احد يعرف كيف حدثت قطعت المراة العجوز طريقهم مرة أخرى، قائلة وهي تنظر بعيني شچن:

_الأطفال لا يكذبون وعليكِ الإصغاء لحديثهم، فلتستمعي للأطفال فوسط حديثهم توجد الحلول دايمًا، أصغي للأطفال وإياكي والتغاضي عن كلامي، السر يكمن بالأطفال التي قابلتك وسط رحلتك.

نظرت لها شجن طويلًا وهي عاقدة حاجبيها ليكملوا سيرهم مبتعدين عنهم، ومازالت العجوز تنظر نحوهم وعلى وجهها نفس الإبتسامة المريبة.

وما أن خرجوا من القرية حتى لوح وافي لسيارة أجرة لتقلهم لمنزلهم، كل هذا الوقت وشجن ترتعش وتنتفض ولا تجروء على فتح فمها ببنت شفة.. 

متاهة العالم الخفي Where stories live. Discover now