الفصل الخامس

161 9 2
                                    

ربما تهدينا الأيام أشخاصا تشبه ارواحنا قد نختلف فى أشياء ونتفق بأخرى
ربما تجمعنا الصدف بما كنا نبحث عنه سنوات طوال
ربما تخبئ لنا الأيام مفاجآت تذهلنا ان كانت تسعدنا اولا
ولكن كل هذا يندرج تحت .....ربما....
يقف أمام مرآته يصفف شعره بعنايه مجلقا ذلك الصفير الخافت ويضع من عطره المميز
ان أخبره أحد انه ذات يوم سيتأنق من أجل فتاه لكان لكمه لكمات عدة حتى يفيق فهو ليس من هذا النوع
ولكن تلك الفتاه لقد رآها بالأمس فقط ولا يعلم لم يشعر بالسعادة لرؤيتها مجددا
كان مندمجا فى تفكيره حتى وصل لأذنيه أصواتا عده ولكنها تختلف عن صوت عمال الصباح وهناك مباركات ايضا
زوى ما بين حاجبيه ونظر نحو باب غرفته واتجه نحوه ببطء ليقترب قليلا من سور سلم الردهه لتتسع عينيه وهو يراهم أمامه
امتعضت ملامحه وحدث نفسه قائلا
تليد: ايه ده اليوم ماله قلب كده ليه
قبل دقائق
كانت تنظر نحو ذلك الغريب وهو يقترب نحوهم فاتحا ذراعيه ليضم ذلك الواقف بجوارها بوجوم غريب
وحشتنى اوى يايامن ايه رأيك فى المفاجأه دى
سمعته يقول باقتضاب
يامن: حمدلله على السلامه ...انا هطلع اجهز عشان عندى شغل
كانت تلك الجمله موجهه اليها هى فقط..
تركهم وصعد دون اى كلمه اخرى
تعجبت كثيرا منه وجدت ذلك الغريب ينظر نحوها فاحصا اياها قائلا
انتى مين ؟ اول مره اشوفك هنا
حمحمت قائله
انا ياسمين الممرضه الجديده لخديجه هانم
اااه...
فقط هذا هو ما قاله
قلبت عينيها بملل واستاذنت لتصعد هى الأخرى لترى تليد يخرج من غرفته ويتحرك ببطء وما ان وقعت عيناه على هؤلاء الاشخاص الجدد تغيرت ملامحه هو الآخر
ازداد فضولها كثيرا ودت أن تسأله ولكنها آثرت الصمت فهما ليسا على وفاق
كادت ان تمر بجواره حين سمعته يقول
ياخبر اسود دى جايه عليا
نظرت نحو ماينظر اليه لتجد فتاة صهباء ذات شعر غجرى مموج تتركه يتحرك بحريه حول وجهها تصعد الدرج لترى ملامحها عن قرب فهى تمتلك عينان خضراوان للغايه ويغطى النمش اسفل عينيها وانفها ولديها فم ممتلئ قليلا
كانت تنظر نحوها ببلاهه فالفتاه صارخة الجمال وهذا الأبله ينظر نحوها بفتور
حدثت نفسها قائله
ياسمين: يالهوى ع القمر البت حلوه بغباء والاهطل ده بيبصلها كده ليه دانا بت ومش مصدقه الحلاوه اللى انا شايفاها قدامى
استمعت لصوتها تقول بدلال يلين الحجر امامه
ليدو ....وحشتنى
واقتربت واضعه ذراعيها حول عنقه والقت بنفسها داخل احضانه رافعه احدى قدميها للأعلى
كان يحاول التملص منها الا انها حركت احدى يديها ممسكه بياقه جاكيت بدلته قائله بهمس مغرى
متعرفش وحشتنى ازاى ...ايه رايك فى المفاجأه دى
كل هذا امام تلك الواقفه فاغره فاها متسعه الاعين يكاد فكها يسقط ارضا مما تراه
ياسمين: اغراء فى وضح النهار ...مين دى
وأخيرا انتبهت اليها ونظرت نحوها نظره سريعه قائله
مين دى يا ليدو
حرك ذراعيها عن عنقه واضعا اياهما جوارها قائلا
الممرضه الجديده ...انتوا جيتوا ليه...قصدى محدش قالنا يعنى
كادت ان تلتصق به مجددا لكنه كان الاسرع تحرك ليقف بجوار ياسمين التى تعجبت فعلته
الفتاه: حبينا نعملها مفاجأة بس تقريبا معجبتش حد
حمحم قائلا
تليد: لا ازاى حمدلله على سلامتكم ...وعمى فين
لتشير نحو الاسفل ليراه يصعد اليهما
احتضنه قائلا
حمدلله على سلامتك ياعمى ايه المفاجأه الحلوه دى
والله فيك الخير ياتليد مش زى ابن عمك اللى مشى اول ماشافنا
تليد: هو بس عنده شغل اتفضل حضرتك عشان ترتاح
ايوه انا فعلا هدخل اخد شاور على مايطلعوا الشنط من تحت
الفضول قاتل
صاحت دون مقدمات قائله
ياسمين: تليد..عملتلى ايه فى الموضوع اللى كلمتك فيه
نظر نحوها متعجبا عن اى موضوع تتحدث ولكن صدمته الاكبر من قولها تليد وأخيرا....
اقتربت نحوها ممسكه بذراعه لتحثه على السير تاركه تلك الصهباء تنظر اليها باذدراء واضح
توقفت عن السير ونظرت نحوها لتقول ببرود
ياسمين: عن اذنك ياشابة ولا تيجى معانا
لتسمعها تقول ..غبية
لم ترد ليس لانها لا تستطيع ولكن فضولها اقوى وتلك الصهباء ستأخذ جزائها يوما ما ولكن الصبر
دلفت لغرفة السيده خديجه وادخلته معها وقالت على الفور
انا دخلت البيت ده كان عامل زى الصحراء مفيش غيرك انت والبشمهندس فجأه طلع ليكم عمة ودلوقتى ناس غريبه وتصرفات اغرب مين دوول
جلس بأريحيه فوق ذلك الكرسى واضعا قدما فوق الاخرى وتنهد قائلا مشيرا باصبعيه
تليد: حاجتين....اولهم انك نجدتينى من اللزقه اللى برا دى والتانيه وانك اخيرااا وبعد طول انتظار قولتى اسمى اهو صح ومطلعتيش معتوهه ولا حاجه
رفعت احدى حاجبيها واشارت باصبعها نحوه بتحذير قائله
اسمع اما اقولك تلبيخ مش عاوزه واخلص قولى مين دول وايه الحكايه بالظبط
تليد: على فكره الوضع معكوس انتى اللى بتشتغلى عندى مش انا
ياسمين: نعم ..انا اشتغل عندك انت ..انا هنا ممرضه لخديجه هانم وبس
هتتكلم ولا اناديلك ست مارلين مونرو اللى بره دى والله دى احلى منها قول بقا
تليد: على فكره الجمال مش دايما بيكون فى الشكل
اللى بره دى تبقى صافيناز بنت عمى حسين والد يامن
ياسمين: اول مره اعرف انه ليه اخوات هو مقاليش صحيح مكملناش كلامنا...ممكن تبدأ من الاول
تليد: لااا دى حكايه طويله وانا مستعجل دلوقتى
هروح الشغل عشان عندى حاجه مهمه وبعدين ابقى احكيلك
كان يتحدث بغرور كادت ان تصفعه لغروره ولكنها ابتسمت لتذكرها ان هناك مفاجأه بانتظاره حتما ستقضى على ذلك الغرور
اماءت برأسها بايجاب بصمت وتركها وغادر مسرعا
كانت تقف بغرفتها تنظر من تلك الشرفه لتراه يغادر وتلتفت لتنظر نحو من معها قائله
تليد خرج....
استيقظت مبكرا واستعدت للذهاب مرت بغرفه السيدة عبله اولا لتلقى عليها السلام قبل مغادرتها وتطلب منها دعواتها بالتوفيق
وصلت لوجهتها قبل موعدها كادت ان تدخل الا ان الامن منعها
حولت اقناعهم بأن السيد يامن طلب منها الحضور ولكنه على مايبدو نسى اخبارهم بهويتها
كادت ان تتصل بصديقتها ولكن صوتا جذب انتباهها يقول
صباح الخير ....
التفتت لتراه امامها مبتسما بعذوبه
اعادت هاتفها مجددا قائله
ورد: صباح النور...انا حاولت ادخل لكن الحرس منعنى
تليد: اغبياء ...متزعليش تعالى يلا ندخل وتقريبا بشمهندس يامن موجود فوق
صعدا سويا ..كانا يختلسان النظر نحو بعضهما بصمت
كانت تشعر بتوتر فهى لا تريده ان يعلم بهويتها قبل ان تحصل على العمل
ولحسن حظها ارتفع رنين هاتفه أمام باب المكتب مباشرة لتقول
ورد: خلاص حضرتك انا هدخل واجرب حظى لوحدى الاول ولو احتاجت حاجه اكيد هبلغ حضرتك
نظر نحوها ونظر لهاتفه مجددا قائلا
تليد: آسف دى بس مكالمه مهمه عموما يامن جوا والسكرتيره هتقابلك وتدخلك ليه
ورد : سكرتيره!!!
كان اجاب على هاتفه مبتعدا عنها
ورد: اومال انا جايه ليه...يمكن رفضوا انها تمشى قبل مايجى البديل
دلفت لتجد فتاه فى عمرها تقريبا اواكبر ببضع سنوات تستقبلها بابتسامه
لتقترب ورد نحوها وتعرف عن حالها وتخبرها عن سبب الحضور
بعد مغادرته وقفت قليلا تنظر نحو تلك المتسطحه فوق الفراش لا تشعر بأى شئ يدور حولها
كانت تنظر نحوها هذه المره بغيظ وغضب طفيف
اقتربت كثيرا منها لتتحدث بغضب قائله
ياسمين: لا بقا ...كده كتير انتى ايه مالك مستسلمه كده ليه لازم تفوقى قومى بقا على فكره احفادك محتاجينلك انتى متعرفيش زعلانين عليكى ازاى
وبعدين انتوا ايه حكايتكم بالظبط حاسه بحاجه غريبه دانا ياللى حياتى كلها ملخبطه حاسه جمبكم انها هاديه وبسيطه
بنتك اللى طلعت بنت اختك وابنك اللى لسه جاى ده وحفيدك اللى لما قالى مجابش سيرة انه ليه اخوات قالى انه هو وتليد ابن عمه ليه مقالش انه ليه اخت
وبعدين البيت ده بقا يخنق انا اه هنا من ايام بس
لكن كل يوم بحس انه بيخنقنى اكتر وخصوصا الناس اللى بتظهر فجأه دى
عند تلك النقطه فتح باب الغرف لتنظر نحوه وتجد تلك الصهباء تدخل وخلفها سيدة لم تتعرف عليها ولكن على مايبدو انها والدتها فهناك شبها كبيرا بينهما
والختام كان لتلك الحيه كوثر عمة كل من يامن وتليد
قالت بنفسها: اااه دول جاينلى انا بقااا

ورد وياسمينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن