( ١٦ ) - ورد وشوك -

1.4K 65 7
                                    

( ١٦ ) - ورد وشـوك -

ترجل من سيارته بكل شموخ ومن ثم عدل من وضعية ياقته وهو يتفحص المكان من حوله بعناية شديدة ثم سحب باقة الورود البيضاء المحببه إلى " شـهـيـرة " من السيارة وتلك الحقيبتان التي على ما يبدو أن بهما هدايا ثمينة لشخصًا ما؛ وتابع سيره في طريقه لباب القصر وهو يتهاده في خطواته بكل أناقة، وشموخ، وكبرياء وما أن وصل إلى الباب حتى دق الجرس وفي غصون لحظات قليلة كانت " مـريـم " تفتح في لهفة كبيرة لإستقباله التي هتفت به بسعادة بادية عليها بوضوح وعلى نبرتها بالتحديد.
- سـلـيـم أهلًا بيك نورت..
ثم أضافت بدعابه وهو لايزال واقفًا على باب المنزل من الخارج.
- كنت خايفة لتتأخر كالعادة بس ميعادك النهارده مظبوط بالثانية..

" سـلـيـم " بغرور مصتنع وهو ينظر لها نظرات ذات مغزىٰ.
- زيّ ما بتقولوا بالمصري اللي أتلسع من الشوربة..
وأنا مجرب لسانك كويس وعارف لو اتأخرت إيه اللي هيحصل..

" مـريـم " بغضب طفولي مصتنع.
- يا سلام..
يعني أفهم من كده أنك جاي في ميعادك مظبوط النهارده عشان خايف مني مثلًا..؟!

" سـلـيـم " بغرور وثقة.
- مش سـلـيـم ريـاض اللي يخاف..
ثم أضاف بنبرة ذات مغزىٰ واضحة لمن يُريد فهمها.
- تقدري تقولي زيارة النهارده مهمة بالنسبة ليّ أوي عشان حابب أتعرف على عيلتك أكتر وأكون جزء ولو صغير منها..

" مـريـم " بسعادة دفينه لكنها عمدت إلى إخفائها.
- وأشمعنا عيلتي أنا بالذات..؟!

" سـلـيـم " بحنق من حماقتها وهو يقلدها بحماقة أكبر.
- عشان أعرف إزاي بيتعاملوا مع تنين مجنح زيّك في البيت..؟!

" مـريـم " بغيظ وهي تضرب قدميها بالأرض بطفولية شديدة.
- يعني قصدك أني برأسين صح..؟!

" سـلـيـم " بمرح وهو لا يستطيع كبح ضحكاته.
- وهو أنا قادر على رأس واحدة لما يبقوا رأسين هههههه..
ثم أضاف بحس فكاهي أكبر.
- بس تصدقي فيكي منه كتير ده عليه زمجره تسبب الرعب لقارتين قدام هههههه..

" مـريـم " بغضب طفولي.
- يا سُكر..
حد قالك عليا بُعبُع..

" سـلـيـم " بسماجة.
- تؤ تؤ..
تنين مجنح..

" وما كادت أن تعنفه حتى إستمعت إلى صوت والدتها المُرحب به بحفاوة وهي تقترب منهم بخطوات متهاديه، أنيقة.
- أهلًا أهلًا يا سـلـيـم..
نورن البيت يا حبيبي..
ثم تابعت وهي تعنف صغيرتها بنبرة محببه.
- مش تدخليه الأول من عالباب يا بنتي..!
ينفع تسبيه عالباب كل ده..؟! وما أن همت " مـريـم " بالتحدث حتى أسرع " سـلـيـم " قائلًا بإبتسامته العريضة التي منذ أن رأته من الصباح وهى تراها تُزين ثغره؛ ساحبًا يديها برقيّ واضعًا قبلة هادئة أعلىٰ كفها.
- محصلش حاجة يا مـدام شـهـيـرة أنا لسه واصل حالًا..

" شـهـيـرة " بحب وسعادة حقيقية بوجوده معهم وهي تفصح له الطريق وتسير معه إلى الداخل حيث غرفة الصالون.
- أتفضل يا حبيبي أدخل..
نورت بيتنا..

وجوه الحبWhere stories live. Discover now