14- هو عليّ هين.

90 21 0
                                    

وصلت ندى إلى المستشفى مع أبيها، كانت تبكي بحرقة بعد أن وصلها خبر الحادث، كانت والدته هناك ووالده علمنا أنه في الطريق ومراد أيضًا، وشخص لا أعرفه، تساءل أبي: "إيه اللي حصل يا ابني"

"أنا كنت بكلمه، وكان بيقول إنه مش شايف حاجة، وهيموت وينام، والله قلتله اركن وخد تاكسي بدل ما تعمل حادثة قالي إنه قرب يوصل، عربية نقل خبطت فيه والراجل دا جابه، هو جوا لسة، ما حدش طمننا لسة"

"أنت شفته؟" تساءلت ندى ببكاء فقال برفض: "لأ، لسة واصل"

نظر إبراهيم للرجل وتساءل: "كانت حالته عاملة إزاي؟"

صمت الرجل بحزن ففهموا أن الأمر كبير

"أنا هودي صاحب العربية دا في ستين داهية، والله ما هسكتله" صاحت سامية فقال الرجل بحرج: "ابن حضرتك اللي كان ماشي مخالف"

صمتت سامية بغيظ لكنها فرغت عصبيتها على ندى: "أنت السبب، من يوم ما دخلتي حياته وأنت وش الفقر عليه"

"يا أستاذة سامية احترمي نفسك وأنت بتتكلمي معاها، لازمته ايه الكلام دا" قال إبراهيم بصرامة فصمتت بغيظ وندى لم تكف عن البكاء.

جلست بجوار والدها وقالت بقهر: "كان لسة بالبدلة، كان لسة ما لحقش يغيرها يا أبي! فرحته اتكسرت"

ربت إبراهيم على كتفها بهدوء وقال: "دا قدر يا بنتي، مش هنعترض عليه"

"مش بعترض، بس قلبي واجعني" قالت ببكاء ودفنت وجهها في كتفه وتابعت بكاءها.

كانوا ينتظرون خروج أحد، أي أحد! طبيب أو ممرض، أي أمل!! وصل العم سمير يتساءل بهلع عن ابنه ثم جلس بجوارهم ينتظر هو الآخر

لكن الطبيب خرج يبتلع لعابه وبدى عليه التوتر فسقطت قلوبهم في أقدامهم جميعًا

كانت رهف ترى والدتها تصلي، تسمعها تدعو أن يكون بخير، خاصة بعد أن أبلغها زوجها بأنهم منذ الساعتين في غرفة الطوارئ ولم يطمئنهم أي أحد.

جلست أمام كتبها لكن بعقل مشوش، خشيت أن تكون هي من حسدتهم! وبدأت تلك الفكرة تتمحور في عقلها! هي تتمنى لهم الخير ولا تحقد أو تتمنى لهم زوال حبهم وزواجهم، كانت تمزح فقط! ماذا لو كانت هي السبب! بدأت تبكي وتخبر نفسها أنها لا تقصد ظنًا منها أنها هي بالفعل من حسدته.

بينما في المشفى قال الطبيب: "للأسف، حالته صعبة جدًا، صعب انه يقوم ويرجع زي الأول"

"يعني إيه يعني!" قالت ندى بهجوم فقدر الطبيب موقفها وقال: "أنا أكيد مش هضحك عليكم، احتمال إنه يفوق شبه مستحيل"

"لأ لو أنتم مش شاطرين كفاية فقولوا وإحنا نوديه مستشفى تانية! ما فيش حاجة اسمها مستحيلة! يعني إيه يعني اللي أنت بتقوله دا" قالت ندى رافضة تصديق كلامه ونظرت لحماها وقالت: "ننقله مستشفى خاصة، أو حتى نسفره يتعالج برة، أحمد هيفوق، والله العظيم هيفوق أنا متأكدة! يعني إيه شبه مستحيل! طالما ربنا موجود يبقى ما فيش حاجة مستحيلة، عمو، نسفره برة، ولو على المصاريف أنا هتصرف فيها لو ما قدرتوش، بس ما تسيبوهش هنا، هو هيفوق والله"

لتسكنوا إليها.Where stories live. Discover now