29- متحكم.

59 14 4
                                    

كانت رهف تنتظر ما سيقوله محمود لها

"فاكرة أستاذ ياسر جارنا؟"

"ياسر جارنا؟ جارنا فين؟ هو فيه بيوت جنبنا غير بيت أبو مصطفى؟" تعجبت رهف فقال برفض: "لأ، جارنا هنا في الإمارات! اللي عزمنا على الفطار في رمضان مرة وروحنا عنده"

"آه افتكرت ماله؟" تساءلت بعدم فهم فقال ببسمة: "فاكرة جمال ابنه؟"

"آه" بدأت الرؤية تتضح أمامها فقال ببسمة: "إيه رأيك فيه؟"

"وعاوز رأيي ليه؟" تساءلت وهي تشعر بانقباضة في صدرها فقال بهدوء: "عم ياسر كلمني عليك يا رهف، جمال عاوز يخطبك"

"محمود..." كادت ترفض لكنه قال بسرعة: "يا رهف اعطي لنفسك فرصة تفكري، الولد ملتزم، وأهله كويسين وأنا عارفه وعارفهم، ومن نفس جنسيتك، ومهندس بترول ومستواه المادي كويس، وشكله حلو مش وحش"

"بس أنا مش عارفاه يا محمود!" قالت برفض فقال بتعجب: "أمال فترة الخطوبة دي معمولة ليه؟"

"بس أنا صغيرة" قالت تحاول إيجاد حجة مناسبة فقال بتعجب: "صغيرة على إيه؟ اتخطبي دلوقتي والجواز لما تحسي إنك هتقدري تتحملي مسئوليته"

نظرت له وقالت برفض: "لأ"

"لأ ليه يا رهف؟ إذا جائكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه" قال بهدوء فقالت بضيق: "أبوك الله يرحمه قال دا مش حديث، ولو حديث فهو ضعيف"

"ماشي ما أنا ما قلتش إنه حديث!" قال بهدوء فقالت برفض: "لأ يا محمود أنا عاوزة أتجوز في مصر مش عاوزة أسافر"

"يا رهف مش أنت كنتي بتقولي نفسي أتجوز وأعيش في دبي؟ أبو ظبي من دبي مش كتير هيوديك دبي علطول"

تذمرت وقالت: "ما تضغطش عليا"

"مش بضغط عليك يا رهف بس هتلاقي حد كويس زيه تاني؟ تضمني منين! لو الحجة في الدراسة أو سنك فمهما كان سنك بلاش ترفضي حد كويس عشان كدا ما أنت ممكن ما تلاقيش حد حلو زيه تاني!" قال بهدوء فقالت بضيق: "وبعدين شافني فين؟ أنا لولا كنت ساعات بذاكر في البلكونة كنت بشوفه خارج، إنما هو حتى يوم العزومة ما شافنيش!"

"عجبتي مامته وهي اللي قالتله عليك، قعدت تقول إنك طيبة ومحترمة، وكمان هو عاوز يناسبني"

"قوله لأ يا محمود"

"فكري يا رهف! صلي استخارة، ما ترفضيش باستعجال كدا!" قال بهدوء فقالت باستسلام: "طيب"

"مش بضغط عليك بس فكري، خدي وقتك، أسبوعين تلاتة كدا وردي" قال بهدوء فأومأت بصمت ثم تساءلت: "أخبار ديما والعيال إيه؟"

في اليوم التالي كانت رهف تنتظر محمد لينهي محاضراته وبعد أن أتى وجلسا في سيارته التي تمتلك رهف نسخة من مفتاحها قالت: "محمود كلمني تاني امبارح"

لتسكنوا إليها.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن