▪︎CHAPTER 33▪︎

32 1 0
                                    








《# الثّقة》





لنبتعد قليلا عن قصّة أبطالنا المشوّقة... ونتّجه الى ملك إنجلترا... ألفريد الثاني... الذي كان جالسا مُتكئا على ارائكه المطليّة من الذهب... حوله نساءا بين أيديهن أخزاف الطعام والمشاريب المنوّعة... وبين لحظات هدوئه وسكينته... يدخُل عليه أحد جنوده الثّقة... ويُسلّم له صندوقا خشبيّا مطليّا باللون الأحمر القاني قائلا أثناء ذلك: " حظرة جلالتك.. هذا الصندوق من أجلك... مكتوبٌ من الأعلى لا يفتحهُ سوى الملك... ونحن إمتثلنا لِما كُتب يا مولاي.... "

نظره نصف نظرة... ثم أمره بأن يضعه أعلى المنضدة ويخرُج... ما إن خرج الجنديّ... حتّى يقف ألفريد على كعب قدميه ويتقدّم نحو ذلك الصندوق الغامض... ويلتمس لون ذلك الصندوق بأطراف أصابعه يجده سائلا لم يجفّ بعد... حينما رفع يده لكيّ يشتمّه... صُعق وتوسّعت مُقلتيه!!!... لأن ما يستنشقه أنفه هي رائحة دماء!!!.... تجاهلَ كلّ ذلك وفتح الصندوق بأنامله... ليجد رأس الحاكم الذي عيّنه على مدينة بيرمينغهام... مدينة الجمال... المدينة التي لا تنام... كان رأس رويد وسط ذلك الصندوق... بجانبه بالضّبط كانت توجد رسالة مكتوبة بخطّ يدّ زعيم المُستترين... رفعها ليقرأها والغضب كانَ مُسيطرا على كلّ خلايا جسده... شدّ على يده بكلّ قوّة تقطُن في عروقه... لينطُق أخيرا بقول: " أحظروا لي فلافيوس. "

أما في الجنب الآخر فقد إستطاع غابريل إلهاء إبنته وإبعادها عن باسم... لأن محور حديثه هو باسم وليس سوما... لذا وحينما رحلت جميلتنا لمنزلها إستدعى غابريل إبن أخيه وراء قصر الحسناوات ليتناقش معه في موضوع هامّ... حينما تقابلا وجها لوجه عمّ الصمت بينهم للحظات... لم يدُم طويلا إذ يكسره باسم حينما قال: " أجل سيّد أوديتوري ماذا أردت منّي؟... ظننتك تُريد التحدّث لإبنتك ولكن معي؟ لقد فاجأتني حقّا. "

فرك يداه ببعضهم ثم أردف بهدوء: " إنك بالنسبة لي في مكانة أبيك يا باسم... وأنت أدرى بذلك الشيء. "

ردّ عليه سُخريةً ولكن خفيفة: " تخطّى ذلك تخطّاه!... أخبرني بنواياك غابريل... وإختصر عليّ الوقت. "

ردّ الآخر: " ليست نيّتي التطفّل.... ولكن سقطت على مسامعي بعضا من أحاديثك مع سوما في الغرفة سويّا قبل دخولي ومُقاطعتكم... باسم! سأتحدّث معك رجل لرجل! لا رجل لعمّه ولا عمّ لإبن أخيه! أنت تُحب إبنتي أجل أنا على علم بذلك... أقدّر حبّك وإهتمامك بها... ولكن إن أردت أن تفعل معها ما تُريد دون إعتراضا منها او من غيرها... فتزوّجها!. "

صمت بعدها مُنتظرا ردّا منه... حيث ذاك كان يدور على نفسه مُتعجبا ممّا يقوله عمّه... دارَ ودار حتّى أصبح مُقابله من جديد فيقول بحدّة ولكن إبتسامته لم تُفارقه: " من قال لك أنني أواجه مُشكلة مع الزواج والإرتباط؟... او بالأحرى سؤالي هو... من الذي زرعَ في عقلك فكرة أنني سأفعل ما أريد مع سوما دون زواج؟. "

سلاطين العَقيدةDove le storie prendono vita. Scoprilo ora