Chapter02

174 24 7
                                    

غرقت يدايها في الدماء وتلطخت الملابس بأكملها، لم  تدرك كيف ومتى خرجت من البوابة وقابلت حشدا من الصيادين و الطبقة العامة ينتظرون بالخارج.

تخدر وعيها تماما وكل ما شعرت به هو يد تتمسك بقلبها وتشده بقوة، كان من الصعب التنفس او الاحساس بمحيطها.

مشهد واحد مترسخ امام عينيها تشاهده مرارا وتكرارا.

ان كان زعيم النقابة ميتا فالجميعن ميت بالتأكيد.

....

لهثت فيريا تحدق بأيسل مستلقية دون حراك او حتى محاولة للدفاع.
جعلها ذلك تدرك انها تتقبل اي هجوم في سبيل التقليل من شعورها بالندم، ولم تكن لتسمح لها ان تعيش بسلام او حتى تخفيف شعورها.

تراجعت للخلف قبل ان تلقي ببضع كلمات والتفتت تغادر دون النظر للوراء.

"لو لم تكوني انت ايسل لما مات احد"

الصوت الحاد و المليء بالرغبة في اللوم و الغضب المكتوم اخترق اذنيها وتسلل مثل ابر لصدرها.
ارتجفت الاعين الزرقاء الشاحبة وضمت شفتيها بصمت.

لم تجرؤ على اصدار اي صوت بعد تلك الحادثة ولم تكن لديها الشجاعة لتتحدث.

لو  لم تمتلك صوتا لما استطاعت الاتصال بالنقابة واخبارهم عن مكانها وطلب النجدة، الصدمة جعلت حلقها مسدودا حتى لو ارادت التحدث فقلبها سيخفق مثل المجنون ولا تعرف كيف تتحدث وكل ما يتدفق هو اصوات مبهمة كالاطفال. ماذا لو تحدثت ومات اشخاص اخرون.

الفكرة بعثت القشعيرة و الرعب في جميع انحاء جسدها وانكمشت ببطئ تلتف رغبة في الشعور بقليل جدا من الامان و الراحة.

لكنها في الواقع لا تستحق اي من ذلك يجب ان تعيش و تعاني من الارق و الندم وسوء المعاملة، بالرغم من ذلك لا يمكن تكفير خطيئتها.

ببطء غربت الشمس و حل الظلام مع ضوء قمر خفيف يعطي نورا خافتا للمدينة الصغيرة.

كان الهواء باردا  وبطيبعتها لا يمكنها تحمل البرد، بمجرد انخفاض درجة الحرارة وخصوصا في فصل الشتاء تزداد وفايات بريمافيرا.

كانت فصيلة غير بشرية تجمع الطعام في الصيف وتبقى في المنزل طوال الشتاء.

بمجرد انخفاض درجة حرارة الجسم تبدأ الدماء في التجمد حتى الموت ومن النادر ان تبتعد هذه الفصيلة عن بعضها، لطالما كانوا في مجموعات.

توفت والدة ايسل وتركتها في سن 12 وعاشت وحيدة في كوخ صغير  لم تعرف والدها و لم تبحث عنه، قيل انه بعيد جدا ولا يمكن الوصول اليه.

لابأس بالموت اذا كان الجميع حيا. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن