IV

68 9 11
                                    

-الكونُ الذِي نعيشُ فيهِ ينقسمُ لعالمين: عالمُ المرئيات، حيثُ يعيشُ البشر وَ بقيَّة المخلوقاتِ المألوفةِ، حيثُ يعيشُ الأحياء وَ عالمُ المخفيَّات، ما غابَ عنْ أعينِ البشرِ منْ أرواحٍ هائمةٍ في الأرجاءِ، مخلوقاتٍ غيرِ مألوفةٍ، لعناتٍ وَ كياناتٍ مَا.

-كانَ ذلكَ ما أخبرنِي بهِ يونغِي، وَ لمْ يكنْ بالأمرِ الجديدِ فوجودُ أشياء خارقةٍ للطبيعةِ وَ أخرَى فائقةٍ لعقلِ الإنسانِ لهيَ حقيقةٌ مسلَّم بهَا.
لكنْ سماعُ ذلكَ على لسانِ شخصٍ منَ العالمِ الآخرِ، رسَّخ فِي ذهنِي فكرةَ وَ حقيقةَ أنَّنا، كبشرٍ، كيفَمَا بدَا الأمرُ، لسنَا أبدًا بمفردنَا في الكونِ.
كلَّ يوم، كلّ لحظة وَ في كلّ مكان، هناكَ وجودٌ نجهلهُ حولنَا.

" أنتَ كبشريٍّ، لستَ قادرًا على الإتصالِ بالعالمِ الآخرِ لذَا ستكونُ مهمتكَ صعبةً بعضَ الشيءِ، سأكونُ هنا لإرشادكَ لكنْ بسببِ إشتراكنَا في نفسِ الجسد، أنا وَ مين هيونكِي فسيتعذرُ عليَّ أحيانًا بلوغكَ."

" هلْ أنتَ على وشكِ إخبارِي أنّ هناكَ طريقةً تجعلنِي قادرًا على الإتصال بعالمكَ أو أيًّا يكن؟" قالَ جيمين عاقدًا يديهِ وَ رافعًا حاجبهُ الأيسرَ.
أومأتِ الدميةُ بإبتسامةٍ صغيرةٍ قبلَ أنْ تجيبَ.

" الوسطاءُ الروحيونَ وَ طاردُوا الأرواحِ وَ مَا إلى ذلكَ، أغلبهم لامسُوا حافةَ الحياةِ، رأوا الموتَ أقربَ منْ أيِّ أحدٍ، لكنَّهم ظلُّوا أحياء." سكتَ يونغِي ليضيفَ بعدَ أنْ ألقَى نظرةً علَى تعابيرِ وجهِ البشريِّ.
" بالطبعِ هناكَ قلَّةٌ نادرةٌ يولدُونَ بهذهِ القدرةِ لكنَّهم بالضرورةِ تعرَّضوا لشيءٍ ما لمَّا كانُوا مجرَّد أجنَّة."

"شكرًا علَى هذهِ المعلومات القيِّمةِ، لمْ أتوقع أبدًا أنْ تتحوَّل أحداث المانغَا وَ كتب الفانتازيا التِي أقرأها إلى واقعٍ أعيشهُ.." بعثرَ جيمين شعرهُ وَ أخذ يسحبُ أطرافهُ، يشعرُ أنَّه على حافةِ الجنونِ.
" إذن...؟ مَا تقولُ؟" تسائَل يونغِي وَ أحنَى رأسهُ إلى الجانبِ.

" في الواقعِ، هذَا قرارٌ صعبٌ جدًّا! أنتَ ببساطةٍ تطلبُ منِّي أنْ أموتَ، فكرةُ أنَّني سأتأذى لحدِّ الموتِ وحدهَا ترعبنِي.."

" ليسَ كأنَّك تملكُ الخيار، إمَّا هذَا أو أنْ تكابدَ المشقاتِ أثناءَ القيام بهذهِ المهمة." أردفَ يونغٍي ليتنهدَ جيمين.
فِي حينِ أنَّه لاَ يفهمُ لمَ يحدثُ هذَا لهُ هوَ، لمَ لم يقعْ الإختيارُ على شخصٍ غيرهِ، متمرسٍ وَ متمكنٍ منْ كلِّ هذهِ الأمورِ، فهوَ لمْ يسأل.

لسببٍ مَا إنْ لمْ يطِع هذينِ الكيانينِ فإنَّه يتعرَّض للأذَى وَ يضعفُ بشدَّةٍ..وَ هذَا شيءٌ آخر أرادَ السؤالَ عنهُ لكنَّهُ لمْ يفعلْ، ربَّما خوفًا منَ الإجابة أو ربَّما لوضوحهَا.

-أخبرنِي يونغِي فيمَا بعد أنَّ البيوتَ المرعبة، الأيام الممطرة وَ العاصفة، الجسور الخالية وَ كلُّ ما يشهدُ حركةً غريبةً، خارقةً للطبيعةِ هيَ في الحقيقةِ نتيجةُ تراكمِ الأفكارِ السلبيَّةِ حولَ تلكَ الأماكنِ، الإنسان بطبيعتهِ إجتماعيّ وَ عادةً ما يخيفهُ ما يجهلهُ، لاَ أحدَ يعلمُ ما قدْ يظهرُ في بيتٍ تركه أصحابهُ منذُ خمسينَ عامًا، وَ لاَ ما قدْ يخرج منَ الظلام الحالك..

- مشاعرُ القلقِ، الرهبة، الخوف وَ الرعب، تغذِّي اللعنات، الأرواح الشريرة وَ ما إلى ذلكَ، تجعلُ عمليَّة تلبسهَا للمضيفِ سهلةً، تحوِّل طموحهَا في الإتصال بعالمِ الأحياءِ ممكنًا.
ما شعرتُ بهِ طويلاً وَ ما أعيشهُ يجعلاننِي أرَى المنطقَ وَ أحسُ بالصدقِ في كلامِ يونغِي.

-لاَ أعلمُ عنهُ شيءٍ سوَى إسمه، مين يونغِي. كيفَ حجزَ هنَا؟، ماذَا يكونُ؟ ما قصتهُ؟ لمَ تتقابلُ أهدافه مع تلكَ الخاصة بمين هيونكِي؟ ما علاقتهمَا ببعضهمَا البعض؟
طرحتُ عليهِ السؤالينِ الأولينِ فقطْ لكنّهُ لمْ يشفِي فضولِي إذْ أجلَّ قصتهُ لاحقًا، وَ أنَا وافقتُ مضضًا.
منْ يدْرِي ما سيحدثُ إنْ أنَا ألححتُ عليهِ.

" ماذَا ستفعلُ إنْ أنَا متُّ حقًّا؟ إنْ لمْ يتحمل جسمِي الضررَ الذِي ستلحقهُ بهِ؟" سألَ جيمين وَ لمْ تصدِّق أذناهُ ما قالهُ للتوِّ.
لمْ يكنْ يائِسًا لدرجةٍ تدفعهُ للمغامرةِ بحياتهِ لكنْ هاهوَ الآن يقامرُ بهَا، واثقًا فِي..شبحٍ.

" لاَ تقلقْ، سأنقذكَ..حتَّى إلمْ أنقذكَ أنَا فهيونكِي بالتأكيدِ سيتدخل ليفعلْ.."
أجابَ يونغِي بهدوءٍ عكسَ عاصفةِ الأفكارِ التِي إهتاجتِ فِي عقلِ جيمين.

" لاَ تتعِبْ عقلكَ في محاولةِ العثورِ على الإجابةِ منْ تلقاءِ نفسكَ، فلاَ جدوَى."

____
أعتذر على التأخرّ أعزائِي!
أفكارِي كانتِ مشوشة وَ ما كنتْ عارفة شو أكتب :(

شاركونِي آرائكم وَ توقعاتكم~✨️

دمية العقابWhere stories live. Discover now