V

81 10 10
                                    

شهقَ جيمين بشدَّةٍ وَ إخترقتِ أنفهُ رائحة الأدويةِ وَ المعقماتِ الطبيَّةِ.
لقدْ كانَ في المستشفَى.

حاولَ أنْ يتحرَّكَ لكنَّ جسدهُ خذلهُ، كانَ أثقلَ ممَّا يمكنهُ حملهُ بنفسهِ لذَا تراجعَ عنْ هذهِ الفكرةِ للآن، وَ قرَّر طلبَ المساعدةِ.
رفعَ جيمين نظرهُ بصعوبةٍ، يقاومُ الضوءَ الساطع فإذْ بعدَّةِ أشخاصٍ وَ أشياءَ ينظرونَ إليهِ.

" أمِّي لقدْ إستيقظَ!" صرخَ أحدهُم، كانَ طفلاً صغيرًا بثيابٍ ممزقةٍ وَ أذنٍ مقطوعةٍ.
" أوه عزيزِي جيهيوك، مرحبًا بعودتكَ.." إقتربتِ منهُ المرأةُ وسطَ تعجبهِ وَ خوفهِ.
لقدْ كانتِ تطفو ثمَّ إنَّ عنقهَا مفتوحٌ.

وقفتِ بجانبِ الفراشِ، تحدِّق فيهِ بإبتسامةٍ كانَ لهَا آثرٌ معكوس ففِي حينَ أنَّها أرادتِ طمئنةَ منْ حسبتهُ طفلهَا كادتِ تتسبَّب في موتهِ حقًّا.
' يَا إلَهي ماذَا فعلت؟! لماذَا يحدثُ معِي هذَا؟ أنَا خائف جدًّا..أنَا خائف..أيُّ أحدٍ..'
أخذَ جيمين يعيدُ على نفسهِ هذهِ الكلماتِ وَ يشعرُ أنَّه على حافةِ الإنهيارِ، أغمضَ عينيهِ بقوَّةٍ حتَّى لاَ يرَى مَا حولهُ وَ كي يكبحَ الدموعَ التي تهدِّد بالنزولِ.

بضعُ ثوانِي وَ وجنتا جيمين إبتلتَا بدموعِ الكيانِ الواقفِ بجانبهِ.
بكتِ تلكَ الأمُّ بحرقةٍ وَ قدْ حاولتِ تكويبَ وجهِ الفتَى وَ لمْ تستطِع.
" أنتَ لستَ جيهيوك.." تمتمتِ وَ صوتهَا يكشفُ الألمَ بداخلهَا.

ألمُ فراقِ الأعزاء على القلبِ، قلقُ أمٍّ على طفلهَا وَ قدْ فرقتهَا الحياةُ عنهُ، شوقٌ لوجههِ وَ ضحكاتهِ لاَ يشفيهِ الوقتُ على ما يبدُو.
كمْ مرَّ منَ الزمنِ وَ هي تترقبُّه وَ تبحثُ عنهُ..

حاولَ جيمين رفعَ يدهِ وَ لمسهَا وَ لكنَّها عبرتِ منْ خلالهَا.
كلُّ هذهِ المأساةِ موجودةٌ حولهُ وَ هوَ لاَ يدْرِي، لمْ يكنْ يفعلُ.
منَ الجيِّد أنَّها الحالُ سابقًا، كيفَ سيبقَى عاقلًا إنْ هوَ سمعَ الأنينَ وَ الصراخ وَ النحيبَ أينمَا حلَّ...كيفَ سيعيشُ وَ همومُ العالمِ على عاتقهِ حرفيًّا.

"أنَا آسف.." قالَ جيمين ليشتدَّ بكاءُ المرأةِ قبلَ أنْ تستديرَ وَ تعودَ أدراجهَا للجلوسِ على الأريكةِ.
"كيفَ حالُ إذن؟" صوتٌ مألوفٌ قالَ ليلتفتَ ليسارهِ وَ يجدَ الدميةَ واقفةً تحدِّقُ فيه.
الشيءُ المختلفُ هذهِ المرَّة هوَ قدرتهُ على رؤيةِ شابٍّ واقفٍ، كانَ في نفسِ طولهِ تقريبًا، وجهٌ شاحبٌ، عينانِ حادتانِ، شعرٌ مسرَّح وَ مربوط إلى الأعلَى في ذيلِ حصانٍ وَ يرتدِي هانبوك أبيضَ ممزَّق.

" يونغِي..؟" تمتمَ جيمين بصوتهِ المتعبِ، متسائلًا عنْ هويَّةِ منْ يحدِّثهُ.
" أجلْ..هلْ رأيتَ، أخبرتكَ أنَّكَ ستكونُ بخير." أجابَ يونغِي وَ لمَّا إقتربَ الشبحُ، إقتربتِ معهُ الدميةُ.

" يسرنِي لقاءكَ..أظن." قالَ البشريُّ وَ حرَّك يدهُ في محاولةٍ للتلويحِ للشاحبِ ليفشلَ.
" كنتُ أتمنَّى لو ربَّما إلتقينَا في ظرفيَّة أفضل، لكنْ ما كلُّ ما يبتغيهِ المرأ ينالهُ."

" أخبرنِي ما إنطباعكَ حولَ العالمِ منْ حولكَ؟ واضحًا كمَا لمْ يكنْ.." أردفَ يونغِي وَ إرتسمَت على محيَّاه إبتسامةٌ هادئةٌ.
" كدتُ أموتُ للمرَّة الثانية، لقدْ شعرتُ بالخوفِ الشديدِ، بالتفكيرِ أنَّها الحالُ منذُ ولدتُ وَ في أيِّ مكانٍ تبعثُ فيَّ القلقَ وَ الشعورَ بعدمِ الإرتياحِ."
أجابَ جيمين وَ يدهُ الحرَّة منْ إبرةِ المغذي موضوعةٌ على عينيهِ.

"شعرتُ بالحزنِ كذلكَ أظن...أيًّا يكنْ، أنتَ تدينُ لِي بتفسيرٍ واضحٍ لمَا يحدثُ وَ حدثَ وَ ما قدْ يحدثُ..لقدْ كنتُ على حافةِ الموتِ خوفًا منْ أنْ تقتلنِي أنتَ، وَ الآن، أحتاجُ أنْ أفهمَ."
أضافَ جيمين وَ عيناهُ تحرقانِ يونغِي الباسمَ، تنمانِ عنْ تحدٍّ وَ إصرارٍ.

"أنتَ محق، يجبُ أنْ تكونَ على علمٍ بظرفياتِ ما يحدثُ..سأبدأ بمَا يدورُ في ذهنكَ منذُ زمنٍ.. لماذَا أنتَ وَ لاَ أحدَ غيركَ...سأطرحُ سؤالًا أولًّا..أرجُو أنْ تكونَ مستعدًّا لسماعِ البقيةِ." جلسَ يونغي أخيرًا على الكرسيِّ، عاقدًا يديه إلى صدرهِ.

" هلْ تعرف منْ أعطَى والديكَ الدميةَ؟"

" نعمْ..لقدْ كانَ جدِّي،هديَّةً بمناسبةِ ولادتِي على ما أظنّ."

----

مرحبًا أعزائِي~
كيفَ وجدتم الفصلَ؟ ماهيَ توقعاتكم؟
لاَ أظننِي سأنهيهِ، لكن سأحاول!

دمتم بخيرٍ ~✨️

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Jul 18, 2023 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

دمية العقابWhere stories live. Discover now