٢١- بَوصلَة الإنتِماء.

3K 284 860
                                    

Enjoy..

ฅฅฅฅฅฅฅฅฅฅฅ

صَوت طَرقات كَعب حِذائه الرَسمي هو كل ما يُسمع أرجاء ذلك الرِواق الهادِئ ..

يَسير بـِ خُطواته الرَزينَة و اِبتِسامَته الهادِئة
مُقحماً يَداه داخِل جُيوب بِنطاله قاصِداً أحد الشقق المُتوزعة في هذا الرِواق

لَهفة مُختَلفة كانت تُخالِجه بَعد كل خُطوَةٍ كان يَخطوها ،
لَهفة رُؤية اِبتِسامَته و اِستِشعار قُربه و اِستِنشاق عِبقه عن قُرب ؛

أضحىٰ واقِفاً أمام باب من تَاق الفُؤاد لـِ رُؤيته ،
أرجَع خُصلاته السَوداء إلى الوَراء قَبل أن يَمد يَده ناحية زر الجَرس ضاغِطاً عَليه

كانت لَحظات قَليلة لـِ يُفتح ذلك الباب كاشِفاً عن تلك الهَيئَة الفاتِنة بـِ ثِيابه البَيضاء النَقية كَـنَقاء مُحيطه الأزرق واقِفاً أمامه 

رَفع حاجِبَه الأيسَر مُحدّقاً في الذي يُناظره بـِ لَمعان عُيونه المُتلهفة و اِبتِسامَته الواسِعة

" ما الذي تُريده في هذه الساعَة المُتأخرة أيها المُحقِق "

" ضَللت طَريقي و قَد قيل لي أن وَجه آمارنيُوس بَوصَلة سَـتُنقِذني من ضِياعي و تُرشِدني إلى وُجهتي و ها أنا الآن أقِف أمام بَوصلتي ، هل سَـتَدُلني على الطَريق أم يَروقك ضِياعي فيك ! "

خَفق قَلب المُحقِق لـِ تَوسع مَبسَم ذو الشَعر المُجَعد
رِفقة تَعطر وُجنَتيه بـِ تلك البتلات الزَهرية الرَقيقَة كَـرِقة صاحِبها

" و لكني أشعُر أن ضِياعك يَروقك كثيراً ، لذا ما رأيك أن نَتبع ما يَروق لـِ كلانا "

قَضم يونغي سُفليته بـِ خفة مُبتَسماً قبل أن يَدلف
إلى الداخِل مُغلقاً الباب خَلفه مُقتَرباً من الذي أخَذ يَتراجع بـِ خُطواته إلى الخلف

أضحىٰ ظَهر الأشقَر مُلتصقاً بـِ الجِدار مُحاصَراً من قِبل المُحقِق الذي وَضع كِلتا يَداه بـِ جانِب رأسه وَسط اِبتِسامَتِهم الخَفيفَة

" ضِياعي فيك بَلاءٌ حُلوٌ قد حلّ بي فَـلا بَوصَلة قادِرة على اِرشادي إلى الطَريق المُغايَر فَـكُل الطُرق تُؤدي إليك و تَنتهي بك "

اِمتَدت أصابع الشّاحب تَتحسس فك الأشقَر الحاد
بَينماَ مَجرّته السَوداء غارِقة في تَأمل ذلك المُحيط الأزرق الصافي الذي يُبادِله النَظرات بـِ عُمق

" اِشتَقت لك "
هَمس مُقتَرباً من وَجه الأشقَر الذي وَضع يَداه على صَدر المُحقِق مُبتَسماً بـِ جانِبية ناقِلاً أنظاره بَين سَودَويتا الشّاحب و رَقيقَتيه

آمارنيُوس || -YM-Where stories live. Discover now