الفصل السابع عشر

419 80 17
                                    

عاد يهيم بعنقها حباً ؛ يسكب ذوب قبلاته الحارقة عليها وهو يتمسك بها بقوة متلذذاً بصوت اهاتها الناعمة وتنهداتها الخافتة قبل ان يرد بصدق مطلق : انا احبك كارين ؛ لقد افقدتني عقلي وتوازني واخرجت مكنونات قلبي عنوة !

عادت لتبعده عنها بغير تصديق ؛ اخذت نظراتها تجوب ملامحه الهادئة متسائلة وشيء من الشك يساور افكارها نطقت به دون تفكير : ما الأمر دونغهي ؛ ما الذي تخفيه عني ؟

رد على نظراتها القلقة بعينين تذوبان حزناً واشفاقاً وتتقدان غضباً وتعصفان ضياعاً في الوقت ذاته قبل ان يعلن مستسلماً : لقد كنت اخدعك طيلة هذا الوقت ؛ لكنني وقعت في شر حيلتي واغرمت بك ...

ران صمت قصير ظل فيه صامداً في مكانه مترقباً ردها على كلماته ؛ بدت هادئة بشكل غريب ، ساكنة في ضياع مهيب قبل ان تطلق ضحكة خفيفة زادته ارتباكاً وقلقاً وهي تميل اليه لتسند رأسها على كتفه

تكلمت بصوت ناعم زاده شتاتاً : حيلة جيدة ؛ لكنك لن تزعزع ثقتي بك ابداً !

تركت يدها تتلمس صدره فوق قلبه مباشرة واضافت بحب : اعلم انك لن تؤذيني ابداً ، انت تحبني وليس عليك ان تبالغ في خوفك وقلقك حول مشاعرك هذه ، أطلقها فحسب ..

ردد بصوتٍ متلعثم باهت : مهلاً ؛ انتِ لا تفهمين ..!

حطت بسبابتها على شفتيه بعد ان رفعت رأسها عن كتفه فأسكتت حروفه وثارت فيه اوردته وأخذت تغلي توقاً لوصالها
اسبل عينيه اشتهاءاً بينما مال اليها والتقت شفتيه بنبيذ شفتيها فبدت خفيفة كالهواء ؛ شهية كحلم ، لذليذة كغفوة انتهكتها صحوة لم تكن في وقتها ..!

الفراغ بدا موحشاً والظلام خانقاً عندما فتح عينيه ولم يجدها بين ذراعيه وداخل احضانه فاعتدل بجسده ينظر حوله منقطع الأنفاس لاهثاً .
حلم .. كيف بدا ذلك الحلم حقيقياً بشكل موجع ؛ جميلاً بقدر مؤلم !!
أهو اشتياقه ما صورها له بخيال اجمل من ان يصفه بمجرد حلم ؛ هل غدا فيها متيماً حد الجنون ام عاشقاً حد الهوس ..؟!

ازدرد رمقه بنقم وهو يمسح وجهه من اثار النوم الذي أخذه بغتة من ادراكه ؛ فك ازرار قميصه التي بدت ضيقة تشد وثاق عنقه وتخنقه بعد ان كان خيالها يبرد حرارة اوردته منذ لحظات هلوسة !
ولما وجد ان الحر القاتل خلع قميصه بالكامل وتوجه نحو المرحاض ؛ رمى ملابسه داخل سلة الثياب المتسخة ووقف اسفل ماء الدش الذي تركه ينزل دافئاً فوق رأسه وجسده ..

انفاسه غير منتظمه ؛ فكره حائر مشوش ، خيالاتها ترافقه وتعكر صفو قلبه بنبض خائر القوى لا يكاد يفهم وقعه ..
ثبت جسده بيده التي اسندها الى الحائط وهو يصغي لصوت انفاسه متعمقاً في فكره ومستعيداً تفاصيل حلمه فيما ظل الماء الدافئ يتدفق فوق رأسه مبللاً خصلات شعره السوداء لينساب بعشوائية على اكتافه العريضة وفوق صدره المرصوف ..

" لحن الانتقام " Where stories live. Discover now