ابتسامة باهتة علت ثغرها وهي ترد بامتنان : انت صديق رائع تايهيونغ !
سرعان ما تلاشت ابتسامتها تلك وهي تنهض من مكانها وتدور لتقف مقابلاً له وتكلمت بثبات : لكنني لا استطيع التمادي اكثر من ذلك بالاعتماد عليك ؛ لقد تحملت الكثير من الاضرار بالفعل مع افلاس الشركة وخسرت اسهمك ايضاً ، لا يمكنني ان اقبل المزيد منك !
علق بأسف : لكن ..
قاطعته بصوتها الرقيق وبنبرة مسالمة : هذا يكفي ؛ دع الأمر لي ..
صوت ثالث قوي دوى في المكان كصليل السيف القاطع اخرس الأفواه وجعل الأنظار تتوجه اليه بذهول عندما تدخل متحدثاً : بل دعيه لي انا ؛ سأكون محاميكِ في هذه القضية ....
علقت الكلمات في حنجرتها وهي تحدق فيه بدهشة ؛ مظهره المتناسق ، ملابسه الأنيقة ، نظراته الصارمة ووقفته الحاسمة كأنه اتخذ القرار النهائي لجدالهما رغم انه ظهر من العدم !
اما هو فبادلها نظراته الهادئة فيها لوعة من اشتياق ؛ وحسيس من ندم وهدير عتب خفي ..
يعلم انه من اودى بها الى هذه الهاوية ؛ ويعلم جيداً انه لن يتمكن من اخراجها من هوة الضياع التي رماها بها ، لكنه يريد ان يحاول !أليست هي من دعته يوماً ان ينسى الماضي ويعيش يومه ؛ أليست من اخبره ان عليه ان يسعى لعيش اللحظة متخلياً عن هفوات الماضي واخطائه ؟
لعلها ايضاً تتبع نصحها وتتجاهل اخطاءه وتسمح له بمساعدتها ؛ كل ما يريده هو ان يمد لها ولو القليل من العون لعله يستدرك شيئاً من اخطائه ويصلحها ..الكلمة الأولى من بعد ذلك الصمت الطويل كانت لتايهيونغ الذي رد بغضب : ما الذي اتى بك الى هنا انت ؟؟
نظر اليه بزاوية طرفه قبل ان يعيد نظراته لكارين مندداً : اتيت لأعرض عليكِ المساعدة ؛ لقد وصلني بريد تبليغ عن الدعوى القضائية ، يبدو انهم لم يعلموا بخبر استقالتي وتم تبليغي باعتباري محامي الشركة !
تقدم بخطواته نحو طاولة المكتب ليضع حقيبته عليها واخرج مجموعة من الملفات ليضعها امامهما متكلماً : لقد كنت اعمل على جميع عقود الشركة في الأشهر الماضية منذ انطلاق المشروع لذلك اعلم بكل تفاصيل العقود وبنودها ؛ وذلك يجعلني افضل خيار لكم كَمحامٍ عن هذه القضية ، واعلم جيداً ان مطالبهم غير قانونية ويمكننا ابطالها في المحكمة ..
قاطعته كارين ببرود : لا حاجة لازعاج نفسك بهذه القضية ؛ اعتذر عن وصول هذا البريد اليك عن طريق الخطأ وسأتأكد ان لا يقع خطأ كهذا مجدداً في المستقبل ، يمكنك المغادرة الان .
كتف تايهيونغ ذراعيه الى صدره مردداً : لسنا بحاجة لمساعدتك ؛ هذا اذا كنت تنوي المساعدة حقاً دون اي دوافع خفية او خدع وحيل ايها الثعلب !
أنت تقرأ
" لحن الانتقام "
Romanceوعدتك أن لا أحبك.. ثم أمام القرار الكبير، جبنت وعدتك أن لا أعود... وعدت... وأن لا أموت اشتياقاً ومت وعدت مراراً وقررت أن أستقيل مراراً ولا أتذكر أني استقلت...