أنا مريعة || 8

25 9 3
                                    

🍁
كُنتُ أنْظُـر إليكي ..

فَ كُنتِي أنتِ السماء ، و شاماتِك النجوم بهذه السماء .

🍁
______________

كريس :
كنت أجلس في المقهى أنتظر المحقق  إتيان  ، لكن  أفكاري  غير متزنة  أشعر أن ما سأقوله  الأن  قد أندم  عليه في المستقبل  . لمحته أتي  إلي  لذا  أخذت  نفساً عميقاً أعد  نفسي لما سأقدم  على فعله ، ألقى محقق  إتيان  تحية  علي  ومن ثم جلس و قد بدى أنه متعكر  المزاج  و الفضول  يقتله  ، حيث نطق قائلا  :
" دون أي مقدمات  ما خطب  فينوس؟ آ هناك  مشكلة؟ "
" لأسف نعم  ، لكن قبل أن أفصح  عن الأمر رجاء أخبرني  أنك  لا تكن أي مشاعر لها  "
انعقدت  ملامحه  ورفع  أحد  حاجبيه  بالاستنكار  تام ، ماذا الأن ؟ هل يقوم  بدور الغبي   لو لم يكن يعتبرها  بس في قلبه  لما أتى مسرعا إلى هنا  كالمجنون  قد فقد  عقله  في مكان ما  .
" و ما شأنك  أنت ، الأمر بين وبينها  "
" أتمنى  ألا تغير وجهة  نظرك بعد ما ستسمعه  الأن  "
" هيا أطربني  أيها فهيم  "
مررت له  بعض الأوراق  داخل مظرف  وقد كانت تضم  هذه الأوراق  حالة العقلية و نفسية لفينوس  حيث أنها  تظهر  مدى  استقرارها  العقلي  ، و كما  ظننت  أمسك  إثيان  المظروف  وقد انعقدت ملامحه لمرة  ثانية  على توالي  لكل مع غضب طفيف  قد ظهر على أساريره  ، يقرأ  ورقة  ثم الأخرى  وبتمعن  وحرص  شديد  كأنه  يتأكد من ما هو مكتوب هنا ، نطق  بصوت  تخلله  نبرة  ملحة  :
" هذا ليس حقيقي ، أليس كذلك  ؟"
" بلى إنه واقع  مر و الأشد  مرارة  "
" هل تقصد  أن فينوس  تعاني  من  انفصام  عقلي  أي تحدد شخصيات  لكن هذا مستحيل  ، ألا ترى كيف أنها  نشيطة و لطيفة  إنها  تبدو  كالإنسان  عادي  ، بحقك  يا رجل إذا كنت تمزح  توقف "
" وهل كل ما نراه  حقيقة  يا إتيان "
صمت الأخر دون قدرة على رد إكتفى  بالصمت  و إعادة  قارئة تلك وثائق  أكاد أقسم أنها  مرة خمسون التي يعيد تمعن في كل حرف من تلك الأوراق  .
" من أين حصلت على هذه وثائق ؟ ، أريد أن ألتقي  بطبيب  " فالإن
" الطبيب أمامك  ، هناك شيء أخر  أردت  أن أناقشك  فيه  "
" ما هو ؟ "
وقد رد علي بحاجب  مرفوع  و أسارير منكمشة  كأنه  عن رفضه  لكل هذا  الواقع سيء  .
" أمر معقد جدا ، هي لا تعلم أنها  مصابة  بي إنفصام  وليس هذا وحده  الشخصية  ثانية  لها  يصعب تعامل  معها  جداً و كأنها  الجانب  المظلم  لفينوس  ،  إذا كانت فينوس  صاحبة   ضحكة بريئة  و ملامح  لطيفة  و يسهل تعامل معها  جانب الأخر  لها يبدو مرعب  ذو أفعال شنيعة  يلحق الأذى ، يشبه  نار التي تحرق كل شيء دون تفرقة  بين هذا أو ذاك  "
أنهيت  كلمات  هذه و أنا أحاول منحه  وقت لإستعاب   ما أقول،  أنا لم أكن  مضطرا لإفصاح  له عن كل هذا لكن خطة إنقاذ فينوس  تتطلب مني  أن أطلب يد مساعدة من إتيان   .
" ولكن لما لما لا يظهر هذا جانب عندما تكون  معي  لقد مرت أشهر و أيام  منذ معرفتي  لها ، لما لم  أعلم بهذا قط "
" بكل بساطة  الجانب  سيء يظهر في ليل كأنه  خفاش  لا يحب ضوء نهار  أو بالأحرى  يكره الناس و تجمعات  لذا يسيطر  على جسدها  في ليل "
" لكن كيف حدث هذا لها ؟ ما سبب كل هذا "
" لا أستطيع إخبارك  ، فقط  إستمع  لما طلبتك اليوم فى ليس هدفي اطلاعك عن كل هذا  "
" إذا ماذا  ؟ "
بدأت أسرد  له موصفات  جانب  الأخر  من فينوس و أنا أقصد بهذا  أفعى الموت  ، وكيف أنها  خطيرة بالأفعالها  الغير عقلانية  و أنها  تستطيع توريط  فينوس  في أمور  عدة و مشاكل لا حلول  لها ، لكني  قد إحتفظت  بشيء واحد لا بل شيئين  ، فلم أخبره  أن فينوس في واقعة مرتكبة  لعشر  جرائم  و أنها تسعى  لإنتقام  . إنتيهت  من حديث معه  ولم يبدو  مصدوما  يبدو  أنه  تكيف  مع الأمر  بعد ما أطعته  على أمر وقد حثيته  على أنه  يجب أن  يبقي  الأمر  سراً عنها  أعلم  أن خطوة  القادمة  من الخطة  ستكون  مدمرة  لذا  اريد  حفاظ  على جانب  الجيد  من فينوس  دون أي مشاكل  ، إنقطعت  أحبال  أفكاري  المتشردة  هذه  على بحة  صوته  :
" آستأذنك يا سيد  كريس ، شكرا على إطلاع  على حالة  فينوس  سأحاول  مساعدتها  أكثر و أكثر  "
" شكرا لك أيضا  على وقتك  ثمين  "
و على إثر  هذا  حمل سترته  الجلدية  سوداء  والتي يبدو  أنها  لا تفارقه  أبدا  كأنها  ظله ، و غادر .
فينوس  :
نظرة  لهاتف  أرمق  تاريخ  اليوم  وقد كان  رابع  من يناير  ، كدت  أتجاهل  تاريخ  اليوم  لكني  تذكرة  شيء مهم  حين  لمحت  عيناي  محل  كعك  ، نعم  اليوم  عيد ميلاد  كريس  ودون  أي ترددات  أخرى  أو تفكير  عميق  توجهت  نحو  ذاك محل  ، دخلت  له لتواجهني  أنواع  عدة من حلويات  عيد الميلاد  ، أنا حقا لست من أناس  المغرمين  بالأعياد  لكن  يجب أن أفرح  كريس  أملك الكثير  من أشياء  التي يتوجب  علي  شكره  عليها  ، لقد  كان سندي  منذ سنوات  مراهقتي  ، كلما شعرت بضيق  أو ضعف   كلما  عجزة  أمام الحياة  كانت إبتسامته  تنقذني  و أحكامه  الغرقاء  تخرجني  من عتمتي  تلك  ، ولم اشعر  بنفسي  لأجد  ذاتي  تقف  قبالة  كعكة  بالشكولا  مزين  بقطع توت  الأسود  مع تلك الإبتسامة  التي تشق  وجهي  .
أشرت  إلى تلك الكعك لتومئ  فتاة  صاحبة  المحل  ، و ضعتها  في كرتون  الهدايا  المزين  بي شريط  وردي  ، دفعت لها  المال  ومن ثم غادرت  .
كنت أمشي في  شارع  قاصدة  منزل  كريس ، أحببت  أن أفاجأه  ، و بينما  كانت  عيني   تتأمل الأرصفة  و أسارير  الناس  المختلفة  و مختلف  تلك روائح  التي تنبعث  من محالاة  متنوعة   تنقر  على أنفي كأنها  تدغدغ أحاسيس المظطربة ، سمعت هاتفي  يرن  لأمسك  الكعكة  في يدي  اليسرى  و اليد  الأخرى  تحمل هاتفي  ، لمحت  رقم  المتصل  و قد كان  إتيان  استغربت  قليلا لإتصاله  ولكن سرعان ما أجبت  .
" ما الأمر  إتيان  "
" لا شيء لقد أديت سماع صوتك  فقط  "
" هل نسيت  رأسك  الفارغ في مكان ما "
و قد سمعت  تنهده  العميق من خلف الهاتف  صادرة  منه  ، هل ازعجه كلامي  أم  ماذا ومن ثم استرسل  حديثه  و أنا استمع  له بينما  أمشي  في شارع  بخطوات  رزينة و بطيئة  بعض شيء
" إسمعني  فينوس  أنا  حقا لا اعلم  طبيعة العلاقة  بين وبينك  هل هي  صداقة  أم  عدوتي   أم علاقة  عمل أم شيء آخر  ، لا أعلم  بحق لكن  فتاة  التي كنت  أريد تخلص منها  وبدت  لي مزعجة  قبل بضعة  أشهر  تحديدا  في منتصف  الخريف  ، قد أصبحت  قريبة  من قلبي بشكل مخيف  أصبحت  اخاف  عليها  و أخشى  أن تتلشى  عن نظري  يوما ما ..."
و فجأة دون سابق إنذار  توقف  صوته  كدت  أظنه  أنه  هو من توقف  عن الحديث  لكن عند  ملاحظتي  لهاتفي  طافئ  علمت  أن بطارية  قد نفذت  ، لذا تنهدت  بثقل  و أكملت  سيري فقد  أصبح  بين منزل كريس و أنا بضع  خطوات  .
وضعت فينوس  كعكة  فوق  طاولة  و أزالت  معطفها  قطني  ذو لون بني  رمته  بالإهمال  على الأريكة  ،  وقد كانت  فكرة  واحدة تخالج  عقلها  أين قد تخبأ  الكعك  عيد ميلاد  و قد نجحت  فكرة في تسلسل لها و مفادها  أن تضعها في رف  في  مطبخ  و تخفيها  بين الأواني  .
بعد إنتهائه   من ذلك  ، بدأت  في المشي  في الأرجاء  قد بدى المنزل  كريس عكس  منزلها  تماما  مساحته  كبيرة جدا  يحتوي  على أربع غرف  و كل ذات طابع  رجولي  إلا  واحدة تصميمها  بدى  انثويا  للغاية  لا بل طفولي  و يبدو  أن هذه  الغرفة  تعود  لصغيرة  ريحان  ، إبتسمت  دون شعور منها  فهذه الأشياء البسيطة  هي التي تصنع  يومها  .
دلفت فينوس  لغرفة  نوم كريس لطالما  كانت  تحب تفتيش  في أغراضه  تحب عطور  الفرنسية  التي تبث من ملابسه  و تحب نظر لأشياء  القديمة التي  يحرص على جمعها  كالهواية  له ، لكنها  لم تدرك  أن نهاية  عالمها  الوردي  في هذه الغرقة  .
وقد فتشت بالفعل  كل غرفته  كأنها   تبحث  عن شيء أما هي فالحقيقة مجرد  عادة إكتسبتها منذ عيشها  مع كريس  ، جلست على سريره  ذو الأفرشة  رمادية  تحدق  بالمكتبه  وقد إستهواه  ملف ذو  غلاف  أحمر 
إتجهت  له ، فتحته بعد تردد  كبير  في بادئ  لم أمر  كدت  أضحك  فالمكتوب  هنا  لا يصدق  أبدا  أبدا  لو أخبرني  شخص ما قبل هذه لحظة بالمكتوب  هنا ، لهمشت  رأسه  لأنها  مجرد  سخرية  لكن  الوثائق  حقيقية  لم أستطع  تكذيب  ما ذكر في هذه  أوراق  البيضاء  لم أستطع  تصديق أو تكذيب  ، و ها أنا  قد خارت  قواي  من جديد  مفاصيل  رجلاي  لم تعد  موجد  قد صدأت  ، إتسعت  أعيني على مصرعيهما  و أنا أناظر  كريس الذي دخل الغرفة  لتوه .
لقد جمعت  شتات  نفسي  و جلست  على كرسي  أحمل  تلك أوراق  التي تبين  صحتي نفسية  و حالتي  العقلية  و أشياء  أخرى  تدل على أني  غير سوية  عقليا  .
نطقت  بنبرة مرتجفة  أطالب  الواقف أمامي  بتفسير  منطقي  لهذا  أو لعلي  أرجوا  منه  نفي  كل هذا  الجنون  :
" رجاءً وضح  لي ما كل  هذا  ، أظن  أني  سأصاب  بالجنون  على هذه  الوتيرة  "
تنهد  كريس ينحني  إلي  بالجذعه  ، يمسك  يدي  بكل حب و حنية  مع نظر في عيني  كأنه  يحاول  تهدأتي
" رجاءً  تماسكِ ، كل ما سأخبرك  به حقيقي  "
تلت  كلماته  هذه  تنهيدة  أعمق  من ماضية  ، ليسترسل  في الحديث و توضيح  الأمور  لي و مع كل كلمة  ينطقها  أشعر  بقلبي ينقبض  و ينعصر  ليصبح  خالي من أي قطرة  دم  .
على واقع تلك الكلمات  صادمة التي لم أتخيل ولو  لمرة واحدة أني قد أسمعها  ، هل هذه حقيقتي  المريعة ؟ ، هل هذا ما أنا عليه  ؟ كانت أكبر أمنياتي  أن احظى بحياة  عادية  ودفئ  عائلة  ألا  يحق لي هذا ، انظر  لعيني  كريس   و كأني أتراجاه  أن  يخبرني  أن كل شيء كذب أن الأمر مجرد  كابوس 
نطقت بنبرة  متقطعة  كأن الحروف  تهرب مني :
" اعتقد أن أكبر كوابيسي  قد كان واقعي...."

كنت منهارة  و صدمة تعتليني  اريد البكاء  لكني لا أستطيع  كأن  دموع  تحجرة  في  عيني تأبى  تحرر،   
أشعر  بذراعين  دافئة  تلتف  حول  خصري  تمدني  بالدفئ ، و أنامل  خشنة تربث  على ظهري  بينما  صوت  كريس يتخلل  مسامعي  قائلا  :

"  إهدئي  ، كل شيء سيكون  بخير  "
" أشعر أني  قد خذلت  من ذاتي  ، لقد خنت  نفسي   أنا  أحتظر "
" لا تقول هذا كلام   ، أنت  قوية  لن تهزمك  هذه أمور
"


___________________

كيفكم  قرائي  الأعزاء  أتمنى  تكون بخير
❤❤
كيف كانت أحداث  هذا  الجزء  ؟ 
شو أكثر  حدث أثر  فيكم   ؟
توقعاتكم  للبارت  جاي

لاتنسو تصويت  كالعربون  شكر وتقدير  لمجهودي  متواضع 

..Ay...



























 










    






























القاتل ~ Killer  Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt