انتهَت المحاضرات الثلاث أخيرًا بمجمل ستّ ساعات ، فكلّ محاضرة يتم تخصيص ساعتَين لها كحدٍّ اقصى إلّا في بعض المحاضرات العمليّة فيمكن أن تزيدَ المدّة عن ذلك
عندما خرجنا من الجامعة كانَت الشمس توشكُ على الغروب نظرًا لأننا بالشتاء والّذي يُعرَف بنهارهِ القصير نسبيًا
ولا ، لستُ من محبّي الغروب وأجوائهِ الرومانسية بل أراهُ داعيًا للكآبة ، وقد يكونُ هذا هوَ السبب في أنني دائمًا ما اتعمّد الخروجَ صباحًا والعودة قبلَ المغيب
على كلٍّ ، لا زالَ جونغكوك ملازمًا لي من بداية اليوم وحاليًا قرّرنا العودةَ للسّكن نظرًا لعدم وجود خططٍ اخرى
عندما وصلنا وقبلَ أن اصعدَ حيثُ حُجرتي تذكّرتُ أمرَ مفتاحي المفقود فتوجّهت إلى حارس السّكن وحدّثته بالأمر
وكما هوَ متوقّع ، وبّخني حارسُ السّكن العجوز على فقداني لمفاتيحي بعدَ ثلاثةِ أيّامٍ فقط من استلامها
" على كلّ حال ، لا املكُ نسخةً احتياطية حاليًا يُمكنك البقاء في أيّ حجرةٍ لزميلٍ لك أو ما شابه "
تفوّه الحارس بهذهِ الكلمات الّتي لم يستطِع عقلي استيعابها ، ما الّذي يعنيه بكونهِ لا يمتلك نسخًا احتياطيّة !
" كيفَ لا تملكُ نسخةً احتياطيّة لكلّ حُجرة ؟ ماذا إن ماتَ أحدهم بالدّاخل ؟ "
بادرَ جونغكوك بسؤالهِ العفويّ عندما وجدني لا اقدرُ على نطقِ حرفٍ واحد من دهشتي
" في الحقيقة أيّها السيّد ، لا نملكُ نسخًا احتياطيّة لكوننا لا نملكُ طلّابًا يفقدون مفاتيحهم في غضون ثلاثةِ أيّامٍ فقط ! "
أجابهُ الحارس بينما يحدّق نحوي بنظراتٍ حادّة جعلتني اُدرك أنني المقصودُ بكلامه بالطبع وقد تجاهلَ سؤالَ جونغكوك الأخير
" هذهِ عُنصريّة لعلمك "
لم يمنع جونغكوك نفسَه من استفزاز الحارس الفظّ الّذي خلعَ نظّارته الطبيّة الرفيعة استعدادًا لافتعالِ مشكلةٍ مع جونغكوك فأسرعتُ بالوقوفِ أمامَ جونغكوك حائًلا بينهما
فأنا أعرف جيّدًا كم أن جونغكوك مستفزّ وهذا الحارس يبدو سريعَ الاشتعال لذا دخولُ جونغكوك بمُشادةٍ كلاميّةٍ معه لن يكونَ في صالحنا أبدًا
" حسنًا حسنًا ماذا لو أحضرنا أحدهم لكسرِ قفلِ الباب ووضع آخرٍ جديد ؟ وبالطبع سأتكفّلُ أنا بكلّ شيء "
اقترحتُ عليه اللجوءَ إلى الحلّ الأخير فعاودَ ارتداءَ نظّارته وصمتَ ليفكّر قليلًا
" يمكنكَ فعلُ هذا لكن ليسَ اليوم ، لقد عادَ جميعُ الطّلاب من الجامعة ويحتاجونَ للراحة وهذا أكثر شيءٍ نقدّسه في لائحة أهداف السكن الجامعي "
أجابَ بكل بساطة مشيرًا ناحية اللائحة المعلّقة على الحائط وراءه متحجّجًا بأهداف السكن الجامعي في توفيرِ الراحة للطلاب
YOU ARE READING
TK : Annoying Neighbor
Short Storyتايهيونغ ، الفتى المصاب بحساسيةٍ ضدّ القطط ، يمقت جونغكوك ، جاره في السكن الجامعيّ ، لأنّه يمتلك قططًا صغيرة مزعجة - قططكَ مُزعجة بنفس درجة إزعاجك ! - ويحَك ! لا تتكلم عن قططي اللطيفة بالسوء !
