الفصل الثاني عشر(سراب)

24 4 1
                                    

غرفة كئيبة معتمة لا يسمع الا صوت نحيب وبكاء من قلب محروق محطم على من فارقة دون عودة كان مصدر البكاء أتي من شخص محتضن جثة صغيرة مغطاة بدماء.......

حتى قطع صاحب الصوت البارد هذا البكاء المتواصل غير مكترث بصاحبها

ألا تظنين أنكِ بالغتي قليلًا عزيزتي أيلينا؟ ما هي الا قطعة لحم لم تعد على قيد الحياة لتذرفي كل هذه الدموع

لم يصدر من أيلينا اي رد ولازالت ممسكة بلجثة وتذرف الدموع بصمت كان منظر أيلينا غريب للغاية كانت تعابير وجهها باردة وثابتة بينما كانت الدموع تتساقط لوحدها كما لو ان لها كيان خاص بها

اقترب صاحب الصوت البارد من أيلينا ومد يده لمسح دموعها لكن شعر بحرارة على يده من صفعة أيلينا مبعدة يده عن وجهها ابتسم ببرود وهوا يمسح على يده

يا ألهي ما بكِ يا عزيزتي ارتد مساعدتك فقط لما كل هذه القسوة نحن بحاجة إلى بعضنا البعض في اوقات كهذه

تجاهلت أيلينا كلامه ووقفت حاملة الجثة التي لم يتجاوز عمرها السنة واحد بملامح باهته اقرب لشخص ميت ودموع لازالت تتساقط من عينيها الزرقاء جاعلة من الون الأحمر يمتزج ببياض عينيها وتحركت متجهة للمخرج لكن قبل خروجها وقفت دون ان تنظر للشخص الذي كان يحدثها وقالت بنبرة باردة

تذكر اني ساعود مهما مرت السنوات ساعود الى هنا وسانتقم ممن كان السبب في نزول كل قطرة دماء منها

عبث بشعره باهمال وهوا يدخن بيده الاخر

حسنًا وانا ساكون في انتظاركِ يا طفلتي العزيزة

استقلت أيلينا سيارتها السوداء والجثة بحجرها وهيا ملفوفا بغطاء سميك يماشي الطقس المثلج في الخارج كانت أيلينا تحتضن الجثة بكل رجاء وامل ان تشعر بدفىء يعود لهذا الجسد الصغير متغافلة عن الدماء التي لوثت ثيابها كان اليأس هوا الشيء الوحيد المسيطر على أيلينا مرت ساعة والاخرة ومازالت هذه حالة أيلينا الى ان استطاع عقل أيلينا استيعاب ما حدث وان ما تفعله ليس الا جنون لم ولن ينفع بشيء....

ارتخت قبضة أيلينا عن عناق الجثة وما ان فعلت هذه سقطت الجثة عائدة لحجرها بدلًا من ان تبقى على وضعية عناقها كما لو انها تحاول اقناع أيلينا برحيلها القطعي.....

انتقام أيلينا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن