مَشَاعِر مُخْبَأَة

50 13 1
                                    







في الثانية عشر منتصف الليل
بعد ثلاثة أيام قضيتها في مراسم العزاء
عدت أسحب قدماي بتثاقل في المنزل الفارغ
"هل تريدين أن أجلب لكِ شيئاً؟"
قال تشانيول الذي يسير برفقتي لأهز رأسي
"شكراً لك يمكنك الذهاب للراحه ،لدينا عمل كثير غداً"
قلت ليضع يده على كتفي وأوقفني
"أنتِ تثقلين على نفسكِ كثيراً لم تنامي في الأيام السابقه
وتتحاملين على نفسك الكثير..لابأس بأن تأخذي قسطاً من الراحه أيضاً
لم يفت الآوان عن التراجع عن زعامة والدك
وتسليمها لشخص تثقين به!
إنه شيء لايمكنك تحمله.."
قال تشانيول لأحدق بإزدراء
"هل لأنني إمرأه تقول هذا؟"
قلت ليُظهر التوتر
"لا بالطبع لم أقصد هذا ولكن..أنتي ..مررتي سابقاً بالكثير
والآن أنتي تعانين من خسارة والديك..أردت أني ترتاحي فقط"
قال
"ماتقوله صحيح ولكنني مازلت لا أشعر بما تقوله
جسدي يؤلمني من الإنهاك ولكنني لا أشعر به
وعيناي ترفض إخراج الدموع
وليست لدي شهيه للأكل وفقط سينفجر قلبي من الكافيين الذي
أشربه كل صباح
أعيش كالزومبي ..
إن جلست بدون فعل شيء سأفقد الشيء الذي يُشعرني بالحياه"
قلت وكانت نظرات الشفقه تملئ عيناه
وهذا ما أكرهه أكثر
جميعهم لديهم مخاوف من إستلامي للزعامه بعد والدي
ولايمكنني لومهم فحتى أنا أشك بقدرتي على فعل ذلك..

"أفهم ماتعانيه..فهكذا كان الأمر عندما مات جدي وهو الشخص الوحيد
الذي يهتم بأمري..مازلت أفتقده كثيراً ولكنني
أشعر أنه بجانبي كلما مررت بفتره عصيبه
ستصبح الأمور على مايرام بالتأكيد"
قال ثم خرج لأزفر بضيق
وصعدت لغرفتي لأبدل ملابسي

The Godfather | العراب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن