الفصل الأول

202 21 80
                                    

*

*

"ربما لم يؤذينا التعثُر بقدر ما أذتنا مُحاولاتنا المُتعجلة للنهوض، وربما لم تؤذِينا الوحدة مِثلما أذانا أشباه الرفاق وأشباه الأحبّة."

*

*

*

صوت تلاطم امواج البحر كان هو الشئ الوحيد المسموع لأذني تلك السائرة بنعليها المسطحين بالقرب من شاطئ البحر , كانت الرياح تداعب ثوبها الابيض الفضفاض الذي يغطي ركبتيها , بالكاد كان يلامسهم بسبب ارتفاعه بفعل انتفاخ بطنها الظاهر, تضم بين يديها دفتر متوس...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

صوت تلاطم امواج البحر كان هو الشئ الوحيد المسموع لأذني تلك السائرة بنعليها المسطحين بالقرب من شاطئ البحر , كانت الرياح تداعب ثوبها الابيض الفضفاض الذي يغطي ركبتيها , بالكاد كان يلامسهم بسبب ارتفاعه بفعل انتفاخ بطنها الظاهر, تضم بين يديها دفتر متوسط الحجم وقلم صغير متعلق به , خصلاتها السوداء الطويلة كانت محررة تتلاعب بها الرياح كما يتلاعب القدر بصاحبته

تسير بخطى متهادية لا تدري لأي وجهة تتجه , في الحقيقة هي لم تفكر مرتين قبل ان تأخذ هذا القرار في مغادرة المنتجع في هذا الوقت المتأخر من الليل, انها ربما الحادية عشر مساءًا الان , هي حتى لم تجلب هاتفها معها

نظرت حولها لترى انوار صفراء مريحة صادرة من مقهي صغير قريب منها , بدى هادئ ولطيف , هناك طاولات على ناصيته مرتفعة قليلاً تطل على البحر مباشرة , تصدح منه اصوات موسيقى هادئة ومريحة

لم تتردد في اخذ طريقها الى هناك , والجلوس على طاولة بالخارج لتظل على اتصال بالبحر واصوات امواجه

" كيف اخدمكِ سيدتي "

جاءها النادل سائلاً بابتسامة بشوشه لتبادله اياها باخرى متعبة بالكاد اخرجتها

" قهوة مثلجة رجاءًا "

املت عليه بطلبها بصوتها الحاني الهادئ ليومئ لها قبل ان يغادرها سريعًا , استنشقت هي بعمق عبق البحر قبل ان تضع دفترها امامها لتعزم امرها على الاخذ بنصيحة تلك الطبيبة , ربما يكون في ذلك الخلاص الاخير لها , ربما... لا تتعرض للخذلان هذه المرة

فتحت الدفتر الذي بدى انه جديد تمامًا لم توضع به بقعة حبر واحدة

اخذت بالقلم بين يديها قبل ان تغلق عيناها لوهلة مهيئة نفسها لسكب كل شئ يدور بداخلها على تلك الاوراق

أنــا لـسـت بـخـيـر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن