39

4.6K 157 82
                                    

[ 4:37 ]

بخطوات بطيئة..أجّر نفسي بصعوبة
داخل أروقة المستشفى
متوجهين لرؤيته
بعد مرور شهرين من بعد آخر لقاء لنا بالمحكمة

توقف فارس عند نقطة معينة
وبطبيعة الحال كلنا توقفنا من بعده

أشر لنا على النافذة الزجاجية
اللي تظهره لنا مستلقي والأجهزة محاوطته من كل مكان
جسده شبه عاري إلا من بعض الشاش الأبيض
اللي مغطي جزء مو هيّن
وهذا يدل على كثرة الطعنات اللي توجهت له

حسيت بصدري يضيق أكثر
ماتوقعت لقائي فيه بعد كل هالمدة
بيكون من خلال حاجز..او عدة حواجز الحقيقة
النافذة اللي تتوسط الجدار مو الحاجز الوحيد

أيقظني من سرحاني بكاء أمي اللي تحاول تكتمه بصعوبة بالغة .. ويارا اللي ماقدرت تتحمل منظره
وصدت عنه وهي تجلس على أحدى الكراسي مغطيه وجهها وتبكي بحرقة

وعلى عكسي..ولا دمعة نزلت مني
وهذا أمر غريب عني

جات إحدى الممرضات وهي تحمل صندوق بحجم متوسط .. وتسلمه لفارس

تقدمت نحوه وانا أسأله عن محتوى الصندوق
فارس : أغراض أبوك اللي كانت معه بالمركز

مديت يدي وانا أخذها منه
آيار : فارس ممكن مفتاح سيارتك ؟
انا بنتظركم هناك ما أقدر اكمل هنا أكثر

هز راسه بتفهم وهو يسلمني المفتاح

وبخطوات سريعة جداً على عكس دخولي هنا
توجهت للخارج وانا أحاول أتمالك نفسي

دخلت للسيارة وانا أسحب أكبر قدر ممكن من الهواء داخل صدري وكأني كنت كاتمه نفَسي
طوال تواجدي هناك

بدأت بتأمل الصندوق اللي بحضني
مازلت متمسكة فيه بشدة
وكأني أخاف فقدانه او ضياعه

خففت من تمسك أصابعي فيه
واللي امتدت للغطاء تحاول الكشف عما بداخله
لكن سرت رعشة استوقفتني

مو عارفة السبب اللي يمنعني عن فتحه
لكني سرعان ما أجبرت نفسي تتوقف عن الهرَب
وفتحته ..
ماكان بداخله الكثير
نظارته الطبية واللي كانت تحمل كسر خفيف على طرفها
وبديهياً عرفت سبب الكسر
أكيد نتج عن مقاومته للشخص اللي هجم عليه

بدأت بالتفتيش بشكل عشوائي
وحصلت دفتر ملاحظات صغير..

بلعت ريقي بخفه
ايش محتواه يا ترى ؟

وقبل حتى أحاول أفتح أول صفحة
لمحتهم من بعيد متوجهين للسيارة

رجعت أغراضه للصندوق
لكني ولسبب ما أعرفه أيضًا تمسكت بالدفتر
وحطيته بشنطتي
وقفلت الصندوق تزامناً مع دخولهم للسيارة

 على مَهلِك .. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن