-2-البارت الثاني

2.7K 72 4
                                    

وقفت سدرا أمام مراية غرفتها تصفق شعرها بملل و عبوس و هي تتسائل عن أهله لم تراهم ولم تتعامل معهم ابداً نظرة لهاتفها الذي يرن لتجد "شذي"
امسكته و فتحت فوراً : زوزي انا متوترة
ردت شذي برفق : يا ابنتي هم اهله هياكلوكي انتي عبيطة ..هل انتي عبيطة..؟
ردت سدرا بغصة مريرة : لا بابا واحشني اوي و قلقانة عشان معرفهمش و لا طريقتهم وكدا
ابتسمت شذي بدعم : يا حبيبتي متقلقيش مش هيعملولك حاجة اكيد في ايه يا سيدو اهدي يا روحي
زفرت الاخري بضيق : حاضر ..
ف سألتها شذي بأهتمام : هم جايين امتي
ردت وهي تزم فمها: اعتقدت عيسي راح يستقبلهم
ردت بأبتسامة : طب وانت يا قمر قوم ظبط نفسك كدا عشان تبقي اخر شياكة
تأففت بضيق : هو انا رايحة فرح يا شذي
ردت بحنق : لا يا غبية بس دا مهم طبعاً
لوت فمها و هي تسألها : مهو لي بقا ..!
اردفت بذكاء : عشان تباني واثقة من نفسك كدا و storng و في نفس الوقت شيك و حلوة
ضحكت سدرا بقلة حيلة : storng ايه بس هو انا داخلة حرب
: اوف عليكي يا سدرا متناقشيش يا بنتي
اومات لها و هي تردف : حاضر هقفل بقا اشوف حاجة البسها

.....
بالأسفل وصلت سيارتين كبيرتين ترجلوا منها جميعاً و هم ينظرون باشتياق و شعروا بالالفة في المكان الذي هاجروه منذ مدة لعلاج الجدة  الذي اتي علي الجميع بصدمة شديدة ليقرروا دعمها بالانتقال معها و قرر عيسي أن يحمل عاتق العمل علي كتفه وحده و نوح يعمل بعض الأعمال من الخارج
ضمت كنزي نفسها لعيسي و هي تردف بسعادة : وحشتني اوي يا عيسي
ابتسم و هو يردد بصوت هادي و يضمها  : وانتي كمان يا كنوز
بينما نظرت له والدته بعتاب وهي تقترب منه  : عيسي
انحني و قبل يدها و هو يضمها ضمته و هي تردد : وحشتني اوي يا حبيبي اوي
رد بصدق و هو يبتسم بأشتياق  : وانتي اوي والله يا ماما
ربتت علي كتفه : كدا يا عيسي تزعلني منك كدا دا انا بقول دايماً انك الكبير
رد ناصف برفق و صبر : مش وقته احنا واقفين عند البوابة
نازج بحدة بسيطة : ولد مسلمش علي نينة ازاي
ارتفعت ضحكاته : دا انا سلمت عليكي في المطار اكتر ما كلمتك بس الجو كان زحمة
نوح بمزاح كطبعه الدائم   : هي نينة كدا ما انت عارفها
ربت عيسي علي كتفه : قولها بقي
ابتسمت نازج و هي تربت علي شعره كما كانت تحب أن تفعل دوماً
اردف ناصف و هو يدلف : مش يلا بقا ندخل
دلفوا جميعاً و جلسوا بالأسفل في الصالون وضعت لهم الخادمة مشروبات باردة
ف نظر الجميع بفضول لعيسي منتظرين أين عروس العائلة تلك التي تزوجته دون علمه
قبل أن يقطع عيسي فضولهم الذي قرأهم في عينيهم : هنادي اطلع لسدرا قوليلها تنزل
اومأت لها : حاضر يا عيسي بيه
..
طرقت هنادي عاي الباب تبعها اذن بالدلوف لتدلف و هي تردف : عيسي بيه وصل و كلهم وصلوا و بيقولك تنزلي
اومات و هي تنهض: اوكي
أمسكت هاتفها وضعته بجيب بنطلونها و وقفت امام المراية و هندمت خصلات شعرها التي تركت له العنان
فتحت باب غرفتها واتجهت للسلام و نزلت برفق شديد و هي تنظر الي الاسفل بفضول و توتر
وصلت الي الصالون الواسع بعد ان انهت الردهة و دلفت إليهم رفع الجميع رأسهم بفضول ذهول من منظرها الصغير
قي البداية توقعت والدته و الجميع غالباً أن تلك ستكون امراءة ذات شكل معين من تلك التي يعمل معهم لكن دلوف سدرا كانت غير متوقع توترت من نظرات الجميع وقفت بجانب عيسي الشخص الوحيد المألوف بالنسبة لها
ابتسمت نازج علي توترها  : بنت تعالي هنا
التصقت سدرا بخجل اكثر بعيسي و كان نازج لم تطلب عكس ذلك
امسك عيسي يد سدرا و ذهب بها الي جدته ملست نازج علي خصلاتها : ما شاء الله قمر
ردت سدرا بخجل : شكراً لحضرتك
اردفت نازج بحنان : قوليلي نينة زيهم يا سدرا
ثم ملست علي شعرها تدعمها : يلا روحي سلمة علي العائلة
اومأت لها واقتربت من يسرا التي مدت يدها و الاخري ربتت بها علي كتفها : اهلا يا سدرا
اومأت سدرا بخجل ثم تخطتها و وقف امام كنزي الذي اردفت بصوت هادئ: هاي سدرا انا كنزي اخت عيسي الصغيرة
ابتسمت لها بتوتر ثم وقفت امام ناصف الذي اردف : اهلا يا سدرا ..عايزاكي تعتبريني زي بابا بالظبط ..اتفقنا..؟
اومأت برقة : اتفقنا
واخيرا نوح الذي اردف بمرح : ازيك يا سدرا انا نوح اخو عيسي الأصغر
ابتسمت له ثم اردف عيسي : طب اطلعوا استريحوا اكيد تعبتوا من السفر
نهض الجميع و ذهب كل منهم الي غرفته تفاجئت كنزي أن سدرا تدلف لغرفة منفصلة ليست غرفة عيسي..
...
أمسكت سدرا هاتفها لتحادث صديقتها كما اتفقوا سابقاً
: ايوا يا زوزي
ردت شذي بتستؤل : ها عملتي ايه
ردت بصوت هادئ : عادي اتعرفت عليهم و اتكلمنا
سألتها بفضول : ها وبعدين اتعاملوا ازاي و عملتوا ايه
ردت سدرا بأرهاق : هنام و نتكلم في الجامعة بقا
..
جلست شهد بضجر من أسئلة ابنتها المتكررة الذي لم تكل و لن تمل من السؤال عن والدها و جدتها التي كانوا يدللونها بشدة
انتفضت من مكانها ما أن سمعت طرقات عالية علي الباب و متتالية
ركضت و نظرة من عين الباب لتجده أمامها هل يعقل بعد تلك الشهور ان يجدها خفق قلبها وهي ترجع بضهرها للخلف ما أن سمعت إطلاق  نار اتبعها فتح الباب و ظهور حامي بوجهه جامد واعين قاتمة امام المنزل
خرجت زينا ببكاء و خوف : مامي
ما أن رأت والدها تهلل اساريرها: بااابي
اخفي سلاحه خلف ضهره وانحني يحملها لتضمه بطفولة وتقبل وجنته : وحشتني اوي يا بابي اتاخرت علينا اووي
قبل رأسها و وجنتها بغصة ف هو قد يأس من ايجادها : وانتي وحشتيني يا قلب بابي
اردفت الصغيرة ببراءة  : انت وحشتني اوي و مامي قالت انك مسافر بس انت اتأخرت اوي
رفع نظره لتلك التي تنزوي علي الجانب وجسدها يرتعش بخوف من نظرته ثم عاد و نظر للصغيرة بحنان : ورجعت اهو يا بابي تعرفي بقا تدخلي تغيري علي نا مامي تلبس هي كمان
اومأت له بحماس و ركضت للداخل
نظر لشهد التي ارتعش جسدها : ادخلي غيري يلا
نظرت له و لم تتحرك ف تعالي صوته الذي جعلها تنتفض : قولة يلاااا ..و هتتحاسبي يا شهد وانتي عارفة حسابي كويس اوي اظن
هلعت نظرتها وهي تنظر له بخوف حامي مقدار دلاله وحبه لها الدائم... سيكون غضبه و سخطه الان عقابه  سيكون قاسي
أمسكت دموعها وهي تأخذ تلك الشنطة الصغيرة الموجود بها ملابس لها و لطفلتها بينما هو ابتسم بأتساع ما أن أتت زينا مهرولة له :
خلصت يا بابي
ابتسم بمشاكسة : طب وشعرك يا زينا
عبست بدلال : بابي انت عارف ان زينا بتحبه كدا صح ..بليز يا بابي
انحني و هو يضحك و يقبل وجنتها بقوة: اوكي
دندن و هو يحملها بتلك الجملة الذي يحب أن يدندنها دائما ً  : زينا زينا زينا زينة البنات زينا
خرجت شهد و هي تحمل الحقيبة و ترتدي طقم رقيق و تلم شعرها للخلف
...
صباحاً بغرفة سدرا انتهت من تصفيف خصلاتها ولمت كحكة عشوائيه للأعلي وتركت بعض الخصلات حول وجهها و ارتدت سلوبت ابيض و اسفله تشيريت
: سدرا هانم ..عيسي بيه بيقول لحضرتك ان الفطار. جهز ة الكل قاعد
اومات و هي تلتقط حقيبة يدها و هاتفها
في نفس الوقت كانت كنزي تخرج من غرفتها لم تلقي تحية حتة عقدت سدرا حاجبها بملل و نزلت
بينما علي السفرة ترأسها عيسي من اتجاه و ناصف من اتجاه و جلسوا الجميع علي الكراسي
اردفت يسرا : البنات لازم يتأخروا في نزولهم كدا دايماُ
ابتسم ناصف و هو يردف : سيبيهم يدلعوا يا يسرا
في الوقت نفسه نزلت سدرا و كنزي و وقفوا امام نفس الكرسي علي يسار عيسي
جلست سدرا بهدوء وصمت لتربع كنزي يدها ولم تجلس بعد ف هي كانت دائماً تجلس بجوار شقيقها الكبير
اردفت نازج باستغراب لتلك الذي لم تتحرك من مكانها : ايه يا كنوز واقفة لي
ردت كنزي بسخرية : أصلها قعدت علي الكرسي بتاعي
رفعت سدرا نظرها تلقائياً و كذلك الجميع
لترد يسرا برفق : خلاص يا كنزي تعالي هنا
زمة فمها بعناد : لا دا الكرسي بتاعي
نظرة سدرا وهي تعقد حاجبها : لا انا بقعد هنا علي طول اصلا
ردت كنزي بذات العناد: لا دا مكاني اصلاً قومي بقا لو سمحتي
نظرة سدرا لعيسي الذي لم يرفع عينه عن كوب قهوته و الإفطار و تصميم كنزي أن تجعلها تنهض اخجلها لأنها شعرت انه ليس منزلها حقاً و قوة حديث كنزي تدل علي ذلك نهضت وانحنت حملت حقيبتها من جانب قدمها لتغادر بوجهه مقتطب لتجلس كنزي مباشرةً
اردفت يسرا و هي تنهض وتقترب من سدرا  : رايحة فين يا سدرا
ردت و هي تستدير لتخرج : مش عايزة افطر خلاص
نظرة يسرا لكنزي تنهرها بنظرتها و هي تردد : ايه يا كنزي في ايه ..! تعالي يا سدرا لو سمحتي
اكملت سدرا سيرها لكن صوت عيسي القوي اوقفها : تعالي يا سدرا اقعدي مكانك وانتي يا كنزي مينفعش تقومي حد قعد خلاص
عضت علي شفتها بخجل ف حديثه محق هي استوعبت الان انها اخجلتها بطريقة حديثها ف نهض و جلست علي كرسي اخر عادت سدرا ولكن بعين ملتمعه بالدموع و غصة قوية جلست بصمت
ابتسمت يسرا برقة : خلاص يا سدرا يلا افطري بقا
وقعت عين كنزي علي علبة زبدة الفول السوداني الموضوع امام سدرا
: الله نوح ممكن تديني العلبة دي
كانت يد سدرا اسرع في التقاطها ف نظر ناصف لزوجته و تبادل الجميع النظرات
ف اردفت سدرا بحدة و الدموع بعينيها : دي بتاعتي انا
زمة كنزي فمها : كنت هاخد معلقة انتي يعني هتاكلي دي كلها
اومأت و هي تمنع نفسها من البكاء لاحظ الجميع ذلك ف نظرة نازج لكنزي بحدة
ف اردف نوح لتلطيف الجو : خلاص ليكم عندي علبتين مرة واحدة
لم تمضغ سدرا سةا لقمتين و نهضت نظر ناصف لها بتساؤل لطيف: رايحة فين كملي فطارك
ردت بصوت خفيض : رايحة الجامعة ..خلاص شبعت
حمحم عيسي بقوة ف عادت و مسكت كوب اللبن ابتسم ناصف ما أن خرجت
...
تعالت ضحكات يعقوب ما أن قص عيسي علي مسامعه ما حدث صباحاً
نظر عيسي له بأستهجان : انت بتضحك علي ايه ..
ابتلع يعقوب ضحكاته ما أن انهي عيسي جملته : اصل يعني اتخيلت الموقف
جلس عيسي علي كرسيه بالمكتب بصمت ف اردف يعقوب: عادي يا عيسي هم بس عشان ميعرفوش بعض
زفر بضيق شديد : اتمني يكون كدا بس مش اكتر لأن انت عارف طبعي
حك يعقوب أنفه مردداً : عايز اقولك حاجة
: قول
اردف بصوت متضايق : حامي وصل لشهد
رد عيسي ببرود: عارف
عقد حاجبه باستهجان : عرفت منين ...طب و مقولتش لي انت عارف حامي و دماغه لي ممنعتوش
رد بذات البرود : واحد و مراته هتدخل انا لي
: يا عيسي ما انت عارف دماغ حامي و عصبيته متهورة ازاي يعني مش هيعديها
: هتسافر شرم تقابل المستثمر بكرا
رد بضيق: اتهرب براحتك بس اشمعني انا اللي اسافر بقا ما نوح رجع و عندك حامي
رد بسخرية : نوح لسا راجع بليل و حامي ما انت عارف اللي فيها ..
اردف بتذمر : طب ما تروح انت  دا هو يوم يعني
رد عيسي و كأنه ام يسمعه اساساً : و متنساش تاخد ورق العقود معاك
نهض و هو يبرطم بكل شئ عن بردوه و لا مبالاته

في قبضة العيسيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن