كانت تبكي بصمت تستند برأسها علي زجاج السيارة التي يقودها و بالطبع كان للمقود الذي يضغط عليه بكل قوة نصيب من غضبه بينما عيناه كالجمر الملتهب
بعد مدة أوقف السيارة أمام منزل والدها نزل و انزل حقيبتها و دلف و هي خلفه ثواني و توقف الاسانسير أمام دور والدها و رن الجرس دلفوا للداخل
وقف والدها مصدوم من بكاء ابنتهم و ذلك المنظر ليبادر والدها : في ايه يا ابني
رد حامي بصوت جامد: بنتكم ورقتها هتوصلها
لم يدع باقي للحديث و هو يأخذ خطواته للخارج
بينما والدها تهوي علي الكرسي بصدمة
متسائل : في ايه ..ايه اللي جوزك بيقولوا دا
ردت شهد بأنهيار و بكاء: هيطلقني يا بابا هيطلقني
ضمها والدها و هو يتسأل : طب حصل ايه ..؟
لتزداد بكائها و صراخها: انا اللي غلطانة ..هياخد زينا و يطلقني
ربط علي كتفها و هو يطلب منها الهدوء و اخباره بما حدث ..
....
جلس علي الطعام هو و والدته و زينا الصغيرة كان السحور مر كالعلقم يبتلعه بصعوبة
اردفت رواية برجاء: روح هات مراتك يا ح..
ضرب الطربيزة بيده و هو يردد : لو سمحتي يا أمي مش عاوز كلام في الموضوع دا
لتنتفض الصغيرة بخوف : بابي
نظر لها و اغصب وجهه علي الابتسام : معلش يا حبيبتي بكلم نينة شوية
سألته ببراءة واهتمام : هي ماما هترجع امتي..!
رد بهدوء: يلا يا زوزو خلصي اكلك دلوقت عشان ننام و الصبح اقولك
نظرة له راوية بتوجس و قلق و لكنها فضلت الصمت تعرف ان ابنها مجروح
...
اردفت يسرا و هي تسألهم وهم يجلسون علي السحور : حد حابب يفطر حاجة معينة بكرا
لترد كنزي و سدرا في نفس الوقت
سدرا بحماس: ايوا نفسي في ورق عنب اوي و كمان شوربة كريمي بالفراخ
كنزي بذات الحماس: جمبري و شوربة سي فود
لترد يسرا بابتسامة : ماشي يا بنات نعمل يوم و يوم كدا
لتردف سدرا بسخرية : حد يفطر أسماك في رمضان انا راضية ذمتك بعني
لترد كنزي بتريقة : لا بياكلو محاشي يا حبيبتي
اومأت بعند و تأكيد: اها بياكلوا محاشي اصلاً أغلبية الاكل و العزومات في رمضان محاشي
لتبتسم كنزي بسخرية : ايوا ايوا امال ايه
لترقص سدرا حاجبها بأستفزاز : و عشان تبقي عارفة بقا بكرا هنفطر ورق عنب
استنكرت كنزي الكلام : لا والله ..! و اشمعني بقا احنا قولنا قي وقت واحد
رفعت سدرا كتفها بملل : مبحبش اكل أسماك في رمضان
رد نوح بتذمر : بس بقا هناكل مكرونة بكرا كدا حلو..!
:ملكش دعوة انت
:ملكش دعوة انت
رددوها في صوت واحد لينظر الجميع و يضحكون
نظرة يسرا مردفة : بكرا هنفطر ورق عنب وبعده أسماك
لتصفق سدرا بأنتصار لتتأفف كنزي بعبوس
و قبل أن تنطق اردف حامي : بس بقا ... نوح يعقوب عايزنا نروح المكان بتاعه بكرا نقضي يوم هناك هنفطر و نروح
اوما له مردد : تمام..المكان دا في رمضان تحفه
نظرة سدرا برجاء لعيسي : هاجي معاك..
نفي و هو يردف بين اسنانه : كلي يا سدرا
تركت الطعام و هي تنظر له و تردد بعبوس و حزن : بالله عليك دا انا تعبانة بقالي كام يوم و مش بخرج مش حرام كدا
ضحك ناصف و هو يردد : معلش يا عيسي خدها فسحها
لتعلق كنزي بعبوس : وانا كمان اشمعني سدرا ما انا كمان مبخرجش
عادت و رقصت حاجبها بذات الطريقة : زوجي يا حبيبتي زووجي انتي هتكوني عزوول
نظر لها عيسي بطرف عينيه : بس انتي و هي
نظرة كنزي بحزن لتنظر لها سدرا و هي تردد : خلاص بهزر هفكى واقنع عيسي ياخدك معانا
لتضحك يسرا مرددة: خلاص قررتي يا سدرا يعني أنك رايحة ..اومأت لها بضحك و ثقة و هي تنظر لعيسي
اومأ لها و هو يردف : ماشي بس مش عايز صوت بقا
نظروا سدرا و كنزي لبعض بسعادة
...
بعد السحور صعد الجميع لغرفهم ليناموا
صعدت علس السرير بملل جلست و وجدته يتمدد نظرة له : عيسي
: ايه..
سألته و هي تجلس علي السرير : هتنام
: اها..عايزة حاجة
ردد بضيق : ابداً كنت زهقانة ..هو ينفع تقعد معايا شوية
نظر لها باستغراب وهو يتسأل : ليه..!
اردفت بتذمر و ضيق : خلاص براحتك انا بس كنت زهقانة و قولة تقعد معايا شوية
بالرغم من انه لديه عمل صباحاً و لكن علاقته بها تحسنت عن الاول بكثير لذلك سيكمل سيره في ذلك الطريق
قرص وجنتها و هو ينهض : طب خلاص قومت اهو
نظرة بحماس و هي تردف : تيجي نلعب
: ممم ، نلعب ايه
وضعت اصبعها علي وجنتها بتفكير : في لعب كتير عندي اكس اووه العلبة دي جوا و عندي لعبة كدا اونو بس بتتلعب بأكتر من واحد ..استني ايه رأيك نلعب صراحة و جراءة
اوما لها و هو يردد : هنلعبها ازاي دي..!
نظرة له و هي تردف : انا أسألك مرة وانت مرة هبدا انا
اوما لها
: صراحة و لا جراءة
: الاتنين لو ينفع
ضيقت عيناها بمكر : مممم...عمرك شيلة مواد في الجامعة قبل كدا
نفي و هو يردد: لا خالص...انتي بقا صراحة و لا جراءة
رفعت كتفها مرددة : صراحة
زم فمه واخذ نفس عميق و هو يردف بتساؤل : زعلانة مني..؟
عقدت حاجبها بتساؤل : لي
دلق عنقه و هو يردد بجدية : من يوم ما ضربتك..؟
نفت بصدق حقيقي : لا مش زعلانة منك انا عارفة انه كان غصب عنك و انا غلطت الاول
رد بنفي و صدق : ولو كدا برضوا مكنش ينفع اضربك كدا كان في اكتر من طريقة بدل اللي عملتوا وقتها
اردفت بمشاكسة : دا انت قلبك اسود اوي
ربت علي خصلاتها لتردف : يلا نكمل بقا انت كينج دراما في نفسك اوي
ضحك بكل قوته : بطلي لماضة...بس انا مش عايزك تبقي زعلانة و اعرفي ان وقتها من خوفي عليكي عملت كدا
اومأت له بأبتسامة قبل أن يردد : يلا بقا عشان ننام
اومأت له و تمددت بجانبه
...
كان يجلس بكل وقار علي مكتبه نظر بهاتفه الذي يرن ليجد اسمها
: الو..
ردت بصوت هادئ : الو ...كنت عايزة اقولك حاجة
سألها بقلق : في حاجة يا سدرا و لا ايه
نفت بسرعة و هي تردد : لا..هاتلي حاجة حلوة معاك..
ابتسم عليها و هو يردد : بس كدا..! عيني يا ستي عايزة ايه
ابتسمت بأتساع : عايزة شوكلاتة Nutella و عايزة شيبسى pringles الكبيرة و عايزة ايس كريم كبيرة اوي
اوما لها بحنان : حاضر ...
: عيسي
: نعم عاوزة حاجة تاني
اومأت مرددة : مارشيملو كمان وتكون علبة كبيرة ...
رد برقة : ماشي يا سيدو يلا بقا عشان عندي شغل
اومأت و هي تردد : بااي
: بااي
....
أعطاها الكيس الورقي الممتلئ بالحلوي لتجد انواع اخري كثيرة لم تطلبها
ضمت الكيس بسعادة : الله دا كتيير اوي.. هفتحه بعد الفطار
بينما هو ابتسم لها
....
نزلوا من السيارة في ذلك المكان أجمل ما يقال تحفة مزين بخيم رمضانية و ممتلئ بالطربيزات الذي امتلئت بالمفارش الرمضانية وانوار مبهجة و ركن به قعدة عربية
صفقت سدرا بحماس : الله حلو اوي المكان دا
عضت كنزي هلي شفتها بخجل و هي تتذكر انها أعطت الموافقة صباحاً و قد أبلغ عيسي يعقوب
ضحكت سدرا و هي تتعلق بيد عيسي الذي ابتسم لها
رحب يعقوب بهم و هو يخرج يستقبلهم : المكان كله نور والله
رد عيسي بغلاظة : ما اكيد طبعاً كفاية انه انا هنا
نوح بضحكة : مغرور طول عمرك
ضحك يعقوب و هو يردد : حقك يا عم
: ازيكم عاملين ايه
رددت سدرا برقة : الحمدلله
و نظرة كنزي بخجل تلك المرة : الحمدلله كويسة
رد و هو ينظر لها : اتفضلوا ..اهها
تأوه من ضربة عيسي علي ضهره مردد : يلا يا حبيبي ندخل
رد بين أسنانه : حاضر اتفضلوا يلا ..تعالوا الطربيزة دي محضرهالنا
اجتمعوا حول الطربيزة و جلسوا و كان الوقت يمر بسرعة اردف يعقوب بتساؤل : تاكلوا ايه حلو بقا
نظر عيسي مردد : انا عايز قهوة سادة مش عارف الصداع دا ايه دلوقت
: انتوا لازم تاكلوا حلو من اللي هنا
نظرة سدرا بعينيها لعيسي اوما لها برأسه أن تطلب ما تشاء
ليردف يعقوب بمرح : هنا بقا في كنافة بالمانجا و كنافة Nutella و في حلويات اكيد مش احسن منكم
نغزه عيسي بعينه ليتعالي ضحكهم
طلب لهم من كل ما هو شهي و امتلئت الطربيزة بالحلوي الرمضانية من كنافة و قطايف و مشروبات و هو يرحب بهم بكل جهدن
دلف حامي و في يده زينا جلس بجانب عيسي و يعقوب
ليردد يعقوب : مالك قالب خلقتك لي
لينظر له بجمود و صمت استشعروا أن هناك امر هام جداً نهض عيسي و هو يردد : تعالي نقعد علي الطربيزة دي
شاور لهم بعينهم لزينا المنكمشة به ليردد يعقوب بمشاكسها : ايه يا زوزو مالك
نظرة له ببراءة ليردف عيسي : سدرا ..كنزي..اهتموا بزينا و لاعبوها و متضايقوهاش
ابتسمت سدرا و هي تحملها و تجلسها علي قدمها : بتعرفي تلعبي ايه بقا
نظرة لهم و هي تردد بخجل : مش عارفة
لتقترح كنزي بابتسامة : كلي يا روحي من الكنافة دي و بعدين نقوم نلعب سوا
اومات لهم و اندمجت معهم
...
جلس عيسي و يعقوب و نوح و حامي جانباً
نظر عيسي و يعقوب بصمت لحامي الذي انهي ما في صدره بثقل و جلس ليبدأ عيسي في الحديث قائلاً : مكنش ينفع تمشيها
اغتاظ حامي و زاد غضبه و هو يردد : انت مش مكاني عشان تقول كدا انت لو مكاني مش هتقول كدا
ليردف يعقوب : عيسي معاه حق يا حامي انت كدا اهنتها لما مشيتها بالطريقة دي
ابتسم بسخرية و هو يردد : و هي مأهنتش رجولتي لما خانت ثقتي و خلتني مغفل
رد حامي بهدوء : انت عارف ان شغلك خطير و هي طلبت تسيبه عشان تريحها
نظر له بسخرية: انت مش شايف انكم مزودينها انهي راجل في الدنيا يسيب شغله في الجيش عشان حبة خوف
ليردف يعقوب : محدش بيعرف يعيش مع الخوف ...الخوف هيمنعك عن الدنيا
اكد عيسي حديثه : هو كل شئ مكتوب بس انا فاهم قصد شهد بسبب موت والد سدرا كنت بعدت عنها و هي في البيت مش تمشيها كدا
نفت برأسها وهو يضع يده يين رأسه و يردد : مقدرتش مقدرتش مقدرتش..افهموا محدش مكاني
نظروا له بصمت وتركوا يخرج كل ما في قلبه و ما يثقله
...
![](https://img.wattpad.com/cover/348910698-288-k680820.jpg)
أنت تقرأ
في قبضة العيسي
Mystery / Thrillerهو "عيسي" رجل قومي صارم حازم فارغ الطول يهابه الجميع عيناه مثل عين الصقر كلمته لا تكرر..كبير المنطقة السكانية الراقيه التي يعيش يه تجمع كبير يمتلك نصف ممتلكاته لذلك يصنف من مالكينها و كلمته هي الأساس تزوج نمتلك الجميلة الصغيرة بطلب من والدها الذي ك...