-15-البارت الخامس عشر

2.2K 58 20
                                    

كانت تبكي بصمت تستند برأسها علي زجاج السيارة التي يقودها و بالطبع كان للمقود الذي يضغط عليه بكل قوة نصيب من غضبه بينما عيناه كالجمر الملتهب
بعد مدة أوقف السيارة أمام منزل والدها نزل و انزل حقيبتها و دلف و هي خلفه ثواني و توقف الاسانسير أمام دور والدها و رن الجرس دلفوا للداخل
وقف والدها مصدوم من بكاء ابنتهم و ذلك المنظر ليبادر والدها : في ايه يا ابني
رد حامي بصوت جامد: بنتكم ورقتها هتوصلها
لم يدع باقي للحديث و هو يأخذ خطواته للخارج
بينما والدها تهوي علي الكرسي بصدمة
متسائل : في ايه ..ايه اللي جوزك بيقولوا دا
ردت شهد بأنهيار و بكاء: هيطلقني يا بابا هيطلقني
ضمها والدها و هو يتسأل : طب حصل ايه ..؟
لتزداد بكائها و صراخها: انا اللي غلطانة ..هياخد زينا و يطلقني
ربط علي كتفها و هو يطلب منها الهدوء و اخباره بما حدث ..
....
جلس علي الطعام هو و والدته و زينا الصغيرة كان السحور مر كالعلقم يبتلعه بصعوبة
اردفت رواية برجاء: روح هات مراتك يا ح..
ضرب الطربيزة بيده و هو يردد : لو سمحتي يا أمي مش عاوز كلام في الموضوع دا
لتنتفض الصغيرة بخوف : بابي
نظر لها و اغصب وجهه علي الابتسام : معلش يا حبيبتي بكلم نينة شوية
سألته ببراءة واهتمام : هي ماما هترجع امتي..!
رد بهدوء: يلا يا زوزو خلصي اكلك دلوقت عشان ننام و الصبح اقولك
نظرة له راوية بتوجس و قلق و لكنها فضلت الصمت تعرف ان ابنها مجروح
...
اردفت يسرا و هي تسألهم وهم يجلسون علي السحور : حد حابب يفطر حاجة معينة بكرا
لترد كنزي و سدرا في نفس الوقت
سدرا بحماس: ايوا نفسي في ورق عنب اوي و كمان شوربة كريمي بالفراخ
كنزي بذات الحماس: جمبري و شوربة سي فود
لترد يسرا بابتسامة : ماشي يا بنات نعمل يوم و يوم كدا
لتردف سدرا بسخرية : حد يفطر أسماك في رمضان انا راضية ذمتك بعني
لترد كنزي بتريقة : لا بياكلو محاشي يا حبيبتي
اومأت بعند و تأكيد: اها بياكلوا محاشي اصلاً أغلبية الاكل و العزومات في رمضان محاشي
لتبتسم كنزي بسخرية : ايوا ايوا امال ايه
لترقص سدرا حاجبها بأستفزاز : و عشان تبقي عارفة بقا بكرا هنفطر ورق عنب
استنكرت كنزي الكلام : لا والله ..! و اشمعني بقا احنا قولنا قي وقت واحد
رفعت سدرا كتفها بملل : مبحبش اكل أسماك في رمضان
رد نوح بتذمر : بس بقا هناكل مكرونة بكرا كدا حلو..!
:ملكش دعوة انت
:ملكش دعوة انت
رددوها في صوت واحد لينظر الجميع و يضحكون
نظرة يسرا مردفة : بكرا هنفطر ورق عنب وبعده أسماك
لتصفق سدرا بأنتصار لتتأفف كنزي بعبوس
و قبل أن تنطق اردف حامي : بس بقا ... نوح يعقوب عايزنا نروح المكان بتاعه بكرا نقضي يوم هناك هنفطر و نروح
اوما له مردد : تمام..المكان دا في رمضان تحفه
نظرة سدرا برجاء لعيسي : هاجي معاك..
نفي و هو يردف بين اسنانه : كلي يا سدرا
تركت الطعام و هي تنظر له و تردد بعبوس و حزن : بالله عليك دا انا تعبانة بقالي كام يوم و مش بخرج مش حرام كدا
ضحك ناصف و هو يردد : معلش يا عيسي خدها فسحها
لتعلق كنزي بعبوس : وانا كمان اشمعني سدرا ما انا كمان مبخرجش
عادت و رقصت حاجبها بذات الطريقة : زوجي يا حبيبتي زووجي انتي هتكوني عزوول
نظر لها عيسي بطرف عينيه : بس انتي و هي
نظرة كنزي بحزن لتنظر لها سدرا و هي تردد : خلاص بهزر هفكى واقنع عيسي ياخدك معانا
لتضحك يسرا مرددة: خلاص قررتي يا سدرا يعني أنك رايحة ..اومأت لها بضحك و ثقة و هي تنظر لعيسي
اومأ لها و هو يردف : ماشي بس مش عايز صوت بقا
نظروا سدرا و كنزي لبعض بسعادة
...
بعد السحور صعد الجميع لغرفهم ليناموا
صعدت علس السرير بملل جلست و وجدته يتمدد نظرة له : عيسي
: ايه..
سألته و هي تجلس علي السرير : هتنام
: اها..عايزة حاجة
ردد بضيق : ابداً كنت زهقانة ..هو ينفع تقعد معايا شوية
نظر لها باستغراب وهو يتسأل : ليه..!
اردفت بتذمر و ضيق : خلاص براحتك انا بس كنت زهقانة و قولة تقعد معايا شوية
بالرغم من انه لديه عمل صباحاً و لكن علاقته بها تحسنت عن الاول بكثير لذلك سيكمل سيره في ذلك الطريق
قرص وجنتها و هو ينهض : طب خلاص قومت اهو
نظرة بحماس و هي تردف : تيجي نلعب
: ممم ، نلعب ايه
وضعت اصبعها علي وجنتها بتفكير : في لعب كتير عندي اكس اووه العلبة دي جوا و عندي لعبة كدا اونو بس بتتلعب بأكتر من واحد ..استني ايه رأيك نلعب صراحة و جراءة
اوما لها و هو يردد : هنلعبها ازاي دي..!
نظرة له و هي تردف : انا أسألك مرة وانت مرة هبدا انا
اوما لها
: صراحة و لا جراءة
: الاتنين لو ينفع
ضيقت عيناها بمكر : مممم...عمرك شيلة مواد في الجامعة قبل كدا
نفي و هو يردد: لا خالص...انتي بقا صراحة و لا جراءة
رفعت كتفها مرددة : صراحة
زم فمه واخذ نفس عميق و هو يردف بتساؤل : زعلانة مني..؟
عقدت حاجبها بتساؤل : لي
دلق عنقه و هو يردد بجدية : من يوم ما ضربتك..؟
نفت بصدق حقيقي : لا مش زعلانة منك انا عارفة انه كان غصب عنك و انا غلطت الاول
رد بنفي و صدق : ولو كدا برضوا مكنش ينفع اضربك كدا كان في اكتر من طريقة بدل اللي عملتوا وقتها
اردفت بمشاكسة : دا انت قلبك اسود اوي
ربت علي خصلاتها لتردف : يلا نكمل بقا انت كينج دراما في نفسك اوي
ضحك بكل قوته : بطلي لماضة...بس انا مش عايزك تبقي زعلانة و اعرفي ان وقتها من خوفي عليكي عملت كدا
اومأت له بأبتسامة قبل أن يردد : يلا بقا عشان ننام
اومأت له و تمددت بجانبه
...
كان يجلس بكل وقار علي مكتبه نظر بهاتفه الذي يرن ليجد اسمها
: الو..
ردت بصوت هادئ : الو ...كنت عايزة اقولك حاجة
سألها بقلق : في حاجة يا سدرا و لا ايه
نفت بسرعة و هي تردد : لا..هاتلي حاجة حلوة معاك..
ابتسم عليها و هو يردد : بس كدا..! عيني يا ستي عايزة ايه
ابتسمت بأتساع : عايزة شوكلاتة Nutella و عايزة شيبسى pringles الكبيرة و عايزة ايس كريم كبيرة اوي
اوما لها بحنان : حاضر ...
: عيسي
: نعم عاوزة حاجة تاني
اومأت مرددة : مارشيملو كمان وتكون علبة كبيرة ...
رد برقة : ماشي يا سيدو يلا بقا عشان عندي شغل
اومأت و هي تردد : بااي
: بااي
....
أعطاها الكيس الورقي الممتلئ بالحلوي لتجد انواع اخري كثيرة لم تطلبها
ضمت الكيس بسعادة : الله دا كتيير اوي.. هفتحه بعد الفطار
بينما هو ابتسم لها
....
نزلوا من السيارة في ذلك المكان أجمل ما يقال تحفة مزين بخيم رمضانية و ممتلئ بالطربيزات الذي امتلئت بالمفارش الرمضانية وانوار مبهجة و ركن به قعدة عربية
صفقت سدرا بحماس : الله حلو اوي المكان دا
عضت كنزي هلي شفتها بخجل و هي تتذكر انها أعطت الموافقة صباحاً و قد أبلغ عيسي يعقوب
ضحكت سدرا و هي تتعلق بيد عيسي الذي ابتسم لها
رحب يعقوب بهم و هو يخرج يستقبلهم : المكان كله نور والله
رد عيسي بغلاظة : ما اكيد طبعاً كفاية انه انا هنا
نوح بضحكة : مغرور طول عمرك
ضحك يعقوب و هو يردد : حقك يا عم
: ازيكم عاملين ايه
رددت سدرا برقة : الحمدلله
و نظرة كنزي بخجل تلك المرة : الحمدلله كويسة
رد و هو ينظر لها : اتفضلوا ..اهها
تأوه من ضربة عيسي علي ضهره مردد : يلا يا حبيبي ندخل
رد بين أسنانه : حاضر اتفضلوا يلا ..تعالوا الطربيزة دي محضرهالنا
اجتمعوا حول الطربيزة و جلسوا و كان الوقت يمر بسرعة اردف يعقوب بتساؤل : تاكلوا ايه حلو بقا
نظر عيسي مردد : انا عايز قهوة سادة مش عارف الصداع دا ايه دلوقت
: انتوا لازم تاكلوا حلو من اللي هنا
نظرة سدرا بعينيها لعيسي اوما لها برأسه أن تطلب ما تشاء
ليردف يعقوب بمرح : هنا بقا في كنافة بالمانجا و كنافة Nutella و في حلويات اكيد مش احسن منكم
نغزه عيسي بعينه ليتعالي ضحكهم
طلب لهم من كل ما هو شهي و امتلئت الطربيزة بالحلوي الرمضانية من كنافة و قطايف و مشروبات و هو يرحب بهم بكل جهدن
دلف حامي و في يده زينا جلس بجانب عيسي و يعقوب
ليردد يعقوب : مالك قالب خلقتك لي
لينظر له بجمود و صمت استشعروا أن هناك امر هام جداً نهض عيسي و هو يردد : تعالي نقعد علي الطربيزة دي
شاور لهم بعينهم لزينا المنكمشة به ليردد يعقوب بمشاكسها : ايه يا زوزو مالك
نظرة له ببراءة ليردف عيسي : سدرا ..كنزي..اهتموا بزينا و لاعبوها و متضايقوهاش
ابتسمت سدرا و هي تحملها و تجلسها علي قدمها : بتعرفي تلعبي ايه بقا
نظرة لهم و هي تردد بخجل : مش عارفة
لتقترح كنزي بابتسامة : كلي يا روحي من الكنافة دي و بعدين نقوم نلعب سوا
اومات لهم و اندمجت معهم
...
جلس عيسي و يعقوب و نوح و حامي جانباً
نظر عيسي و يعقوب بصمت لحامي الذي انهي ما في صدره بثقل و جلس ليبدأ عيسي في الحديث قائلاً : مكنش ينفع تمشيها
اغتاظ حامي و زاد غضبه و هو يردد : انت مش مكاني عشان تقول كدا انت لو مكاني مش هتقول كدا
ليردف يعقوب : عيسي معاه حق يا حامي انت كدا اهنتها لما مشيتها بالطريقة دي
ابتسم بسخرية و هو يردد : و هي مأهنتش رجولتي لما خانت ثقتي و خلتني مغفل
رد حامي بهدوء : انت عارف ان شغلك خطير و هي طلبت تسيبه عشان تريحها
نظر له بسخرية: انت مش شايف انكم مزودينها انهي راجل في الدنيا يسيب شغله في الجيش عشان حبة خوف
ليردف يعقوب : محدش بيعرف يعيش مع الخوف ...الخوف هيمنعك عن الدنيا
اكد عيسي حديثه : هو كل شئ مكتوب بس انا فاهم قصد شهد بسبب موت والد سدرا كنت بعدت عنها و هي في البيت مش تمشيها كدا
نفت برأسها وهو يضع يده يين رأسه و يردد : مقدرتش مقدرتش مقدرتش..افهموا محدش مكاني
نظروا له بصمت وتركوا يخرج كل ما في قلبه و ما يثقله
...

في قبضة العيسيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن