First

2 1 1
                                    


Criminal of love

‎1 عودة نوفمبر -
‎1998 الواحد من نوفمبر حركتُ قدماي بكسل على فراشي ، أسمع نداء أمي لي ولكني أتجاهله عمداً ، فأنا أملك مزاج صباحي عكِر في بعض الأحيانتوجهت للحمام أغتسل وأفرش أسناني ثم ركضت بعجل نحو المطبخ لن أقول أن هذا اليوم كَباقي الأيام ، هذا اليوم مُميز للغاية ، فاليوم هو يوم الحَصاد حيث سَيخرج جميع أهالي القرية لمزارعهم ويقومون بحَصاد جميع ما تعِبوا عليه وزرعوه خلال هذه السنة فاليوم هو الواحد مِن نوفمبر ، أي بداية الخريف لنبدأ بحرث الأرض وزرع محاصيل جديدة "صباح الخير " لحنتها بسعادة لا أستطيع كبتها ، نقلت بصري في أرجاء المطبخ أبحث عن هيئة مُعينة شعرت بالحُب يتضخم بأرجاء جسدي والبهجة عضت بنواجزها على قلبي حالما أصتادته عيناي ، ولطالما طرحت هذا السؤال في كُل حين أراه فيههل يا ترى النظر قد يقتل أحدهم في يوم ما؟! ، فلطالما شعرت بروحي تتصاعد مِن بدني كُلما رأيته أو لمحت جزء مِنه ، أو حتى سمِعت نبرة صوته العميق الذي ينبث من أعماق حلقهفأنا إن لم تقتلني هيبته ، فحتماً صوته سَيفعل.أحب أخي ولست خجل مِن قول هذا ، فمنذ أن شبيت على هذه الأرض وأخي هو كُل ما حولي ، كَان والداي مَشغولان دوماً بالمزرعة ويقضيان طوال وقتهما هنالكحيث يخرجان مُنذ الصباح البَاكر ولا يأتيان إلا في المساء أخي كَان بمثابة الأم والأب لي ، يقضي جُل الوقت معي ، ويدافع عني عِندما يقوم أحد فتيان القرية بالتعرض لي هو تعارك مع الكثير من الأشخاص لأجلي ، يحمل عصاه ويسير برجولية مُتفجرة لا يهاب أحد حتى أنه لم يتردد بضرب إبن كبير القرية الذي لا يستطيع أحد التعرض له مُطلقاً ، وذلك عِندما أتيته في ذاك اليوم مليء بالخدوش في وجهي وقدمايهو أخذ عصاه التي يتميز بها ركض بأقصى سُرعة وقام بإِبراح الفتى ضرباً أمام أبيه وأمام الجميع دون أي ذرة خوف أو جُبن ، وبعد أن ضربه سار مُبتعداً ولم يتجرأ أي أحد على التعرض له أو إيقافهأخي هو أكثر الأشخاص شهامة ورجولية ، وسيم ، طويل ، كتفاه عريضان أعينه رغم ضيقها وأسعه يحمل بها نظرته الحادة والمُتعالية ، أحاديثه مرتبة ومُتناسقةيملك الكثير مِن المُميزات التي تجعلني أحبه أكثر وأكثر ، لا أعلم كيف يكون الكَمال ولكن أخي قد تخطاه بالفعل وبكل تلك المِثالية والشهامة أنا لا أستطيع أن لا أقع بحُبه ، حاولت مِراراً التصدي لمشاعري هذه ولكن ليس لدي أي حِيلة سِوى أن أعشقه وأهيم به كالمجنون وأظن أن هذا الحُب مُقدر لي ، لأني كُلما حاولت أن أصحو من حلمي بأخي أجد أني أغرق به أكثر ، لذا أنا توقفت عن محاولاتي بعدم حبي لأخي مُنذ أول ثلاثة محاولات خوفاً ، لأن محاولاتي تأتي بنتائج عكسية تامة لذا أنا أُؤمن بأنه مقدر لي أن أحُب أخي ، هذا هو قدري منذ أن ولدت ، أنا ولدت لأحُب وأهيم بأخيحتى أن أمي أخبرتني أن أول شيء قد نطقته هو إسمه "تشانيول" همست بخفة أقترب لأجلس بالقرب منه فجميع من بالمنزل يعلم أن مكاني هو بقرب المكان الذي يجلس عليه تشانيول "صباح الخير " قلتها بينما لم أستطيع إخفاء إبتسامتي السعيدةتنهدت بخيبة عِندما أومأَ لي كرد شحيح ، أردت أن أسمع صوته ولكن يبدو أنه لن يتحدث فهو غاضب كما بدى لي تشانيول تخرج مِن الثانوية بمعدل عالي وكان قد غادر مُنذ ثلاثة أشهر إلى المدينة لأجل أن يلتحق بالجامعة ولكن أبي قد إستعصت عليه تكاليف الجامعة وقبل أسبوع أرسل لأخي أن يأتي ويعمل معه في المزرعة وأن يترك موضوع الجامعة أتي تشانيول مُنذ ثلاثة أيام لذا أنا لا أستطيع كبت فرحتي وسعادتي الواضحة للغاية بقدومه مجدداً ، ورغم أنه كان متجهم وغاضب طوال الوقت لأنه يريد الجامعة ولكني لازلت لا أكترث لغضبه هو مع الوقت سينسى ويستسلم فتشانيول ليس من النوع العنيد للغاية "بيكهيون هيا إذهب وأيقظ أختك هيرا" أمرتني أمي لأتنهد بضجر ، لا أريد أن أقطع فقرة تأملي السرية لأخي "قد فعلت " كذبت ثم رجعت أحدق بطرف عيني لتشانيول الذي يشرب الشاي بصمت تام وأنا أُخمن أنه قد تشاجر مع أبي فهكذا يتصرف كلما تشجار مع أبي أو أمي أو أي أحد ، هو فقط سيصمت بينما يرسم تعابير حادة ومُتجهمة على وجهه ويا إللهي كم أحُبه وهو غاضب ، حتى أحياناً أحاول أن أصنع بعد المكائد بينه وبين أختى حتى أراه وهو غاضب ، وأيضاً حتى تتسنى لي فرصة الاحتكاك به مدعياً أني أحاول أن أفصل بينهمالستُ أناني ولستُ مُتحرش ، أنا لستُ مريض إن كان هذا ما يدور في عقلك مُنذ البداية ، هل تعلم ما أنا ؟! أنا عاشق.وليس كل أحد يستطيع أن يفهم ما معنى هذه الكلمة ، وأن يتأملها بالشكل المطلوب فرداء العشق لن تستطيع أن ترتديه إلا عندما تتجرد من قِناع إنسانيتك ، وأنت وقتها لن تكون ضمن التصنيف البشري ولا الحيواني ، أنت ستكون عاشق فقطلذا سأقولها برضى تام ، أنا عاشق.ولن أخجل مِن أي تصرف قد نتج مني أو قد أقوم به بالمستقبل ، لأني لن أتوقف عند هذا الحد ، وأعلم وأدرك جيداً أنه سيأتي يوم وأصارح به أخي بحبي الجنوني له ورغم أني أخطط لهذا اليوم مُنذ أول يوم أدركت فيها حُبي لأخي ، ولكني لم أستعد له أبداً ليس لأني جبان ، ولكني أناني به وإذا أخبرته ربما سينفر أو يهرب مني ، وأنا اكثر أنانية من أني لا أريد أن أشتاق له إطلاقاً"هيا أخي تعلم أنه يوم مُميز لا شيء قد يدعوا للغضب ، لا تهتم لأبي وحاول أن تستمتع " همست له عندما خرجت أمي من المطبخ ولم يبقى سِوانا وأبي ممرت أناملي على طول زراعه وتوقفت عند كفه لأمسكه بينما لم أبعد عيناي عن وجهه المرتسمة عليه ملامح الغضب"ما رأيك أن نذهب لحقل السُكر ونترك لهم حصاد المحاصيل الصعبة والشاقة " همست له بطريقة شقية وقد بدأ وجهه ينفرد وبدأت تلك الابتسامة الحلوة بالنمو على ثغره ويا إللهي كم نفسي الضعيفة الأن تتلوى لأجل قبلة صغيرة من هذا الجوف الرجولي ، وأستطيع أن أجزم أن جميع ملذات الكون تختبىء هنالك بالداخل وكم أود حشر لساني وسحبها وتجرعها وإكتشاف سِر حلاوة إبتسامته أريد أيضاً أن أعلم كيف الكلمات العادية تستطيع أن تخرج كالتراتيل المُقدسة من فمه؟!كثيراً ما سمعت صوته وهو ينده إسمي ، وأجل لو إستطعت سَأقبل تِلك النبرة العميقة كم أود أن أثمل من فمه "ألازلت تدعوه بحقل السُكر؟ " سئل وقد أومأت له وسط ضحكاتي "أنت الذي أسميته " أجبته ليقهقه ويبدو أنه تذكر تلك الأيام اللطيفة "كنت أكذب عليك فحسب " هز أكتافه يعترف بذنبه "وأنا أصدقك دوماً " قلت أظهر له ثقتي العمياء به "أنت أحمق " قال ثم ضحك عندما عبست "إذاً هل قبلت عرضي ؟" سألت بحماس أدعي بداخلي أن يرضى فهو خارج القرية مُنذ ثلاثة شهور وأنا حقاً مشتاق له "ولكن دعنا نتسلل بهدوء فإن عَلموا سنكون بمأزق وبالأخص هيرا " قرب وجهه مني وهمس لي وشعرت حينها بأني أحلق فوق الغيوم أقطف النجوم من جزع السَّماء وأزرع أخرى جديدة "تِلك الحمقاء من يأبه لها ، أستطيع أن أضربها وهي فقط ستبكي " قلت ليضحك ويوميء موافقاً إياي الحديث "حسناً فقط دعنا نذهب خِلسة " قال لأتحرك بسعادة لأنها قد وأفق على الذهاب معي وبمفردنا "هل أعدت أمي لك الشاي " قلت بعبوس غير راضي بأن أمي أعدت له الشاي فدوماً ما يعد له الشاي أنا لأنه يقول أن الشاي خاصتي ألذ بكثير من أي شاي أخر قد تذوقهوأنا لا أمانع أن أستيقظ عِند الرابعة صباحاً لأصنع له الشاي وأرجع لأخلد للنوم ، فقط أنا أريد أن يلاحظني بأي طريقة ركيكة كانت ، ولربما يوماً ما سيبتسم لي الحظ وينظر لي أخي كما أنظر
‎له ."هو كاذب لعين ، اقسم لك أنه لم يوقظني " دخلت هيرا بصخب غاضب وخلفها أمي التي تؤنبها بتأخرها في النوم كعادتها "أيها اللعين الكاذب " زمجرت في وجهي كالكلب لأقلب عيناي بضجر ، هي لا تمل من الشجار مع هذا وذاك هي حتى لا تمانع أن تتشاجر مع حيوانات الحظيرة"قد أيقظتك ولكن نومك ثقيل " قلت أُلفق كذبتي ببرود لتشهق هي بصدمة مُبالغ بها كما أرى"حسناً لا يهم ، هيا أجلسي فأمامنا يوم طويل " تحدث أمي لتجلس هيرا بعبوس بدئنا بتناول طعامنا وقد تأكدت أولاً أن صحن أخي مليء ، سكبت له الأرز وملئت كأسه بالشاي مُجدداً تنهدت عندما لم يقل أخي شيء أو يبدي أي ردة فعل ، فهو إعتاد على تصرفي هذه مُنذ سنين ، ولكني طوال تِلك السنين أقوم بهذا كُل يوم بينما أرخي سمعي أنتظر منه أي كلمة شُكر أو ثناء خرجنا جميعاً من المنزل بعد إغلاقه ، سارع والداي بالركوب في الخيل والتوجه نحو المزرعة بينما تجرجرت هيرا تسحب خيلها خلفها بتزمر ضحكة خافتة خرجت مني عندما لم يلاحظ أحد لنا ، صعدت على خيلي أتبع خيل تشانيول نسير بحذر وخفية في الإتجاه المُعاكس لهم الطريق لحقل السُكر كَان صاخباً ، فقد كان الطريق مُكتظ بالناس المُتجهة إلى مزارعها إستنشقت بعمق ، الهواء كان عليلاً وأصوات الأطفال والسيدات كانت تعج بالأرجاء ،الشمس تختبيء خلف الغيم الكثيف من ما يجعل المكان غائماً للغاية ، فتحت عيناي أنظر لأكتاف أخي العريضة ولا شعورياً بدأت إبتسامتي بالنمو كما قلت أنا حقاً سعيد بعودته للديار ، كان يخنقي عندما أستيقظ ولا أجده أمامي في الغرفة ، بمجرد ذهاب تشانيول أنا كنت فقط أذهب للمدرسة وأعود لأعتكف في غرفتي بحزن تام هززت رأسي أبعد تلك الذكريات عن رأسي ها هو تشانيول الأن ويجب علي أن أستمتع وأقدر نعمت قُربه منينزلت أربط حِصاني بالقرب مِن خاصة تشانيول وركضت خلفه لأنه قد سبقني بالفعل "إنتظرني " صرخت عندما وجدت أن المسافة بعيدة بيننا ليقف وينتظرني بتململ "أسرع أيها البطيء" تذمر عندما بدأت أسير بحذر من الطين ، لا أريد أن أتسخ وأن تتعفن رائحتي ، حتى لا ينزعج هو عندما يجلس بالقرب مني"هل أنت فتاة لتسير هكذا " قلبت عيناي عندما سمعته يتذمر مجدداً وحاولت أن أسرع قليلا ًمسكت بكفه بقوة حالما وصلته حتى لا يسبقني في السير ، فتشانيول يسير بسرعة مبالغ به وأنا كعادتي أحب التأنِ في سيري "أتركني " قال يحاول تحرير كفه عن خاصته وقد تعجبت لأنه وقف فجأة يطلب هذا "ولماذا ؟! " سألت بأستنكار أتمسك به أكثر "وكيف سنعمل ونحن متماسكان هكذا " أجاب ينزع ذراعه عني لأصفع رأسي على غبائي "أجل ، إذا ما الخطة " سألته وراقبته بحذر عندما بدأ تشانيول بقلع ثيابه جميعها يبقى بسروال داخلي خفيف فقط "أنا سأذهب لأجلب البطاطس الحلوة وأنت إذهب وقم بقطف الأشجار أيها الفتاة " قال وحمل فأس لينظر لي بسخرية بنهاية حديثه وقد أومأت له بسعادة رغم أن هذا سيدل على إنفصالنا ولكني لا أريد أن أتسخ بالطين وسأحاول قدر المستطاع الحفاظ على مظهري الأنيق هذا ربطت السلة القماشية على عنقي وخصري وإتجهت لأشجار التين والخوخ أقطفها أمضينا نصف اليوم نعمل بحقل السُكر أنا وتشانيول ، وبعدها أرسل لنا أبي أن نأتي ونساعدهم في المزرعة الرئيسية ولم يكن أمامنا خيار سِوى أن نذهب إليهمبقية اليوم أمضيناه بالمزرعة وكَان قد تبقى القليل فقط وأبي قال أن نتركه ليوم غداً لأنه قد أصابنا من التعب ما يكفي زفرت الهواء بتقطع أنظر للسقف براحة بينما أستمع لصوت الماء يضرب على جسد أخي في الحمام ، أغمضت عيناي ألخص ما حدث بذهني أحتفظ بالتفاصيل التي بها أخي بزاوية مُخصصة في عقلي ، اليوم هو الواحد من فبراير حيث عودة الخريف ، وعودت أخي.

--Where stories live. Discover now