Second

0 0 0
                                    


‎17-كمِين الفضول الخيَال يهزم الواقع ، كذلك الحُب ، يهزم المحاولات.تنفستُ الصعداء حَال خروجي مِن منزل خالتي ، فقد وصلها خبر أني سَأقدم على الزواج وظلت هي تتحقق معي لوقت جليل سِرت ناحية الحقل ، نبهني عقلي الغائب أن بيكهيون لربما قد يكون هنالك ، ينتظرني كَالمعتاد ، مُنذ شروق الشمس حتى غروبها ، وأحياناً لا يذهب مُطلقاً ونام هنالك ، فأنا بعد أخر موقف لنا ، خرجت أو بالأصح هربت ولم أعد ، وها أنا أتم الأسبوع دون العودة للمنزل بيكهيون خبيث ، أعلم مُسبقاً بكُل خططه التافهة ، عيناه لا تجيد حفظ الأسرار مطلقاً ، تخبرني بكل شيء ينوي إخفاءه عني هو فاتن ، يعلم ذلك جيداً ، يدرك أن للفتنة أصوات زجلية توقع كل من لا يقع ، لا أستطيع أن أستسلم له حتى وإن عجبني ، فبيكهيون مريض ، عقله ليس معه ، لأنه حتى وإن كَان يحبني كما يزعم لا يجب عليه أن يحبني بهذه الطريقة النهِمة والغريزية وكأن لا يوجد شيء غيري ليحبهزمجرت وشوشت تفكيري ، ذلك الضئيل يغزو عقلي وكأن لا فكرة لي أخرى غيره ، ولكني لا أستغرب فبيكهيون يغزو حياتي كذلك ، أجده في كُل مخابئي التي أهرب إليها منه تسمرت في مكاني عندما رأيته يجلس أسفل الشمس الحارقة ، يتموضع بمنتصف الحقل ، يحرك رأسه بوهن وبأطرف أمل مبتورة ، ينتظرني زفرت الهواء من عِناده وإصراره ، بيكهيون عنيد إذا أصر على أمر ما ، يحصل على كل شيء يرغب به حتى وإن كان غير مسموح ، فأبي الذي يتراجع الجميع عِندما يرفض أمر ما ، بيكهيون سيكر ويفر عليه بالمحاولات كُل يوم حتى يوافق أبي متضجراً من إزعاجه أللامتوقفولا أنكر أن هذا يقلقني نوعاً ما ، فبيكهيون يا إما أن يموت هو أو أنا ، أما محاولاته وشغفه ، فلن يموتا مطلقاً ، أنا متأكد حاولت كسر ذراع محاولاته بفكرة الزواج ، ولكن ردة فِعله صدمتني بعض الشيء ، شعرت لولهة أن سَيموت بين يدي ، وبلا شعور مني وجدت نفسي أطوي له عنق الأعذار المُلفقة ، وعنقي أنا أيضاً خفت كثيراً ، دهشت ، عندما وبلا وعي ولا سيطرة مني وجدتني أحشر رأسي داخل عنقه أمتص الحياة واللذة من هنالك ذلك العنق الحلبي ، والصوت الزجلي ، تلك النبرات المبحوحة ، والكلمات الغزلية ، رمشت عدة مرات أخرج نفسي عن التفكير وتراجعت للخلف بهدوء حتى لا يشعر هو بوجودي إستدرت وحَال إلتفافي للجهة الأخرى وقبل أن اخطو أي خطوة ، سَمعته يندهنيذلك الصوت المُنكسر ، المليء بالعاطفة والحُب والسهاد المكلف ، وذلك الصوت لا يخرج إلا حينما يحادثني ، هذا ما لاحظته بِلا قصد في الأوان الأخيرة إرتطام قوي بظهري ومن ثم أصوات إنتحابات ونشيج خرجت عالية ، رغم أنه كَان يحاول كتمها ، يمرر وجهه على عُرض ظهري ، ثم يشابك يداه أكثر حولي ، يعتصرني نحوه ، يقتل المسَافة بيننا"لقد إشتقت لك كثيراً ، عُد تشانيول وأعدك أني لن أعترضك أبداً" بكي لي برجاء ، يتوسلني كثيراً ، ولم أفعل شيء سِوى أني وقفت مكاني أنصت له بهدوء وصمت ، فما الذي عساني أن أقوله؟!!"إبتعد بيكهيون ، أنا يَجب علي العودة" نهرته بغضب مُصطنع ، وشعرت بالأسى بسبب بكاءه الحارق ، رئتاه تكاد تتقطع من قوة شهقاته"سَأعود معك ، أرجوك خذني تشانيول ، أُقسم لك بعظمة الرب ، أني لن أتحدث أو أتحرك ، سَأصمت وأهدء فقط ، فقط لا تهجرني ، أكاد أموت ، روحي تتنازع لك" زفرت الهواء حتى أُستدلت أكتافي ،إبتعدتُ عنه أحاول تحرير نفسي مِن بين يديه ، تحرير روحي من روحه ، تحريره عني ، أحاول فك أسر الحُرية المُصفدة بيننا "أرجوك لا تبتعد عني هكذا" بكى لي يقبض أنامل كفي مُجدداً وذلك بعد أن نفضته عني بقوة "بيكهيون ، لا يصح ما فعلناه ، أنا هجرتك لأني أحاول إعادة ترتيب أفكاري المُبعثرة بسَببك ، وعِندما أمسك برابطة جأشي ، سَأعود ، ولكن الأن دعني أغادر ، لا تعترضني وتتعبني معك بيكهيون" أخبرته بصوت هاديء لا أستطيع نهره أو الصُراخ عليه رغم أني أرغب في ذلك بشدة ، ولكنه كَان يبكي بألم وغضبي عليه لن يزيده إلا ألماً ، ولم أنكر أبداً أن بيكهيون يوقظ أحاسيس الأسى والشفقة لدي ، فما ذنبه ليعيش في هذا المرض ، وهذا الجنون الأهوج "إذا بقيت سَأضربك وأؤذيك ، لا أريد هذا ، لذا دعني لمصلحتك" قلت أحاول تخويفه ليهز رأسه بعناد شديد ، والدموع التي كانت عالقة في مقلتاه وأهدابه تطايرت في الأرجاء جراء ذلك"لا بأس أؤذيني ، لا أمانع ، أخبرتك أني لن أصدك عن إذائي ، إضربني ، إشتمني ، أقتلني ، ولكن لا تهجرني تشانيول ، الهجر وحده ما يعذبني" بكى لأتنفس بضيق شديد من حديثه ، إقتربت عنوة عني لأن نفسي أرادت هذا أن أندفع نحوه هكذا ، وأضمه إلى صدري بضيق ، أربت على ظهره ورأسه ، أغمس أناملي داخل خصلات شعره الكَاحلة ، أجعله يكف عن البُكاء ، هذه ما أرادته نفسي وأنا بكُل طاعة نفذته ، بت خارج عن سَيطرتي بسببك يا بيكهيون ، أفعل ما لا أريده ، وأريد ما لا أستطيع فعله مُطلقاً "هل أنتَ بخير الأن؟!" دققت النظر نحوه ببعض التعجب فعِندما إبتعد عني كَان يبتسم بعرض وتلك الدموع لا تزال سَاقطة على خده وأخرى عالقة في رموشه ، عيناه مُبتسمة ، وكأنها لم تبكي يوماً "أجل حبيبي" همس بتلك الكِلمة التي تجعل أطرافي ترتجف ورغم أني نكرت ذلك كثيراً ،إلا أن حُب بيكهيون العجيب لي ، يعجبني بعض الشيء ، يشعرني بأني عظيم ، ينظر لي وكأني قطعة نادرة الوجود ، يتحدث معي وكأنه يناغم الخيال ، يتشبث بي وكأن لا حياة من بعدي ، يُخاف علي ومني يَنتفض ، يَرتجف ، يَضعف ، في كُل مرة ألمسه بخفة ، وكأنه لم يُمس مذ قبل ، ورغم أني نكرت ولا زلت أنكر ، إلا أني أعلم في قرارة نفسي ، حُب بيكهيون لي يدهشني ويجعلني أتفكره بحيرة في كثير من الأحيان"هل سَتعود معي؟!" سَئلني برجاء فإجابته هي سؤاله نفسه لأهز رأسي بِلا شعور مني بالموافقة التامة ضحك ثم عاد مُجدداً لأحضاني يمرمق وجهه داخل صدري ، يستنشق الهواء من هناك ، وكأن أكسجينه ينبع هنا ، داخل جلدي ، "ولكِن كَما قلت ، لا تلامس أو حديث لا طائل منه" رفعت سبابتي له بتحذير شديد ، ليؤمي لي بموافقة خائبة ومُترددة والحزن قد عاد ليكتسي عيناه"ربما أني لن أستطيع المُقاومة ، ولكنك تستطيع صدي" تحدث ينظر لي خلف رموشه ، لأبتلع بصعوبة وأنظر لأرجاء الحقل بضياع ،ولكني أظن أيضاً أني لا أستطيع المقاومة!أصابني الفضول مُنذ ذلك اليوم في القرية الأخرى ، سَارمانغ ، أذكر كُل خيطئة قمنا بها ، ولذلك الإثم الذي كِدنا أن نرتكبه ، ورغم غضبي وخوفي ، إلا أن أنامل الفضول باتت تفرقع أصابعها في كُل حين على تفكيري ، ولم تتوقف أبداً ، لاتزال مُستمرة حتى الأنتسئلني بحيرة ، كيف سَيكون الأمر إذا أكملنا ، إذا لم نتوقف ، أو إستيقظت أنا من نوبة نشوتي تلك ، تسئلني بهمس مُغري ، كيف كَان سيكون الطعم ، الملمس ، كيف يكون الصوت ، كيف يكون المذاق الحسي ، كيف هو الألم ، كيف تكون نشوته ؟! ، هل هي طبيعية كالتي أشعر بها ، أم أنها مُختلفة؟!كنت أهرب من فكري الذي تم غزوه بما لا يناسبه ، أفتح أعيني نحو الفراغ كالمجنون للرغبات التي تحثني بخبث ، أهرب من خيالاتي مذعور الفؤاد ،لأجد بيكهيون هنالك ، يحاوط وأقعي من كل النواحي ، يخبرني كُل ثانية وما يليها بأنه يحبني ، يغويني كالشيطان بالتجربة ، يسول لي خلف أحاديثه ، عن متعة القفز يعميني تماماً عن أذى التحطم كمن يسول لأحدهم روعة الغوص ويداري عنه سِر الماء الغامض ، ألا وهو الغرق ولكني هنا لست جاهل فأنا أعلم السِر الغامض ، أعلم كُل شيء ، ورغم عن عيني ، أجدني أنقاض خلفه رويداً رويداً ، وها نحن في بداية التل ، ولم يتبقى سِوي القليل حتى نصل الحافة ، وبكل طيش نقفز من هنالك حيث هاوية الشهوات ، حافة العشق المحرم ، والحُب الجريمة دخلنا للمنزل لتستقبلني أمي بتوبيخها لي وتأنيبها لأني أبيت خارج المنزل كثيراً ، ولكن بيكهيون إعترضها بسُرعة يلقي عليها الأعذار بدلاً عني ، يدافع عني بكل شجاعة وبلا أي ذرة خوف ، وصوته الذي كان حاسر ومسهود تحول لأخر قوي ووأثق ، ويا إللهي ، كيف يكون بيكهيون معي طفلاً صغيراً ومعهم فتى يافع ، بقيت صامت أستمع له فحسب بينما أعيني المُدققة لم تبتعد عنه مطلقاً"حسناً ولكن أخبرني قبل ذلك ، فلقد قلقت عليك" تحدث أمي بأستسلام لأؤمي له وأتحرك بسرعة نحو الغرفة ، عقلي يوبخني بشدة على عودتي ، ويحثني في كل ولهة بالخروج من المنزل والذهاب ، الهروب بعيداً ، حيث لا يجدني بيكيهون ، لأكثر الأماكن بعداً عنه "سخنت لأجلك الشاي ، كُنت أعده لك كُل يوم في حال عودتك للمنزل " صدح صوته المليء بالعشق حال دخوله للغرفة يغلق الباب خلفه ، لأبتلع بخوف ، أرغب بالصراخ عليه أن يفتح الباب ، ولكني لا أريده أن يكشفني ويدري بضعفي ، لذا سَأتصرف بِلا مُبالاة كَما أفعل عادة عضت شفتي ببُغض شديد عِندما وضع الشاي أمامي ، رفع رأسه ، نظر نحوي بحذر فلقد ظن أني أوجه هذه النظرات له هووأنا لا أوجهها إلا لذلك الفضول الماجن ، الذي أوقعني في كُل تلك الشباك والفخاخ والتي سَتنتنفذ كامل طاقتي حتى أستطيع الخروج منها والتحرر كما كنتفالفضول قد يكون كمين في كثير من الأوقات ، وأنا بكل غباء ركضت خلف ذلك الفخ بدافع أني أريد جواب للأسئلة ، وها أنا مليء بالأسئلة المخيفة ولا جواب وأحد يرويني أو يشعرني ببعض الأمان ، وذلك الفضول الذي يجذبني ويدفعني عكس التيار هو ذاته الذي أوقع أخيفهذا ما علمت بعد أن حكي لي عن بداية وقوعه لي ، كَان مُجرد فضول وسؤال طفولي صغير ، وها هو يغدو الأن ، سؤال أوسع من الكون ذاته ، وأخي ا الطفل ذو الثامنة ، يسبح به بضياع ، يبحث عن جواب وأحد عله يحط عليه ولكن لا شيء ، وأظن أن هذا هو الدافع الذي جعل أخي يكذب كثيراً ، يخدع نفسه بنفسه أنها إجابة سؤاله ، يوهم نفسه ، أنه ليس هو الضائع في السؤال ، بل السؤال هو الضائع فيه ، لأنه لديه كم هائل من الأجوبة والتي هي ليست سِوى أكاذيب مُدججة ، والحقيقة هي أن لا يوجد أي جواب لسؤاله المُفجعفهل ياتُرى ، سَيغدو اللُغز لُغزاً ، عِندما يكون لُغز بلا جواب؟!."أين كنت تشانيول ، بحثت عنك في كُل مكان ، حتى أني ذهبت للبلدة أبحث عنك ، أين كنت؟!" طرح سؤاله ، ورغم أنه وعدني مُسبقاً بأن لا يتحدث معي ولكنه لا يستطيع ، يكاد يموت ، أعينه تصرخ لي بأن هنالك الكثير من الأحاديث والسَمر الذي ينتظرني "لم أكن في مكان معين بيكهيون" رفعت كأس الشاي أتجرعه بشغف وشوق ، شاي أخي هو أللذ الأشياء التي تذوقتها ذات يوم ، اللذة الغريبة لفمي تكمن هنا ، داخل جرعات الشاي التي يغدها ، ورغم أنيتسألت عِدة مرات ، ما سِر لذة هذا الشاي؟! ، ولكني لم أجد الجواب ، ولكنه بات يتلاوح لي ألان ، يكشف لي من خلف الستار ماهو السِر فعلاً"هل أنت جائع؟ ، الطعام جاهز" قال لأرفع نظري أدقق بعياني عليه ليجفل هو جراء ذلك ، وكم أنا مُستغرب من أن جل نظراتي وحركاتي العادية تؤثر عليه هكذا ، وكأني سَاحر ، يندهش من كُل ما أفتعله ، حتى وإن وقفت مكاني بتصنم هو سَيغدو مُندهشاً ، يتأملني بأعين تعتريها الصدمة والتعجبوجهه كان أحمر وأراهن أنه سَاخن الأن ، فلقد كان يجلس أسفل شمس الخريف الحارة ، لم يبالي بأنه سَيمرض أو يتعب ، كان سينتظرني هكذا حتى يحل الظلام ، فكثير من المرات أكر وأفر نحو الحقل بسرية لأجده منذ الصباح حتى المساء ، يجلس في ذات البقعة بذات الوضعية المُتعبة ، وذات النظرات الخائبة التي يرميها في الأرجاء"ما الذي تريده؟!" سئلته عندما رأيته يقاوم الحديث الذي على طرف لسانه ، وقد كان يحاول وبكل صعوبة تنفيذ وعده لي ، تنفس الصعداء وكأن ذلك الحديث المكتوم عنوة كان يجثم على صدره "أريدك أن تراجع معي بعض الدروس" طلب وأعينه الواشية أخبرتني بسِر الطلب ، يُريد الإحتكاك بي والحصول على أكبر حِصة من الحديث معي"أراجع ماذا؟" سئلته ليلقي علي نظراته الراجية وقد علمت أنه يصلي داخل عقله أن أقبل طلبه الرخيص"فيزياء ، لا أقصد كيمياء" تحدث بتفكير لأؤمي له وعلى الرغم أني لم أريد القبول ولكني لم أستطيع رفضه وكسر تلك النظرات المتئملة ، إستقام من على سريره بينما صوت قهقهته صدح في المكان لأبتسم عنوة ، إتبعته بنظري ، كَان يسير مُتراقصاً نحو خزانته يخرج كُتبه مِنها ، كَان يتفقدها بعجل ، وكأن لا وقت لديه ويرغب بأسرع وقت أن أشرح له "لم أجد الكيمياء هل تشرح لي جغرافيا؟!" تحدث ونظراته المُترجية عادت لترتسم على مُحياه لأضحك أهز رأسي بفقدان أمل منه "لا بأس ، تعال" كان يعرض علي ماذا أشرح له ، فهو غير مهتم بما سيُشرح مهتم بالذي سيَشرح فقطركض نحوي بعجل وإلتصق بي بضيق يناولني الكتاب لأخذ جرعة أخيرة من كأس الشاي ثم أفتح الكتاب أنظر للدروس بينما نظراته المُلتصقة بوجهي لم تُقطع ولو لولهة ، حتى أنه لم يرمش ، لأنظر له بعد أن إطلعت على الفهرسإشتبكت عيناي بأعينه ، وأعيني الصامتة تحدثت بتريث ومهل لخاصته الثرثارة ، فتح فمه يدخل الهواء بصعوبة لرئتها "ما الذي تريد أن أشرحه؟!" سئلت بصوت خافت ليبتلع ريقه ثم ينظر للفهرس ويشير لي على إسم الكِتاب "ما هذا؟!" سئلته وسؤالي لم يكن في محله ، لم أقصده عن حماقته ، أسئله عن شيء أخر سِري تماماً ، حتى عني "إنها الكارثة" أجابني وكأنه علم ما أرمي له ،نظرت الفهرس مُجدداً ، أفصل نظري عن خاصته أخيراً ، بحثت عن درس الكارثة لأجده وأفتح صفحاته بسرعة ، تنفست بعمق وشتت أفكاري التي حطمت حدود المنطق ، فعقلي بات يتصرف بلا عقلانية!تجاهلت مقلتاه التي لم تتحرك بصيص وأحد عن وجهي ، يلصق كتفه الأمامي بخاصتي من الخلف ، وفي بعض الأحيان أنفاسه المكتومة تخرج كبخار الشاي الدافيء على جانب وجهي الأيسر"الكوارث عدة ، كوارث بشرية وهي ما يفتعلها البشر ، وكوارث طبيعية وهي ما لا يد لنا بها" قرأت له ما كتب بالمقدمة ليؤمي لي بسرعة "مِثل كارثة الحُب مثلاً" طرح مُثاله الغريب علي ، لأستنشاق الهواء بكدر ، جسدي العنيد بات يتسجيب للمساته المُسترقة ، إبتعدت عنه بسرعة بعد أن مِلت نحوه بقصد ولكن بلا سَيطرة"هل أخبرتك أن تتحدث؟!" نهرته بغضب شديد ، وذلك الغضب كَان مِني ، ولكني كيف أستطيع رمي غضبي علي ، كيف يُعاقب المرء ذاته؟!"أنا أسف ، أعدك لن أقاطعك مُجدداً" تحدث ، لأزفر بحنق شديد من طاعته العمياء لي ، وكأنه خُلق لينفذ جميع أوامري "الكوارث البشرية مِثل الإحتباس الحراري ، أما الطبيعية مِثل الزلازل والبراكين ، حُبك الأهوج لن يؤثر على الطبيعة ولا بقيد أناملة ، حُبك التافه هذا لا يُعد كارثة" أخبرته بإنفعال وأضح ليؤمي لي بسُرعة يوافقني الرأي ، لأعقد حجباي فمن المفترض أن ينكسر مِن حديثي هذا "حُبي إن لم يؤذي ويؤثر في الطبيعة ، إذاً لماذا ترفضونه؟!" عارضني مُجدداً ، فركت جبيني ، جميع حديث بيكهيون طائش ولا معنى له ولكنه وبطريقة عجيبة يستطيع أن يهزمني أثناء المُناقشة في بعض الأحيان ، هو يملك تعليل لكُل شيء "لأنه يؤثر عليك" أجبته أصطفي نفسي من هذا الحُب الكارثة ليضحك بإستهجان تام ، صمت فقط أنظر له بحيرة ، فجميع تصرفاته غريبه وكذلك أحاديثه "وهل أبدوا لك وكأني أعاني؟!" كَاذب عنيد هذا ما قالته لي عيناه لأؤمي له وأفرق شفتاي بعد أن زممتها داخل فمي "لكِنك لا تبدو لي وكَأنك تُحب أن تعيش طوال عمرك في كارثة" أجبته "ألم تخبرني قبل قليل أنه ليس كارثة؟! ، ما هو إذاً حبيبي ، إثبت تشانيول ، لا تقفز في كلامك" يده الشقية عادت مرة أخرى ، تسرق اللمسات من فخذي وذراعي ، لأنظر له مُلجم اللسان ، هزيمة أخرى ، ورغم أن حديثي هو المُنطقي وحديثه مليء بالخيالات والوهم ، إلا أنني قد هُزمت ، هل يا تُرى الخيال يقتل المنطِق؟! ، الخيال اللين يعجز صرامة المنطق عن فرض رائيه عليه؟! ، ما السِر؟! ، وها أنا ذا أنقاض مُجدداً خلف فضوليمسكت أنامله بعد دقيقة من العبث وذلك عِندما تسللت يده بكُل جرأة لما بين فخذاي ، ليحرك هو كفه سريعاً يتشبث بخاصتي ، وقد أدركت تماماً أن بيكهيون يتصرف بالقرب مني وكأنه مسعور ، لا يكف عن لمسي وتأملي "ثُقب الأوزون يعد كارثة بشرية" بصوت مهزوز أكملت ، أشعر بإبتسامته الخبيثة تتسع ونظراته اللأمعة باتت قريبة من وجهي بشكل خطير"السِلم العامودي ، الذي يرفع لغياهيب الفردوس" قاطعني فجأة وسط شرحي المفصل ، صمت بينما نظرت له بأستغراب مِن ما تفوه به من قول غير مفهوم "ما هذا؟!" سئلته ليضحك بشقاوة يميل نحوي أكثر يهمس لي بصوت خافت وإباحي"قضيبك" تجمدت لكلمته الغير متوقعة ولكنه قهقه ينظر لي بِلا ذرة إستحياء ، يلقي نظره على جسَدي كاملاً ، نظرات غير بريئة البتة "أريد أن أصعد عليه ، أريد أن ألوذ في الفردوس" أكمل لأبتلع ريقي الذي بات كالحِجار ،أصوات الفُضول صرخت وعادت أنامله تفرقع داخل عقلي بعد أن كانت تزورني هامسة وخافتة وخجولة بعض الشيء ، ها هي تُداهمني بلا أي خوف أو قلق من أن توقظ وحوش الرغبة النائمة بداخلي ، تمايله حولي أفقدني كُل صوابي ، الصراخ يعلو ، ضحكاته تصدح بين الكِلمة والأخرى ، ولمساته التي عجزت عن إعتراضها تزداد حِدةإزدرت ريقي الذي تجمع في فمي ، كَان صعب البلع ، أنفاسي ثارت كمن ركض لألاف الأميال ، الفضول يصدح كيف الطعم؟! ، هل حقاً إن قفزنا سَيكون القفز مُؤلماً أجاب الوهم ، لا ، لربما القفز من هذه الحافة ، يرفعك بدل أن يسقطك !العَرق تجمع على جبيني والكِلمات علقت في حلقي ، وكُل طرق الفِرار صدت أمامي ، لأنها إستسلمت لمَا يفعله ، ودفعاتي تحولت لأخرى تجذبه نحوي
‎الحُب عبد النشوات.
___________________

--Dove le storie prendono vita. Scoprilo ora