Third

0 0 0
                                    

28-بيادق الحُب نحنُ الشياطين في السَّماء نصدح بأعلى صوت ، يا ملائكة الأرض أتسمعون النِداء؟!نحنُ بيادق الحروب ، متى ما صدح الحُب قلوبنا له فِداء أنا قلبي في يميني ، وأنتم قلوبكم مُهمشة ، أنا حزني زجلي ، واحزانكم مهشمة ، ولا تلفقوا ، فهذا الاختلاف يرضيني ، أنا لا أشعر مِنه بالخواء اذهبوا حيث شئتم ، عاندوا اقداركم ، وسَاخطو أنا وأحلق مع مجرى الهواءعيشوا زهوراً صفراء ، تفتحوا وافرحوا مع الربيع حين يزوركم ، أما عني أنا ، فصباري يهوى الشِتاءلا عجب أنك لا تدرك مَن أنا ، أنا العاشق وجميع المُحبين لهم مِثل جنوني سِواء.أحمل كفته البارده في قبضتي الدافئة ، بدى تشابكنا ذلك وكأنه إلتقاء أنامل الشِتاء بأنامل الربيع ، كان مليء بالدفء والبرد وكأنه يوم مثلج في ظهيرة ''''''إستدرت ناحيته للمرة الثالثة كَان يحمل ذات الإبتسامة التي رسمها على ثغره مُنذ خروجنا مِن منزل بيت القِس ، حيث تعذرت منهم وحملت كف أخي كما أحمله الآن وخرجت حينما لم يستطيع أبي الرفض ، لقد بدى الحرج والعار واضحان في أعينه ، وعلى الرغم من علمي أن أبي لربما سيوبخني في وقتاً لاحق إلا أن هذا لا يَهمني مُطلقاً فكُل محور تركيزي الأن هو وصولي للشجرة العذراء والعقيم ، بدأ النسيم الشِتوي بالهبوب فاليل قد داهم السَّماء بحلته السوداء ، كَانت هذه الليلة مليئة بالنجوم ولكن لا وجود للقمر الشاهد الأكبر الذي سَاجعله يشهد معي لِما ساقوله ، كُنت متوتراً وفي بعض اللحظات كَان ينتهي شغفي وتموت رغبتي الكبيرة وأشعر أني أريد الإنسحاب والركض بعيداً ، ولكن كُلما باغتتني هذه الأفكار نظرت لوجه أخي لاستمد مِنه كَامل شغفي ويعود لي حماسي مُضاعفاً ضحك بيكهيون حينما رأينا الشجرة مِن بين جميع أخواتها ، فهي كَانت مُميزة عن البقية حتى في شكلها وهالتها ، وأستطيع أن أجزم أن هذه الهالة العظيمة لم تحيطها إلا بعد جلوسنا وتسامرنا أنا وأخي أسفلها ، ففي أول مرة كَانت شجرة عادية ولربما كَان منظرها مشؤم لأنها لم تكن مُثمرةوقف بيكهيون مُقابلاً لي وذلك حين أصبحنا أسفلها ، أخذت نفس عميق ولقد راودتني رغبة عظيمة بالبُكاء ، رمشت مرات عِدة وبقيت أنظر بملامح فارغة لبيكهيون الذي لايزال يرسم ذات الابتسامة على فاهه كَانت جميع اكفافنا مُتشابكة لذا ببطىء حللتها وبهدوء ارجعت يداي لمكانها الطبيعي ، الإبتسامة التي في أعين بيكهيون قد اختفت والتي على ثغره قد قتلت فوراً وتحولت لشبح إبتسامة باهتركبتاي بعجز وبلا مقدرة ولكن برضاي كانت قد نزلت نحو الأسفل ، قدمي اليسري إنحنت وتوسدت الأرض أما اليمنى فقد ثبتت بضعف على الأرض ، رفعت عنقي الذي انطوى هو كذلك ، نظرت للأعلى حيث يقف بيكهيون باعين مُرتجفة وكأنها ستقفز نحو الخارج في أية لحظة "أنا أريد أن أعلن لك استسلامي" نطقت وقد خرج صوتي عميق ومليء بالصدى وكأني أحادثه مِن داخل بئر "الأمر مُضحك بيكهيون ، ولكن الشعوب لا ترضى بالخسارة وكوني أنا شخص قد حكم لعشرات السنين دون أن يهتز عرش جبروتي لثوان ثم تأتي أنت وتهدم كُل القوانين التي سننتها وتسقطني مِن مقعدي تاخذ جيشي ثم تسلب اسلحتي ، كَان الأمر مُخيف أكثر مِن كونه مؤلم ، بقيت اطبطب على رأسي وأخبر نفسي أن التاج لايزال موجوداً عليه وأن تِلك الجيوش أستطيع أن أعد غيرها ، ولكني أحمق بيكهيون ، فأنت لم تفعل شيء يذكر ، أنا الذي أمرت جيشي بالجثوم هكذا لأجلك وأنا الذي أسقطت أسلحتي خوفاً مني على إذائك ، كُنت ملكاً مبجلاً أجلس على عرشي بكل غرور وها أنا ذا اليوم راكعاً بكل ذل لك" أخذت نفساً عميقاً ثم بلعت ريقي بكل مرارة ، لم أكن أستطيع تأمل بيكهيون وماهو حاله فقلبي كان متضرب وروحي متمزقة وتؤلمني لأني أعلم الأن خسارتي "لو اعترفت مُنذ البداية أني جندي خاسر لما كان سيكون الأمر مؤلماً هكذا ، ورغم ندمي هذا إلا أني سعيد بأنني حاولت المُقاومة ، لذا ها أنا ذا أصعد على عرشي مُجدداً وأرن الأجراس وأصدح أمام كل شعبي وجيشي بصوتاً حاني بأن المملكة لم تعد ملك أيدينا ، أحافظ على صلابة وجهي وأخبرهم بالكلمات التي تعلن هزيمتي ، أنا أحبك بيكهيون ، أنا هو الجندي الخاسِر" دموعي التي تتناثر بكرم على خدي والأرض ثبتت مكانها حين رأيت بيكهيون يسقط هو الآخر وعانقت كلتا قدماه الأرض ليس مثلي حيث أنا راكعاً له بقدماً وأحدة يبكي بقوة وصوت شهقاته يصدح في المكان يؤلم قلبي لصوتها النشيج "لقد ظننتك ستبقى هكذا للأبد ، لم أظنك ستعلن هزيمتك" غمغم لي في وسط بكائه ، حاولت مسح مدامعي التي تشوش عني الرؤية ولكنها كانت كثير ومندفعة "لماذا اعترفت لي تشانيول" بكى مجدداً واتكى بايديه على الأرض يبكي أكثر ، ينثر الدموع والنحيب على أرجاء الشجرة العذراء "لأن عدم اعترافي سَيعد هزيمة أخرى" أخبرته ، عِدة دقائق لازلنا كما كُنا ، توقفت دموعي عن الهطول بعد مُقاومات عِدة مني أما بيكهيون لايزال كمَا حاله يبكي ولم أعلم بشكل جلي ماهو سبب بكائه المؤلم ذاك ولكني بقيت سَاكناً أنتظره حتى يستطيع لم شتات ذاته " هل نحن أحِباء الأن؟!" سألني بصوتاً مبحوح ،ضحكت بخفوت ثم رميت نفسي للخلف أجلس على الأرض تأملت بيكهيون وتمعنت وضعيتنا تلك ، كنت أن جالساً على الأرض سَاقي اليُسرى ممدة على الأرض ، أما اليمنى فهي مثنية ومرفوعة اسند ذراعي اليمنى من خلالها أما بيكهيون فقد كان حاثماً على ركبتيه وكفيه بينما عنقه مطوياً على الأرض ، بدى وكأنه ساجداً لي ، إبتسمت حين راودني شعور السُلطة والقوة الذي سُلب مِني"نحن بالفعل كَذلك" أجبته ثم رفعت رأسي للأعلى وقد قُبض قلبي حين لمحت القمر ينتصف السَّماء بهالته النورية البيضاء ،متى أتى؟! ، هل ياتُرى وشت له إحدى النجوم عننا ؟! حضن بيكهيون المفاجىء جعلني انطرح أرضا ليصبح بيكهيون يتسود جسَدي بينما لاحاوط ذراعيه عنقي ، ضحكت بغتة حين بدأ هو بنثر القُبل على أرجاء وجهي ، أمرته بالتوقف وسط ضحكي ،ولكِن حالما تعالى صوت ضحكاتي أكثر حينما تحول فمه من تقبيلي إلى عضي بقينا مكَاننا نتسامر ، ظهري يتوسد الأرض بينما بيكهيون يستلقي علي أنا ، يضع وجهه على كفه يحرك يده الاخره على شعري يبعثره في الإرجاء بعشوائية "أذاً متى سَنتزوج؟!" طرح سؤاله علي لتنبس ضحكة مني على حالميته "عِندما تكون عروستي بكَامل استعدادها" أخبرته ليضحك باستحياء بينما ضربني على كتفي بخفه يحاول مِن خلالها مُدارات خجله "توقف عن النظر إلي هكذا" زمجر ثم رمَى رأسه على صدري يغطي وجهه مِن خلال أطراف سُترتي "حسناً لن أفعل" ضحكت ثم أغمضت أعيني حين رفع رأسه هو ينظر لي ولازال مُحافظاً على وضع وجهه على صدري "أنا مُستعد الأن" سَمعت همسه القريب مِن وجهي وكذلك إستطعت إستشعار أنفاسه الدافئة التي يزفرها على وجهي"ولكِني لا أحمل خاتماً" أخبرته ثم فتحت أعيني أنظر له بتريث وقد لاحظت العبوس الذي تخلق على ملامحه "ولكِني أرغب بالزواج الأن ، فإذا جبرك أبي على تلك القبيحة سَيكون زواجكما باطلاً على أي حال" أخبرني يحرك أنامله وكأنه يرسم خطة عظيمة والتي سَيسقط مِن خلالها أعظم جيوش الأرض "لن يجبرني أحدهم على شيء حبيبي" أخبرته بينما داعبت خداه وذلك حين توهجت هي مُحمرة ، ولا أنكر تعجبني أني أرى بيكهيون الخجول بين ذراعي ، فهو لا يملك هذه الصفة في شخصيته ولكنه يبدو أنه تولدت جديدة ويجب علي التأقلم مَعها ، "أجل أنا حبيبك" همس لي بشاعرية بينما أعينه لمعت بتأثر شديد بينما ضربات قلبه القوية قد تزايدت وقد شعرت لولهة أنه سَيخترق صدره ويخرج مِن قفصه ، ولم أظن أن هذه الكَلمة قد تصنع به كُل هذه البعثرة"توقف عن الاستحياء بيكهيون" ضحكت سَاخراً بينما نظرت للشجرة التي أصدرت صوت حفيف ، تساقطت أوراقها علينا وعلى الارض مِن حولنا ، اغمضت أعيني حين ترامت بعضاً مِن زهورها على وجهي وظهر بيكهيون"هي حقاً شجرة حمقاء" ضحك بيكهيون بينما مد يده يبعد زهور الشجرة مِن على وجهي "أنا أنتظر القبلة هنا ، يجب علينا تقبيل بعضنا كَأحباء" أخبرته ثم صمتُ مفكراً ، أخذت نفساً عميقاً ثم أردفت على حديثي قائلاً : "نحن يجب علينا نسيان جميع تلك القبل والليالي الماجنة ، ونبدأ مِن جديد ، فهذه صَفحة جديدة في قِصتنا" ودون أي جِدال وبكُل رحابة صدر إقترب هو ينظر لي بابتسامة صغيرة والتي سَيبتلعها ثغري بعد ثوان ، أعينه تنظر لاعيني بكُل جرأة وكأنه ينفذ طلبي السَابق ويقتل أطراف الخجل بداخلهأغمضت أعيني حين فعل هو ، ودخلت افواهنا في عناقٍ حميم على الفور رفعت عنقي وزدت مِن حِدة القُبلة بيننا ثبتت جسَدي على كوعاي ثم استلمت أنا كَامل السيطرة ، نشج أنين بيكهيون وقوية قبضته على قُماش قميصي وذلك كان دليل على حاجته للهواء ، فصلت القبلة حين اكتفيت ، فتحت أعيني ثم تنهدت كثيراً بينما تأملت ملامح بيكهيون المُبعثرة ، قبضته انحلت عن قميصي ولكنه لايزال يطرح كفاه على جوانب أكتافي بينما بات يجلس على حوضي فقد استقمت أنا جالساً أثناء تلك القبلة "أنت جميل بيكهيون ، وجمالك هذا هو الكمين الذي جعلني أنقاض خلفه ، لم أستطيع المُقاومة قوة جاذبيتك كَانت أكبر مِن أن تقاوم" مضت علينا الأيام سَلسة وناعمة وكأننا نسير على تلاً عشبي مليء بزهور الخزامى -اللافندر- ، لم نكن نركض كالمُعتاد بل كُنا نسير بتريث مُتشابكين الأيدي ، خطواتنا هادئة وبطيئة نسلتقي في بعض الأحيان ونعد سِرب الفراشات المُحلقة من حولنا ، كَانت القرية في حالة فوضى مُنذ صباح البارحة وذلك بعد الخبر الذي أشاع بهروب إبنة صاحب المِخمرة -آيرينا- تهافتت الأخبار والأحاديث عن سبب هروبها ، ولكن لم يكُن شيء مؤكد وذلك لأن السيد آي إلتزم الصمت ولم يقل أي شيء عن سبب هروب إبنته ولربما أن هذا الخبر تسلل خِفية وهو لم يكُن يريد الإفصاح عنه فأمر كهذا يُعد فضيحة وعار ، وفي صباح اليوم الذي يليه ثَكل صوت النِساء وزوجة عمي وإبنتاه وذلك بعد أن إستسلم عمي للموت بعد مُعاناة طويلة معه ، ذهبنا جميعنا إلى بيت عمي الراحل والذي سَنمكث عنده لمدة ثلاثة أيام في منزله كعادتة توارثها أهالي القرية ، وعلى الرغم مِن ذلك كُنا نتسلل أنا وحبيبي الصغير إلي منزلنا ثم ننفرد بزواتنا ونمارس شغفنا ببعضنا ، ففي حين أُلقي عليه الشِعر الشكسبيري وفي حين أخر أُلقي عليه القُبل الزجلية ، كنا نشعر بالحرية العظمى وذلك لأن المنزل كان خالي مِن سوانا ، حيث كَانت تصل بنا الجرأة لأن نمارس الجنس في غرفتنا والبَاب مفتوح وأحياناً في الصالة ، وفي حين يغمرني الشوق لأخي أثناء تأملي له وهو يعد الشاي ، فقد كَان حينها يتمايل بحركات يتعمد من خلالها اثارتي ،وقد كَانت هذه خطة ناجحة لأني إندفعت من مكاني وذهبت أحاوطه من خصره احشر ظهره الصغير داخل ضيق صدري ، ولكثير مِن الأوقات شعرت برغبة جامحة بغرزه بداخلي كمَا تغرز الشتلة بباطن الأرض وأن يغدو داخل ثنايا روحي كمَا يُرمى الدلو داخل فاه البئر ، "اليوم سَأرتدي لأجلك أجمل ثياب هيرا" همس لي بتعب ، كُنا مستلقيين على الأرض ولا أنكر أن كلانا يعشق ممارسة الجنس على الأرض اكثر من السرير ، ولربما هذا لأننا كنا نحب أن نقسو على أنفسنا بطريقةً ما "هذا يكفي اليوم حبيبي ، أنظر أنت تكَاد تتنفس" أخبرته بينما تاجت أناملي داخل خصلات شعره التي تدثر عني عيناه المُنسدلة للأسفل "ولكِنك أخبرتني أنك لم تكتفي مني ما الحل تشاني؟!" قال مستهجناً ثم تحولت ملامحه وجهه المنطرحة لأخرى عابسة بعدم رضى "حسناً أنا لن أكتفي مِنك مطلقاً ولكن هذا لا يعني أن نقوم بها أكثر مِن مرة في اليوم ، أنت تجهد نفسك حبيبي" أخبرته بينما ابتلعت ضحكتي حينما استقام هو بعرجة واضحة ، كَان يعرج أكثر من أول مرة لنا ،"لا أنت يجب أن تكتفي ، أنا لن أجعلك تشعر بالعطش هكذا ، يجب أن أرويك" انتفض غاضباً ثم بكى ، عضت على شفتي ثم لمت نفسي لأنه سمحت له بشرب كُل هذا العدد مِن الخمر "حسناً تعال لننام الأن وغداً سَنتفاهم في هذا الأمر ، فغدا سيعود والداي وهيرا للمنزل" أخبرته ثم استقمت أنا الأخر وشعرت بالوخز في ظهري وذلك بسبب الأرضية القاسية التي كنت أنا مُستلقي عليها "هي توقف" رميت قميصي الذي شرعت في ارتدائه هو الأخر بعد ما ارتديت بنطالي وهرولت ناحية بيكهيون الذي يقوم بتمزيق بعضاً مِن صَفحات كتاب مُجرم الحب "ما خطبك هل جننت؟!" وبخته ثم سَحبته من يده ونظرة للكتاب بحسرة فهو قد مزق الكثير هذه المرة "اللعنة عليك بيكهيون " زمجرت بصوتاً خافت ثم اقتلعت الأوراق الممزقة من يده ودنوت أخذ التي سقطت على الأرض "هل أنت طفل لتفاعل أمراً كهذا؟!" زمجرت في وجهه بضجراً شديد"تشانيول هذا الكِتاب لا تقرءه ، أرجوك أنا لا أحبه هو يريد يأخذك مني أنا مُتأكد" نظرت له ولكلامه الغريب الذي ينبس بِه "وكَيف لكتاب أن يأخذني مِنك؟! ، أنت ثمل بيكهيون هيا إذهب وأخلد للنوم وغداً عندما تعود لوعيك سَنتحدث بشأن هذا الأمر " أخبرته ثم مسحت على وجهي "أنا قلت لن تقرأه" صدح في وجهي بغضب ثم مد كفه في محاولة لاقتلاع الكِتاب من يدي ، وقفت مكاني أشد قبضتي على الكتاب بينما أنظر له بتعابير وجه منطرحة بفراغ أنظر لما يقوم بكدر شديد توقعته أن يستسلم بسُرعة ويبكي كما دأب أن يفعل حين تفشل محاولاته وكما اعتاد أن يستلسم لي ، ولكني لم أتوقع مُطلقاً أن ينتفض تجاهي بغضب ويصفعني على وجهي ، عضت على نواجزي وشدت قبضتي على الكِتاب ، رمشت بتريث وحاولت أن أهدء نفسي ببعض الكلمات وأنه ثمل الأن ، والأمر برمته هو خطئي أنا فلم يكُن يجب علي السَماح له بالشرب ،حركت عنقي بهدوء ثم نظرت له وكانت ملامحه شاحبه بينما أنامل الكف الذي صفعني به بات موضوعاً على ثغره بصدمة وخوف ، "إذهب إلى السرير" أشرت بيدي ناحية سريري بينما ملامح وجهي الحادة كانت كمَا هي ، سار بيكهيون مُتعرجاً نحو السرير ، صعد عليه ثم استلقى مُدثراً نفسه بالغِطاء وهالة الخيبة كانت تحيط به في صباح اليوم التالي عاد بقية أفراد المنزل ، كانت أمارات الحُزن تعانق ملامح أبي ، فقد كَان أبي هو الأكثر حُزناً على وفاة عمي البكر من بين الجميع ، لازلت أذكر كيف أنه كَان يحدثنا عنه بفخر في صغرنا حين كان يخبرنا أن نتخذه قدوة لنا في حياتنا ، فقد أفنى عمي نِصف شبابه للكنسية ، كَان رجل يشهد عليه الوقار والأدب والتواضع ، وحين خرج عمي من الكنسية بعد طلب من كبير الرهبان بأن يذهب ويتزوج ويسعى في حياته ، ذهب عمي وتزوج إمرأة عادية كَانت ملامح وجهها بها من القبح شيء وبسبب وجهها نفر منها جميع الذكور ولم يجروء أحد على الزواج مِنها سوى عمي ، وذلك ما جعل أهل القرية يشيدون به أكثر وأكثر كَان شهر أكتوبر يتوشح رداء السواد ، كانت القرية سَاكنة بشكل غريب ، وكنا كل يوم في الليل يوقظنا بكاء أبي الخافت ودعواته لأجل عمي في السَّماء ، ورغم حزني على أبي إلا أني كُنت منشغلاً مع بيكهيون الذي لم يبالي بأي مِن ما يحدث ، يأخذني كُل يوم إلى الشجرة العذراء ويطلب مني أشياء كانت تبدو غريبة بعض الشيء بالنسبة لي ، وفي مُنتصف أكتوبر صب مطر غزير علينا أصبت بالضجر لأن الزرع سَيفسد بالتأكيد ، بقيت طوال الليل ادعو أن يتوقف المطر ولكنه لم يتوقف قط ، كَانت عاصفة قوية ولن تتوقف بسُرعة "هيا تشانيول الأمر لا يستحق أنا سَاساعدك" أخبرني بيكهيون حين رأى وقوفي الطويل أمام النافذة التي اضطررت لأن أقفلها وذلك بسبب الماء الذي تسلل لمنتصف الحجرة "المُشكلة ليست في العمل بيكهيون ، المشكلة في النقود ، أنا قمت بزرع جميع البذور وسَنضطر لأن نتشري من جديد" أخبرته متنهداً ثم تحركت مِن عند النَافذة إلي سريري حيث يتوسطه بيكهيون "أنت هجرتني مُنذ ثلاثة أيام حبيبي ، وأنا مُشتاقاً إليك" أخبرني حين جلست أعطيه ظهري بينما ثبتُ كِلتا ذراعي على وركاي كجلسة دأبت أن أجلسها في كثير مِن الأحيان التي يكون فيها فكري مُضطرباً"أنا مُتعب بيكهيون اِبتعد عني" أخبرته بهدوء بينما نظرت للباب خلفي "ما خطبك ألم تشتاق إلي؟!" سمعت سؤاله المُستهجن مِن خلفي ، أدرت عنقي ثم نظرت له بازدراء ، فهو بات وكأنه مُنقطع عن العالم تماماً ويعيش في قوقعة فيها عالمه الخاص دون أن يهتم لِما حوله"اليوم رأيت الرجل العجوز في طريق عودتي للمرسى" تحدثت بعد فترة صمت وجيزة ، نظرت له باهتمام اعتدلت في جلوسي "وهل تحدثتُما؟!" سَألته بفضول وعلى الفور بدأت ترتسم علامات عدم الرضى في وجهه ولم أعلم ما السبب بالتحديد"لا أنا قطعت علاقتي به" تحدث ثم صمت مُفكراً ، نظري لي بهدوء مردفاً بصوت يتوارى خلفه القهر: "لم تكُن علاقة على أي حال ، كَان خيطاً رفيعاً وقمت بقطعه" "لا أرى أن هنالك سَبب يجعلك تقدم كُل هذا الضغينة له هو لم يفعل شيء ، فقد كَان صادقاً معك" أخبرته عن وجهة نظري فلا يوجد هنالك سبب يفسر كره بيكهيون المفاجىء له ، هو فقد أفصح عن ما يراه "لا أهتم له تشانيول ، فليذهب للمقبرة ذلك الخرِف وهل تراني أبالي لما يقوله" تحدث بانزعاج وكَان كلامه مُنافي لما يفعل ، فقد كَان بيكهيون يسألني للعديد مِن المرات عن سبب قول ذلك العجوز ما قاله وسبب اعطائي ذلك الكِتاب المشؤم بالنسبة له "غداً سنذهب للبلدة" أخبرته قاطعاً تِلك المُناقشة الغريبة والغير مُجدية بينما مددت كفي أمسح على وجهه "ما رأيك أن نذهب لسيول أرغب بأن أراها" تحدث بابتسامة خجولة كَان يحاول تحويلها لأخرى جريئة"ذات يوم سَاخذك فقط دعني أهيء نفسي"همست له مُتوعداً إياه بينما دنوت نحوه أقبل ثغره بهدوء "أجل أنا مشتاقاً إليك ، وغداً سافرغ كُل شوقي بهذا الجسد الحلو" أخبرته أمرر يدي على طول ذراعه بينما ابتسمت بوسع حين صدحت ضحكته الخافتة على مسَامعي ، اتجهنا في صَباح اليوم التالي إلى المرسى بحجة أن نجلب التلفاز الذي تأخرت طلبيته بالوصول إلى البلدة ، اتجهنا الى الفندق الذي ذهبنا إليه في المرة السَابقة فهذا هو النزل الوحيد الذي أعرفه في الإرجاء ، "أريد أن أطلب غرفة لنصف يوم" أخبرت الذي في الإستقبال وقد كَان نفس الفتى الذي كَان يقف هنا سَابقاً ، حتى أنه كَان يرتدى ذات الثياب التي رأيته بها أول مرة "هي تشانيول دعنا نختار الغرفة السَابقة" همس لي مُغمغماً برجاء ، ضحكت لظرافته ولاعينه التي تلمع نحوي وكأنها ليلة مُشعة "هل الغرفة السَابعة فارغة؟" سألته مُستفسراً وتنهدت ببعض السَعادة حين أومىء لي بالإيجاب ، قدمت له النقود ثم حملت المِفتاح الذي تتدلى من عليه ورقة مغلفة كُتب عليها الرقم سَبعة صعدت الدرج بينما حافظت على بيكهيون بالسير بجانبي لم اسمح له بالتقدم عني أو السير خلفي ، فقط كنت كُل ما أرغب به هو أن يكون بالقرب مِني تماماً فتحت البَاب وأول خطوة خطوتها نحو الداخل تلقيت حُضنً ضيق مِن بيكهيون الذي كَان يتمايل بجسدينا ، نظرت للباب الشبه مُفتوح ولكني لم أبالي ، حركت عنقي وغرزت وجهي بين ضيق كتفه ورقبته ، وسمعت كلماته التي يرددها على مسامعي كثيراً"أحب الإنفراد معك كثيراً ، حينها يراودني شعور العظمة ، ويشعر قلبي بالطمأنينة لأنك ملكي أنا وحدي ، يا لي مِن محظوظ تشانيول أنا أحسد نفسي عليك" ابتسمت بهدوء وابتلعت حين استشعرت نبرته التي تقاوم البُكاء "أنا ملكك بيكهيون ، بين كُل أولئك الجمع لا يهمني أحدٍ سِواك ، ويجب عليك أن تشعر بشعور الطمأنينة ذاك في كُل وقت ، لأني لن أكون ملكك حين ننفرد فقط ، أنا كَذلك في كُل الأوقات" همست له بينما وضعت جبيني على خاصته واغرقت أعيني الجافة كطبيعة حالها داخل النهر اللامع بين أهدابه الغزيرة"أخبرني أنك تحبني تشانيول ، لِماذا لا تقولها لي كثيراً؟!" أغمض عيناه بامتثال لخاصتي ، ابتسمت ثم حركت عنقي أُقبله على جبينه ، وبقيت هكذا لوقتٍ وجيز "لأن هذه الكَلمة لن تنصفني بيك ، فهذا يُحبك" أخبرته بينما وضعت كفه النحيل على جهة صدري اليُسرى "وهذا أيضاً يُحبك" أردفت واضعاً يده الأخرى على رأسي ثم أردفت قائلاً : "وروحي أيضاً تُحبك ، لذا كلمة أحبك لن تخبرك بالشكل المُناسب ما هو شعوري تجاهك ، أحبك هي كِلمة استسلامي لك ولكِن شعوري هذا تتطلبه كلمة أخرى ، اتعلم ما هي؟!"" لا شيء ، الصمت هذا هو الشيء الوحيد الذي لربما قد يعبر عن شعوري تجاهك ، فلا أفعال ولا كلمات قد تفعل ، حبيبي الصغير" لربما هو وقت ليس بطويل الذي وقعت فيه لبيكهيون ولكنها قد كَانت سنين طويلة هي التي كَانت تحاول دفعي نحو هاويته ، أشعر وكَأني أحبه مُنذ الأبد ، وأن حبي له اندثر داخل كياني ، مُنذ ذلك اليوم ندهني أبي فيه وأخبرني أن أمي أنجبت لنا فتى صغير ، ادخلني على الغرفة التي توجد بها أمي وتحاوطها عِدة نساء منهن خالتاي وعمتي والسيدة التي ولدت أمي ، أعيني كَانت ثابتة على ذلك الفتى الصغير الذي يثبت في أحضان أمي ، كُنت في الرابعة مِن عمري حيث كنت في مشَارف دخولي لسن الخامسة ، لا أذكر الكثير مِن ذلك العمر ولكن مولد أخي الصغير كَان أمراً ثابتاً في عقلي ، اقتربت بخطواتي الصغيرة إلى أمي التي تنظر نحوي بعطف شديد تراقب رِدة فعلي للفرد الجديد الذي كَانت تتوعدني بقدومه ، حين تقدمت مِن السرير وقفت مكَاني ونظرت للطفل الصغير الذي يغمض أعينه ويجعد وجهه بملامح باكية ، أحسست بأنه يتألم كثيراً الأمر الذي دفعني لأن أتراجع خطوة صغيرة للخلف ، ولكِني زممت شفتي للداخل ابتلع ريقي ذو طعم فاكهة الدراق وذلك حين فرق هو تشابك أهدابه وأوصل أعينه بخاصتي ، وأستطيع أن أجزم أنه قد كانت له ذات النظرة وذات اللمعة التي أراها الأن تتوشح أعينه رمشت كثيرا وذلك حتى أخرج مِن تلك الذكرى التي تشبه أضغاث الأحلام ، كَانت ذكرى بعيدة وقريبة ، عادية وغريبة ، أوصلت شفتي بخاصته تذوقت رِيقه بطعم العِنب والذي كُنت قد إشتريت له في طريق قدومنا للفندق ، لم أفصل القُبلة اللذيذة ولكِني تحركت أجذبه نحو السَرير وطرحته عليه أقبله بهدوء ، حركيت يداي على السَرير بضجر حين تذكرت البَاب الذي لايزال مفتوحً"سَأذهب لأوصد البَاب" همست له حين فصلت القبلة عنوة عن كِلانا ، رجعت بخطواتي حين أغلقت الباب وابتسمت بشوق حين رأيت بيكهيون يحرك رأسه في أرجاء المكَان"يبدو أن أحدهم إستأجر هذا المكَان مِن بعدنا" تحدث بعبوس وعدم رضى ، نظرت له بينما خلعت سُترتي وشرعت في خلع قميصي"بربك بيكهيون ، بالتأكيد سَيتم إستأجرها فهذا فندق" أخبرته بينما رميت قميصي بالقرب مِن السترة المُنطرحة على الأرض ، صعدت على السَرير بينما تقدمت منه زاحفٍ أنثر القبل على طرف خده وفكه "ألا يُمكننا شراء هذه الغرفة لنا نحن فقط" قال بصوت عابس بينما أمال لي رأسه حتى أستطيع الحصول على زاوية وأسعة مِن عنقة "اشش دعنا نكُف عن الحديث الأن ، ولاحقاً ساتشري لك الفندق بأكمله إن أردت" همست له ثم حركت فمي على طول جيده نثرت القُبل على عنقه وعلى بقية جسَده كما ينثر الربيع أنامله على رحابة الأرض ، لِساني كَان يمتص جلده بتريث وهدوء وكأن ما أفعله يتطلب دقة وتركيز عالي ، أعدت ثغري إلى ثغره أكثر جُزء حصل على القبل مني ، ثيابه كَانت قد تم خلعها مُنذ البداية ، يدي تتحرك على طول فخذه أتحسسه بِلا ملل أو كلل مُتجنباً خصره لأني كُلما مر كفي مِن خلاله أحسست بالخطر الشديد ، مرت الدقائق علينا ببطىءٍ شديدكُنا كمَا نحن ، ذات الجبل الذي باتت رحلة صعوده أكثر سهولة واللمسات التي رُغم أنها تزداد كُل يوم حرارة وسخونة إلا أن شغفنا وشوقنا تِجاه بعضنا كَان يَتماداها ، الحركات سَلسلة وصوت بيكهيون يصدح في الحين والآخر كلحنٍ مُبهج ، تشبثه بي ونطقه المُرتجف لاسمي بطريقة مميزة ، كَان يتهجأ حروف اسمي وكأنه يلتقم فاكهة رغم صلابتها إلا أنها لذيذة الطعم على لسانه ، الشغف مُستمركَانت تصب بضعة قطرات من أعينهم حين يقلبه الشعور المُتأجج بداخله ، يزم شِفتيها للداخل في حين وفي آخر يطلق الصراخ بأنين رقيق ، اغمض عيناه بغتة ثم ارتجف جسَده حين سكبت جل نشوتي بداخلي ، ارتجفت سَاقه ثم إستقام ظهره للأعلى مُغمغاً بكلمات شتى ، وما هي إلا ثوان ثم لحقني إلى قمة الجبل "هل أنت بخير؟" سَألته أراقب أنفاسه الثائرة حيث تصعد معدته للأعلى والأسفل بسُرعة وضربات قلبه أستطيع اِستشعارها ، خرجت مِن داخله بتريث بينما اغمضت أعيني للضيق الذي حاوطني فجأة يعجزني عن الخروج باسترسال ، استلقيت بالقرب مِنه ، انقلب بيكهيون على معدته وكنت أنا على ظهري وضعت ذراعي أسفل رأسي بينما هو وضع كفه أسفل ذِقنه ، وبقينا هكذا نتأمل بعضنا بهدوء وشغف ، رغم أن بيكهيون كَان يُشيح بعيناه في الحين والأخر إلا أنه قد كَان يُعيدها ويعمقها داخل أعيني ثم يمتثل بها نادراً بعيدة عنها مرةً أخرى"مَاذا تُريد أن تقول؟" سَألته حين لم أستطيع فهم نظراته المُترددة ولكني علمت أن هنالك حديث يطوف داخل ذهنه الأن"مِن ما خلق الله النشوة؟!" نبس لي على الفور وكأنه قد كَان ينتظر سُؤالي ذاك ، عقدت حجباي وثبتت يدي التي كَانت تبعثر شعره بكُل سرور "يا له مِن سؤالاً صعب" أخبرته بصوتً أجأش ولا أنكر أن سؤاله رغم غرابته إلا أني شعرت بالفضول تِجاه إجابته "ما رأيك أنت؟!" أردفت سَألاً أنا الأخر فأنا لم يسبق لي وأن قدمت مِن وهنالك إجابة في جيبي ، كنت في كُل مرة أتحدث فيها معه أعود إلى نفسي مُثقلاً بالأسئلة التي كَان يعجزني حتى طرحها "لا أستطيع أن أقول شيئاً في الرب وهو ليس بِه ، إنه أمر يُقلل مِن إحترامي لعظمته" تحدث مُفكراً ثم زم شفتيه ويبدو أنه في مُقاومة مع نفسه بأن لا ينطق ما جول على طرف لسانه "تحدث بيكهيون لا بأس" أخبرته بينما أبعدت جميع الخصلات مِن على جبينه لكي أتمكن مِن رؤية وجهه كاملاً "هنالك بعض الكَلام خُلق كي لا ينطق ولكن لكي يبقى هنا ، مُخزناً داخل القلب والفِكر ، وهنالك كلام أخر خلق لكي ينطق حتى لا يبقى عالقاً داخل القلب والفكر فبقاءه مُؤذي" تحدث بينما وضع سَبابته على صدري العاري يثبته كعامود"ما الذي تحاول قوله الأن؟" سَألته وشعرت وكأني لا أُجيد شيء بالقرب مِن بيكهيون ، كُل تلِك الكُتب التي قرأتها والمُعلومات التي حفظتها تندثر في كُل مرة يتحدث بها بيكهيون والذي يبدو وكأنه عالِم طاف أرجاء البلاد وعرف الظاهر والخفي مِن أسرار الحياة ، نظر لي بهدوء بينما تنهد بثقل ثم رد قائلاً : "الذي أحاول قوله خُلق كي لا يُقال" تسير بينا الأيام بتريث مَهل ، المطر رغم ظننا أنه توقف الا أنه كَان يصب علينا في الحين والآخر ولم يتوقف إلا بعد ذلك اليوم الذي باغتنا فيه الثلج فجأة ، كَان الجو مُتقلب للغاية وكنا في حالة تعجب لما يحدث ، ولكِن بعد تلك الليلة المُثلجة لم تعد السَّماء لتمطر مُجدداً ليشرع للجميع بإعادة زراعة ما رواه وأفسده المطركَان فصل الشِتاء هذه السنة دافئاً رغم شدة البرد فيه إلا أني لم أكن الشعور بأي شي وذلك بسبب أخي بقربي حيث كَان يرويني حُبً وأملاً ، فقد كَان يُفاجئني في مُنتصف عملي بقدومه للمزرعة أو الحقل ، حاملاً معه عِلبة الشاي والغداء أو العشاء إذا كَان حينها الوقت مُتاخراً ، لم ابخل عليه بالحُب حيث كُنت أحاول أن أغمره بكل مُشاعر الغرام التي تخالجني تجاهه ، أخذه لفندق البلدة ادفع كُل ما أملك مِن المال حتى يسمح لنا بالذهاب للغرفة السَابعة في الفندق وأحياناً إذا وجدنا غيرنا نزل بها نذهب ونطرق عليهم الباب ونجعلهم يتبادلون معنا الغرف لم نذهب إلى أعلى التل كثيراً حيث كَانت هي مرات قليلة هي التي صعدنا فيه إليه ولا أنكر شعور عدم الإرتياح الذي يلازمنا حين نصعد إليه ولكِن رغم ذلك كَانت الطمأنينة تباغتنا في الحين والأخر رميت الفأس ثم زفرت الهواء البارد ليخرج بخار كثيف من داخل فمي ، تحركت نحو خيلي بخطوات هادئة ، صعدت إليه وتحركت نحو الخيل فبيكهيون ترجاني أن أعود للمنزل بسُرعة اليوم ، حركت مُقلتاي في أرجاء الطريق وقد كَان شبه فارغ فالبرد قاسياً هذه الأيام ولن يخرج أحدهم من دفىء منزله إلا لدافع قوي "ربطت خيلي ثم نظرت لنافذة غرفتنا التي كانت موصدة بينما الستائر كَانت مُسدلة عليها ، ابتسم حين خُيل لي جسد أخي الضيئل مُندساً بين الأغطية بينما يرتدي قميصي وسُترتي بحجة أنهما دافئان أكثر مِن خاصته دخلت للمنزل وألقيت التحية على أمي وأبي الذان يجلسان على الصالة وبالقرب منهما هيرا التي تحل واجبها المدرسي ، استنشقت بعُمق وقد إستقبلتني رائحة الحطب المحروق الذي جعلني أشعر بالدفء"تشانيول تعال لنتحدث" ندهني أبي حين تحركت ناحية غرفتنا ، غيرت مسَاري واتجهت بخطواتي إلى أبي وأمي الذان يرنوان لي بنظرات سَطحية وهادئة كما الجو المُحيط بهما "ماذا أبي؟" سألته بينما جلست والهواء الدافء الذي يتسلل مِن المدفئة لامس جلدي وقد اقشعر بدني حينها مِن الدفء المِفاجىء الذي حاوطني"أتاني اليوم إحد أحفاد فتى قس البلدة وتحدثنا قليلاً" تحدث أبي بصوتٍ مُرتجف ،فأبي في الأوان الأخيرة نحف جسده وضعف عوده ، وتِلك القوة والسكينة التي كانت تطوف حوله طوال الوقت كَانت قد انحسرت نوعاً ما واستبدلها طيف كئيب وأسود تنحنح أبي ثم نظر لي باعين غائرة ويبدو أنه يرتب الأحاديث داخل عقله وأظن أن فكر أبي مُنشغلاً بشيئاً آخر غير الذي سَيحدثني به "هو أخبرني أنه تم خطبة أخته لفتى أخر ، هو قد إعتذر لي وأخبرني أنهم لا يرون فينا سِوى الخير والأدب والكَمال وأن لا عيب يشوب عائلتنا ولكنه تعذر بأنه تمت خطبتها لفتى غيرك لأسباب خاصه رفض أن يتطرق إليها" تحدث ثم حرك صفحات الكِتاب المُقدس التي تحركت بسبب الهواء الخفيف الذي هب من المِدفئة"لا بأس أبي ، مِن الجيد أنهم قد رفضوا فأنا لست باستعداد للزواج الأن" أخبرته بينما خلعت سُترتي حين شعرت بالدفء بدى يتحول لشعور مائل للسخونه "ولكني كبرت بالعمر بني ، وأريد أن أرى أحدكم مُتزوج على الأقل" تحدث أبي وقد بدأت نبرة صوته خائبة مِن الحياة مُستسلِمة للموت ، "حين أجد الشخص المُناسب بالتأكيد سافعل أبي ، أنا سَأذهب لأخذ قِسطاً مِن الراحة" أخبرته ثم استقمت مِن مكاني وتحركت أدير لأبي ظهري ولا أنكر شعوري بالضيق لرؤية أبي بذلك الإنكسَار الشديد ، فأبي كَان ذات يوماً شجرة ظليلة ، تنبع القوة من عيناه كما تنبع المَاء مِن شق الجبل ، يشاد به لقوته وعزيمته الشديدة ، ولكنه قد بدى لي الأن كمن يقضي أيامه الأخيرة ، كَان أبي كالكِتاب والأن كَان هشاً ورهيفاً ، واضحاً وغريباً ، بدى كَالصفحة الأخير "تشانيول" نده اسمي ، وقد بدى لي كالموت ينده الحياة ، إستدرت له ونظرت له بهدوء وشعور الضيق إستولى علي جميعاً "هل المزرعة بخير؟" سَألني ثم أشار لي بالرحيل حين اومأت له بالايجاب دخلت للغرفة بهدوء ، رفعت رأسي ونظرت للجسد المتكور أسفل الغِطاء ، ضحكت بخفة والعشور المُر الذي كَان يلازمني مُنذ ثوان بدأ بالاندثار بعيداً عني"ما هذا بيكهيون" سألته ضاحكاً حين رفعت الغِطاء ورأيته يرتدي سترتاي الإثنتان"اللهي تشانيول أنت على قيد الحياة؟! ، كيف لم يقتلك البرد بالخارج؟!" تحدث بصوتٍ مُرتجف "إذهب واجلس في الصالة المِدفئة سَاخنة ، صدقني ستذهب وتبحث عن البرد حين جلوسك بالقرب مِنها" "لا أريد ، على أي حال..." قال عابساً ثم ابتسم بوسع واعتدل في جلسته ويبدو أن ما سيقوله أمراً مُهماً "هل وصلك الخبر السَار؟"سَألني بملامح وجه سعيدة"أي خبر؟""لقد تم رفضك مِن قبل قس البلدة" كَانت نبرة صوته ساخرة ، عقدت حجباي ثم امعنت النظر له "أجل هو فعل لأني ذهبت وأخبرت قس البلدة أني لا أريد الزواج مِن حفيدته ، وقد أخبرته أن لا يحدث أبي فهو سيغضب مني وأن يجعل الأمر سِراً بيننا" ضحكت في نهاية حديثي حين لمحت الدهشة في وجهه وفاه الذي فغر ببعض الصدمة "وهل تقبل القس فعلتك هذه؟!" سَألني ويبدو أنه لا يصدقني "لقد رأيت عدم الرضى في ملامحه ولكنه إدعى رحابة الصدر ثم وافق وأخبرني بأن لا بأس حين اعتذرت له بتأسفٍ شديد"أخبرته بينما صمت مبتسماً ومددت يدي امررها على أرجاء خده المُزدهر ، وكأن زهور الشتاء تنبت هنا ، على خداه وطرف أنفه وبالتأكيد فمه الذي ينافس الكرز في لونه "والأن هل عروستي جاهزه للزواج مِني؟" اقتربت مِنه بينما ابتسمت له وشعرت ببهجة كبيرة حين سَمعت قهقهته الخجولة "لا لست كذلك" قال بينما كَان يحاو دفع ذراعي التي تحاول احتضانه "أذاً متى ما كُنت جاهزاً أخبرني وسَاخذك أنا لنتزوج"أخبرته بصوتٍ جاد بينما طرحت له ملامح وجهي لكي يتحسس الجدية أكثر"ومن هذا الذي سَيزوجنا؟!" تسأل مُستهجناً ببعض الحسرة والخيبة "انا لدي أنت فقط وافق" أخبرته بينما تأملته كَيف أن ملامح وجهه قد حامت بتعجب وعقدة صغيرة بين حاجبيه قد قُرنت ، أيعن النظر لي وكأنه يبحث عن عدم المِصداقية في قولي ، هو حاول تكذيبي ولكنه لم يجد سِوى الصدق وإني بالفعل أريد منه الزواج الصفحة السَادسة مِن كِتاب مُجرم الحُبّ : 'الحُب لن يؤذيك ، سَيقتلك فوراً.'
__________________________________________________________

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Sep 04, 2023 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

--Where stories live. Discover now