الطيف التاسع

1.1K 72 17
                                    

هذا الفصل إهداء مني إلى القارئة الحبيبة "خديجة محمد" أشكرك على دعمك الرقيق.
تفاعل يا بنانيت
#_الطيف_التاسع
لم يكن بحاجة إلى نقل ما أسعد به أبوه قلبه، فصمت الليل كان كفيلًا بأن تصل نغمات عباراته إليها لتسأل على الفور
- اللي سمعته دا صح؟

لم يستطع تحديد شعورها بهذه اللحظة، أهي سعيدة لفقدان من كان يتفنن قبل ساعات بالتمرجح فوق أحبال كرامتها أم حزينة على أب كانت تتمنى أن يكون لها خير معين!  لذا حاول حجم شعور السعادة الذي يمرح بين شواطيء قلبه وأجابها بنبرة أصبغها بالهدوء
- صح.
ليكون الشخص الثالث بينهما الصمت بعدما غادر أبيه لشعوره بعدم اكتراث ولده، حاول إجلاء الكلمات من حنجرته إلا أن لسانه عجز عن ما يصف به الموقف الحالي، أيطلق العنان لسعادته فيحزنها أم يكذب ويبدي لها أسفه على ما حدث وهذا الخبر جعل يومه أكثر سعادة، لم يكن من الشامتين بالبلوى يومًا ولكن ألا يحق له السعادة لاحتجاز الظالم خلف جدران العقاب، ألا يحق له أن يسعد لتحقق العدل بوجود من هو مثله في مكانه الطبيعي! حتى وإن كان ما حدث لرجب يضر بسمعة العائلة ولكن ألم يكن جلبه للسكارى بمنزلهم إلى بعد منتصف الليل يسيء بسمعتهم؟!

- مش عارف تقول إيه صح؟
كان هذا قول دنيا التي أنقذته من حيرته التي كانت تأسره بين ذراعيها فرد بما أملاه عليه عقله
- خير أكيد اللي حصل دا خير ممكن بعد ما يتعاقب يرجع عن ذنوبه ويتوب لربنا سبحانه وتعالى وهنا هنقدر نتقبله من قلبنا.
- أنت عارف أنا مش زعلانة إنه اتسجن.. كنت بتمنى اللحظة دي أصلًا وغصب عني في أوقات معينة اتمنيت اللي أصعب منها.. مش هقول كنت نفسي يكون أب كويس لأن وقت الكلام دا فات ربنا يهديه إنه وصلني لدرجة إني بدل ما أزعل على سجنه وأخاف.. أحس بالراحة والأمان اللي أنا حاسة بيهم دلوقتي.

ابتسم عبدالرحمن وأسرها في نفسه، فلم يحدث ما كان يخشاه من تدهور حالة دنيا النفسية بعد اعتقال أبيها بل ما توقعه هو ما حدث ليحاول تغيير الموضوع بقوله
- عايز بقا الدنيا بتاعتي تقولي كانت لابسة أسود النهاردة ليه.
بخوضه الحديث في فستان الليلة جعل ابتسامتها ترتسم على وجهها وهي تتذكر مظهرها اليوم والذي لم يكن ينقصه شيء سوى بعض الزينة التي حرمت عليها لتقول بما راود عقلها
- على الرغم من إني فكرت في اللون الأسود عشان أعاندك بس عجبني أوي كان بس ناقصه الميكب وكان هيكون تحفة.

لينطق بمكر
- طب ما أنتِ حطيتي.

غزا الإحمرار وجهها بعدما تبين لها أنه انتبه إلى اللمسات التي وضعتها بعد مغادرة المعازيم، فلقد تركته عدة دقائق واختلت بنفسها ووضعت أشياء بسيطة لن ينتبه إليها الكثير إلا أن ذاك المكار قد انتبه إليها بل ويشير لفعلتها الآن متعمدًا إثارة خجلها الذي يثير إعجابه.

ليتابع
- مش كان أحلى حاجة إن مفيش حد شافك بالزينة إلا أنا؟! إنك تعملي حاجة خاصة بيا أنا بس.. أنا لواحدى اللي أشوفها وتهتمي بكدا.. دا انتصار بالنسبة لي

لطيفها عاشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن