الطيف العاشر

997 61 9
                                    


هذا الفصل إهداء مني إلى القارئة الجميلة والداعمة لي دائمًا "رغد جميل الجمل" شكرًا لدعمك الدائم أتمنى من الجميع الدعاء لكِ بالتوفيق في مرحلتك الحالية♥️
"يحدث أن نشاهد بلاءً عظيمًا أمام أعيننا فنظل نهرب من تصديقه ونحاول جعله  كابوسًا ولكن بالنهاية يصفعنا الواقع بأن اعتقاد البلاء حلمًا ليس سوى حلم"
#الطيف_العاشر

- آه لو كانت الدنيا كلها عبود
هكذا ردد لسان دنيا بعدما أغلقت الهاتف للمرة التي لا تعلم عددها مع عبدالرحمن، تشعر بحالة مزاجية رائقة كلما أغلقت معه، ومن يحزن وهو يجد شخصًا يعشقه هكذا بل إن هذا لم يكن أي شخص فحسب بل هذا عبدالرحمن الذي كلما قارنت بين نبرته الحازمة مع طلابه في الدرس ونبرته العاشقة حينما يتحدث معها تشعر وكأنه بدل بآخر، كلما نظرت إليه وعيناه لا تطأ عيني إحدى الطالبات بل دائما ما تنظران إلى الأعلى كما عُرف عنه بينما هي حينما يكون برفقتها لا تبارح نظراته لعينيها ثانية واحدة وكأنه يتشبع من النظرات إليها حد التخمة فلا يقدر إلى النظر لغيرها.

مزاجها هذا أجبرها على التقليب بالهاتف ومشاهدة الحالات الخاصة بأصدقائها إلى أن أعجبتها إحدى الأغاني الرومانسية التي كانت تضعها صديقتها على صورة اثنين من الممثلين ذوي الجنسية التركية لتذهب إلى أحد مواقع السوشيال ميديا الشهيرة وتأتي بالأغنية من بدايتها ليبدأ عداد الذنوب بها وبصديقتها التي كانت سببًا لسماعها إياها وجرفها إلى هُوَّة الذنوب.

بذات الوقت
كان عبدالرحمن خارجًا من بيته متجهًا إلى مركز الدروس لتقبل على أذنيه باستحياء موسيقى خاصة لإحدى الأغاني التي يستمع إليها كثيرًا تهفو إلى أذنيه من السيارات وبعض أدوات النقل ليعقد حاجبيه باندهاش من اقتراب الصوت من منزل العائلة الذي تسكنه دنيا وشقيقها، اعتقد أن أحمد هو من يديرها إلا أنه استبعد الفكرة سريعًا لعلمه أن الآخر لا يستمع سوى الأغاني الأجنبيه لتشتد ملامحه بغضب ويكشر عن أنيابه حينما أدرك أن المستمع ليس سوى دنيا.. تلك التي لم تكف عن إغضابه ومخالفة أوامره، ليطرق على الباب القريب منه ويقف جانبًا بانتظار فتحه ليتحقق مراده وتفتح له بذاك الاسدال الرمادي الذي حفظ شكله، تفاجأت دنيا به يقف أمامها وحاجباه مرتفعان باستنكار فوزعت أنظارها بينه وبين الهاتف الذي تصدح الأغنيه منه فلم تفعل سوى أن ابتسمت إليه ابتسامة مرتبكة وقذفت الهاتف على أقرب مقعد إليها ليظلا واقفان على نفس الهيئة بينما الموسيقى الرومانسية تصدح من خلفهما.

- روحي اقفليه.

قالها عبدالرحمن بهدوء مخيف وعيناه تشيران إلى الهاتف فطالعته في البداية بعدم فهم إلى أن أدركت ما يرمي إليه فهرولت سريعًا إلى الهاتف وأغلقت الصوت منه ثم عادت إليه تقسم
- والله ما كان قصدي أسمعها.

أشار على أذنيه بمعنى أن تعيد ما قالت فامتنعت خوفًا لتقول
- كنت بسمع استوري وسمعتها غصب عني.
راوغت في حديثها، فلم يكن ما قالت هو كامل ما حدث لتظل نظراته على حدتها فطالعته بقلة حيلة عاجزة عن مصالحته بهيئته هذه التي لا تدل على الغفران فكاد أن يبتسم من داخله إلا أنه أراد معاقبتها على ذنبها كي لا تكرره مرة ثانية بعد العديد من المرات التي سامحها فيها ليقول
- مفيش كلام بيني وبينك لمدة يومين.

لطيفها عاشقWhere stories live. Discover now