الطيف الثاني عشر

1K 71 14
                                    

ملحوظة: حصل خطأ مني ونشرت الفصل الحادي عشر ومكنتش عملت نشر الفصل العاشر ومعرفتش غير من الكومنتات فاللي مشافش العاشر يشوفه عشان يفهم الأحداث
**********
أهدي هذا الطيف إلى القارئتان الغاليتان " Uoahi kawter" و"Etap Elbarky
الطيف الثاني عشر
" وأما ذوي الأفئدة العاشقة فلا خوف منهم مهما اشتعل فتيل غضبهم فحتمًا سيفيض العشق بمرحلة ما ويطفيء ما عانى الخطأ لإشعاله"

عقله يمتطي دابة الضياع ولا يجد من ينتشله من فوقها ويشير على الطريق الصواب الذي من المفترض أن يتخذه، إلى الآن لا يصدق ما يمر به، يشعر وكأنه كابوس مقيت وسيفيق منه يستعيذ بالله على بشاعته، الليلة كانت من المفترض أن تكون أجمل ما مر بحياته، حلمه الذي قضى لياليه في تخيل روعته، فلم يكن يتصور أن الحلم سينقلب عليه ليتمنى لو لم يتحقق أبدًا فطريقة تحمله مرهقة، مرهقة للغاية.

شرد عقله في تذكر هيئتها التي كلما تذكرها اجتمع النقيضين بقلبه ولا يدري كيف يحدث ذلك، فالنفور يملأ عقله والعشق يزاحمه، الغضب يسكن قلبه والشفقة عليها تقتله، لم ينسَ أبدًا نظراتها المرتعبة التي جلدته بها، فآخر ما تمناه أن تخشاه دنيا.. هو أمانها الوحيد، كيف لها أن تخشاه! ولكن ماذا عساه أن يفعل؟ لا يقدر سوى أن يجافيها هكذا، فكلما تقابلت عيناه معها أرهقت غيرته قلبه وجعلته بحاجة لفعل ما يخمد ذاك الغضب بالانتقام منها، ولكن ما يوقفه فقط أنها هي دنياه وهو عبدالرحمن، ومهما فعل لن يقدر على عصيان قلبه وأذيتها مهما وسوس له شيطانه بفعل ذلك، مرت على عقله ذكرى ترجيها له وكلماته القاسية التي سقاها لها، يعلم أنه فاه بما ألجم قلبها ولكن على قدر الألم تخرج الكلمات وهذا كان وقع ألمه على كلماته، ترجته أن يستمع إليها ومن المفترض أن ينصاع لرغبتها ويستمع فمن حقها الدفاع عن نفسها ولكن كيف له أن يجلس برفقتها ويستمع إلى حديثها عن غيره حتى وإن برأتها كلماتها، كانت الغيرة تتآكل قلبه كلما نطقت اسم أجنبي عنها بل كان يجن جنونه ويتصنع عدم المبالاه لعدم أحقيته من قبل فكيف له أن يتحمل دفاع لسانها عن شخص آخر غيره، كيف لقلبه المكلوم العاشق أن ينصت لكل هذا، حتمًا سينفجر من فرط الألم.

خبط على رأسه بيديه وكأنه جن مما يحدث له، فعاد بعقله إلى الرسائل التي قرأها مرة أخرى وهو يفكر في طريقة لإثبات براءة دنيا.

حينما اقترب من المنزل حين عودته من الصلاة استمع إلى صوت أبيه الذي لفظ اسمه بقلق فاستدار له بعدما رسم ابتسامة على وجهه
- خير يا أبي.
ليسأله أبيه بقلق
- خير يا عبدالرحمن إيه اللي نزلك النهاردة يا ابني في إيه؟
ليعقد عبدالرحمن حاجبيه قبل أن يسأله باستنكار
- وليه منزلش يا أبي وأتخلى عن صلاة الفجر عشان إيه؟ مهما كنا في قمة السعادة مينفعش ننسى ربنا.. ربنا سبحانه وتعالى أولًا والدنيا فيما بعد عايزني أأخر فرض ربنا أو أتكاسل عن إني أروح المسجد وأنا ربنا مغرقني بنعمه وقدرني إني أتزوج في الوقت اللي غيري مش عارف يعمل الخطوة دي؟

لطيفها عاشقWhere stories live. Discover now