3D³..

293 42 15
                                    



☆★☆





لبُرهةٍ علمت أنهُ كان كشُعاعِ الشِمس البُرتقالي
المصبوغِ بالذهبي حين الغروب لا يظهر سِوى
عِندما يوشك قُرص الشمس على طوي اجنحته





«🪐»
..





الخامسِ و العشرين مِن أيلول
الخامسةُ و النِصف مساءً ما قبل الغروب
ببِضعِ دقائق مضت خمسةُ أيام على مواعدتِنا
و تبقى فقط يومان أي أنهُ سينتهي الأمر قبل
يومِ مولدي بيومٍ واحد فقط!!
أعلى قمةِ مُنحدر كان يقف خلفي يحتضني
مُخبئني بين حنايا مِعطفِه ظهري الذي يستند
على صدرِه و نظرُنا مُصوب نحو مظهرِ الشمس
بدأتُ السماء تنصبغُ بالبُرتقالي المُلطخ بالذهبي
تبادر إلى ذهني مواساتِه لي و حديثهِ معي في ذلك
اليوم الذي قبل البارحة حين أخذني إلى صالةٍ رياضية
و البسني قُفازاتِ المُلاكمة جعلني أُفرغ جوفي بلكمي
لكيسِ المُلاكمة ذاك و أنا أصرُخ و اشتُم بينما لم يسألني عن شيء تركني على حالي لِما يُقاربُ الساعة بطولِها
كيف تحملني أنا لا أعلم فقط بدى مُسترخيًا و مُتقبلٍ
لوضعي بكُلِ بعثرتي حتى توقفتُ بتعب شعري الذي التصق بجبيني و تنفُسي الذي تسارع أثر تعرُقي إنهُ الشِتاء الشِتاء و ليس الصيف لكن يبدو أنني
كُنتُ غاضبةً و بشدة


مد إلي زُجاجة الماء و جعلني استريح على المِقعد
خلع عني القُفازات و ما زلتُ اتساءل كيف يُمكنه
البقاء بذلك القِناع طوال الوقت ألا يختنق؟!
قاطع حِبال تساؤولاتي بقولهِ
"هل تشعُرين بتحسُن؟!"

أومأتُ لهُ بالايجاب فِعلًا كان جوفي فارغ مِن الغضب
و أشعُر بتحسُن ملحوظ كانت طريقتُه فعاله جدًا للتنفيس عن غضبي و كَ عادتِه يُباغتني باحتضان كفاي بين كفيه و بنبرةٍ حنونةٍ تساءل "الآن أخبريني ما بكِ؟!"

"ماذا أُخبرك؟!"

"ما يُثقل كاهلكِ"

احنيتُ رأسي قليلٍ ثُم قررتُ بعثرةَ بقايا جوفي أمامه
لا أحد سِوانا في هذهِ الصالة المليئةِ بالمُعدات الرياضية
و ضوءٍ خافت ينبعث في ارجائها موسيقى خافِته مُريحة كُل ما حولي يمنحُني الموافقة في الحديث
استجمعتُ نفسي و تحدثتُ بشرودٍ لم انتبه له

"طيلةَ حياتي كُنتُ ابحث عن الأرض الوطن الذي انتمي إليه قولٍ و فعلٍ مُنذُ صغري و أنا اتعرض للتوبيخ على أشياء لم ارتكبها بحُجة أنني الفتاةُ الكُبرى لم يرى أحد نُدوبُ قلبي أثر تِلك الكلِمات التي رُميتُ بها دون عناء مِنهُم كان الأمر بمثابةِ التعذيب الطفيفِ لروحي الصغيرة"

اخذتُ نفسٍ عميق إثر اختناقي مِن تلك الاحجار
التي علِقت في صدري مواصلةٍ قولي تحت انصاتِه

"لم أتمكن مِن دراسةِ الجامعة لفترةٍ وجيزة و كان عليَ حملُ اعباء المنزل على عاتقي لم اتذمر فذلك ليس مُهم و لكن حين يُصبح الارهاق نفسيًا و جسديًا معًا يُصبح الأمر مُتعبًا لم اشتكي و لم يسمع أحدهُم صوت توسُلاتي الدائمة لم يرى أحد مُحاولاتي في المواصلة كُنتُ مُحاطةً بالكثيرين لكن لم يفهمني أحد لم يرى أحد تلك الكدماتُ التي خُلفت على جُدرانِ قلبي كبرتُ و أنا أحملُ اثقالي بمُفردي لم يكُن لي كتِف استند عليه و لا ذراعين تحتويني حين ابكي و لا من يرى حُزني مِن لمعةِ
عيناي الباكيتين لدي شقيقتي و صديقتاي و أنا شاكره لوجودهِن لكن الأمر مُهلك أن تُثقل جوف أحدهُم باثقالِك كان هذا ما يجعلُني اتردد كثيرًا بقولِ ما يُرهقني و الآن أنا هُنا وحدي ليس لي أحد في سول الضخمة"


3D Where stories live. Discover now