الأُمْسِيَةُ الباردة

117 11 8
                                    


في مدينة سيراكيوز لنيوروك تحديدا داخل مركز محطة التلفيزيون للإختبار تجلس هزاان على أحد مقاعد القاعة منتظرة دورها وهي في غاية التوتر و الخوف مظهرة ذلك في اهتزاز قدمها اليمنى و عض أظافر يدها اليسرى..تمنت لو كان هناك من يقف بجانبها في مثل هذه اللحظات يعزز قدراتها و يرفع من معنوياتها فقط احتاجت الى بعض الثقة و القوة لمواجهة مخاوفها..
قررت اثناءها مهاتفة والدتها المقيمة في كانكون (مدينة في المكسيك) آملة ان تسمعها بعض كلمات تحفزها و تدعمها لتتلقى الرد من الطرف الآخر بعد الرنة الثانية متحدثة بنبرة مستعجلة توحي أنها مشغولة في عملها قائلة لها
" عزيزتي هاتفيني لاحقا..لست متفرغة حاليا "

ردا كهذا كان قد تبادر إلى ذهن هزاان قبل مهاتفتها لتقول في سرها مستهزءة من نفسها

" الوقت الذي ستتفرغ فيه هي من أجلي.. لابد أن يكون يوم نعشي "

حسنا لا مجال للأفكار السوداوية الآن هذا ما أضافته هزاان في سرها أيضا مستطردة ما يحبطها في لحظات كهذه..فترد على والدتها وهي مصرة على تطلع القليل من إلتماس في بعض كلماتها لتقول بنبرة متطلبة
" لن آخد الكثير من وقتك.. فقط تمني لي التوفيق "
إستغربت والدتها من طلبها لتردف متسائلة
" حظا موفقا !..و لكن ما الأمر ؟! "
في ذات اللحظة امتزجت ملامح هزان ببعض السرور و الكثير من الإستياء كونها إلتمست القليل من الإهتمام في سؤالها الذي يكشف عن مدى اللامبالاتها في تذكر ما يخص شأنها.. لتجيب عليها محاولة كبح دموعها
" إنه يوم الإختبار.. سأقدم موجز إخباري بعد لحظات "
استذكرت والدتها نسيان أمر ذلك لترد مربكة
" اذا التاريخ كان اليوم..في الواقع بنيتي هذه الفترة انشغلت كثيرا بالمطعم و نسيت تذكر ميعاده.. أنا آسفة حقا "
ابتسمت هزاان لإعتذارها تفكر ربما إستشعرت ببعض إهمالها فتريحها قائلة
" لا عليكِ.. أنا أيضا بالكاد اتذكر أشياء و.."
لم تكمل جملتها كون والدتها قامت بمقاطعتها تخبرها بنبرة مستعجلة
" اعذريني و لكن علي انهاء المكالمة..الوضع بحاجتي وليس من اللائق التأخر عن الزبائن أكثر..حظا موفقا مجددا عزيزتي.. انتظر منك أخبار سارة..وداعا "
إستوقفتها هزاان للحظة قائلة لها
" لحظة لا تغلقي..أنا متوترة جدا..و أخشى أن أخفق هذه المرة "
إستشعرت بمدى ضجر والدتها من خلال سماع تنهيداتها ترد عليها بنفاذ صبر
" هزاان الفرص لا تنتهي حسنا.. فقط قدمي ما لديك و إن رسبتي فلن تكون النهاية..بإمكانك الإشتراك مجددا.."
تذمرت هزاان من ردها لتنفعل مردفة
" أنك حقا على ثقة من عدم نجاحي "
زمجرت والدتها عبر مسامع هزاان وهي تجيبها مفصحة عن رأيها
" كما أخبرتك سابقا و أكرر أنتي بحاجة الى معهد دورات التدريب ابنتي ..أسلوبك و طريقة لفظك ليس بكافيا لتقفي أمام اللجنة هكذا..عذرا على صراحتي و لكن لزلتي تفتقرين للموهبة عزيزتي..لذا لا داعي أن تطلبي مني توفيقا أو ما شابه فكلانا يعرف النتيجة.. عليك فقط تقبلها..و الآن قد أخذتي الكثير من وقتي عبثا..و علي أن اغلق.. أرسلي قبلاتي لشقيقتك.. وداعا "

ربيع العمر 🥀 Where stories live. Discover now