مشاعر غير متبادلة

87 6 4
                                    

" كأنه كتب علينا هكذا ، معلقين في منتصف الأشياء كلها ، لا نحب ما يحدث ، و لا يحدث ما نحبه "

< احمد خالد توفيق >

____________________________________

في المساء داخل منزل ياغيز مانويل :

كان ياغيز يجلس في غرفة المعيشة يطالع صور الألبوم كعادته متأملا صور المرأة التي لطالما أحبها بصمت و لزال يفعل..استمرت أعينه بالوميض كلما اختلج تفكيره لحظات إلتقاءه بها صباح اليوم..ليبتسم بإشراق عندها محدثا أحد صورها قائلا

" اخيرا عثرت عليكي "

أمل قد تجدد داخله بعد أن قرر القدر وضعها في طريقه ثانية معتقدا أنها فرصته لإطلاق صراح مشاعره و لكن ما لا يعلمه هو مذا لو كان للقدر شأن آخر لحياته..

بينما هو كان متلهف لبناء أمال جديدة.. كان هناك من يتخبط بين عقله و قلبه اللذان يحاولان سويا اكتشاف احاسيس و مشاعر غريبة قد تغلغلت داخلهما نحو الأعماق دون انذار مسبق..هزان التي تحاول فهم ما يجري معها كانت تتقلب لساعتين في سريرها كلما أرادت أن تغلق جفونها تأتي صورته أمامها..محتجزا ذهنها تماما ينفرد بإنشغال تفكيرها فيه لوحده دون غيره ليكون مستوليا كليا على عقلها و كان كل ما يمتاز به هو له تأثير قويا يصيب قلبها بشدة يدق ناقوسا لدخول مشاعر عاطفية جياشة متعطشة لأشياء أعمق مما تتخيل.. منذ وهلة رؤيتها له و هي تدرك أنه لا شيء طبيعي يحدث بداخلها...

تملكها الأرق و التوتر لعدم إستطاعتها النوم مما جعلها تتضايق و تتوتر..احتارت متسائلة بين نفسها تقول

" يا إلهي مذا يجري لي.. لما قلبي لزال يخفق بقوة هكذا..بل أكثر من ذي قبل..شيء غريب يتغلغل بداخلي لا أعرف إن كان مذهلا او مخيفا و لكنه يصيب أعماقي..ياغيز مانويل هل أنت مرضي الجديد..مالذي تفعله بي..لست هنا و لا تقف أمامي و لكنك لم تغادر تفكيري للحظة فمذا يعني كل هذا.. يبدو أنني أصبت بمرض فريد من نوعه هل يعقل أن يكون.. ( وقفت مذعورة تنكر ) يستحيل ذلك يستحيل ان يحدث بسرعة هكذا..أنا انا بالكاد اعرفه فكيف يمكن الوقوع في حبه دون أن تحصل أمور بيننا..لاشك من أنه وهما أو ربما ربما يكون إعجابا و سينتهي مع الوقت.. و لكن مذا لو... لا لا يا إلهي ليس هذا ما كنت أنتظره "

زاد توترها و خوفها لتدخل إلى الحمام تقوم بغسل وجهها مرارا و تكرارا تحاول الإستيقاظ من وهمها و لكن حين نظرت إلى ذاتها بالمرآة احمرت أعينها بشدة مما ينبأ على نزول دموع حارة..رموشها المبللة الحزينة أسدلت ستارها لتغطي نظراتها الباكية..بينما كان يعبر من بينها دموع صامتة على الجفون..عادت هي لنظر مجددا إلى المرآة تراقب نزول دموعها متألمة تقول في سرها

" إن كان قدري أن أحبه حقا فعلي القول مرحبا بعذابي الجديد..كم هو قاسيا أن تنتظر الحب و يأتي من طرف واحد و ذاك الطرف يكون أنا.. يا إلهي لا تجعل هذا يحدث..فقط أريد حبا متبادلا..حبا صادقا قويا.. الرجل الذي بأحلامي قال أنه سيأتي من أجلي سيأتي لأجل حمايتي و إحتوائي من وحدتي..( بكت بحرقة ) ليس الذي أتى من أجل محاربة أمثالي الذي لا يرتاح لي و يمقت رؤية وجودي..فكيف لهما أن يكونا ذات الرجل..(مسحت دموعها متفائلة ) مؤكد من أن هناك خطب ما ربما ربما أكون مخطئة و رجل أحلامي لم يأتي بعد "

ربيع العمر 🥀 Donde viven las historias. Descúbrelo ahora