البآرت ٢٣

666 400 19
                                    

..........••.........

« في المستشفى »

تحرك كفها الصغير بوجه وتستشعره ودمعتها طاحت بحسنها الطفولي وشهقت ورتمت بحضنه بقوة وتشد به وتصارخ ببكاء العالي. بَهِيج ، بعدت عنه وقبضت بكفها الصغير وتضرب بصدره بعشوائية بعصبيه وصراخ ، كذاب انت مب بَهِيج كذاب أكرهك ليه رحت وخليتني اكرهك انت مب اخي بَهِيج ، حركت وجهها وهي فاتحه عيونها وما تشوف الا الظلام الدامس ، برجس صحيح انهم يكذبون علينا هذا مب بَهِيج  ، لا تصدقهم يا برجس يكذبون بَهِيج واقف هنيا ناظره ذلحين يقولون في المستشفى ، هم يضحكون علينا صحيح انا أكره ، طاحت وانهشت بالبكاء المرير وشهقات متتاليه ، أكره

آبو بَهِيج شالها من على الأرض وحضنها بقوة ويمسح بشعرها ودمعته بعيونه:اذكري ربش يا يبه ، صدقي هذا أخيش الكبير اللي دايم تلعبين معه وتتعبينه بمطلباتش ومزحش اللي دايم برجس يقول ثقيل لكن هو يقول على قلبي خفيف وأحبه  ، صدقي يا البَريق هذا بَهِيج اللي يغليش ومدلعش ويوديش السينما لجل تتابعين الفلم اللي تحبينه هذا بَهِيج اللي لا مرضتي يسهر معش ويوديش المستشفى ويحاول يطبخلس الأكلات اللي تحبينها ويعفس المطبخ فوق تحت ، هذا بَهِيج اللي يذاكرلش ذروسش ويحل لش واجباتش ، ويوديش المدرسة ، نزلت دمعته بحرقه ويكمل ، كيف تكرهينه يا البَريق كيف قلبش قسى على اخيش اللي يمزيش ولا يرضى

حد يزعلش وينزل دموعش ولو بالغلط كيف

تقولين تكرهينه وهو ما يديعيش الا بنتي البَريق ، هذا سندش وعزوتش اللي لا طحتي يشليش

ويحطش فوق راسه ويهتم فيش هذا أخيش يا

البَريق أخيش اللي اقرب شخص لش ومن

دمش ولحمش ومن رحم واحد وام واب واحد تكرهيه وهو سندش في هذه الدنيا من بعدي..

بَهِيج يناظرها وعيونه مليانه دموع ومن شدة الحسرة سالت دموعه وتطيح وحده وراء الثانيه متألم من حالهآ وطفولتها اللي صارت منكوية الصخور، مخطوفة اللون، تساؤلات واجد تدور بعقله ، كيف ومتى فقدت بصرهآ أخته اللي عادها صغيرة وفيهآ المرح والحيويه وتطير كالفراشة من زَهْرٍ إلى زهر بين البساتين والازهار ذابت وفقدت بريِقها ، النور المضيئ الساطع ، ذبلت وراح عطرها والصوت صار بدون صدى وأجنحتها انكسرت ودموعهآ دائما تغسل عيونها القهوية وتلمع كا اللؤلؤ على شكل قطرة الثلج مع لؤلؤ المياه العذبة والفضة ولا راضيه تتوقف تطيح بين خدينها البريئة كسقوط السيف إلحاد وترك اثر جرحه فيهم ، مالقت لها سبيل سوى خدينها الناعمه ، وصرخات داخلها متكررة ، بسبب الموقف وحجم الحزن اللي سكن بداخلها أكبر من أن تتحمله، وقلبها هالكة البؤس والضيق ، تبكي لإنها صارت تجهل كيف بإستطاعة المرء أن يفر من ألمه وهي دائمآ ملازمهآ ولا يفارقها صار لها مثل الظل الموحش اللي دايم يتبعهآ ويراقبهآ بكل بسرية تامة، ولا لهآ مفر منه والحزن صار جزء منهآ ويشاركها في تفاصيل حياتهآ الممله وتحاول أمها بقدر استطاعتهآ انتزاعه من ملامحها وترجعها البَريق اللي تضىء لهم النور لكن بلا فائده رافضه بشده وتاركه الهم والضيق والحزن يتنفسها مثل الهواء حتى صارت أيامها سراب ووهم تاهت بين امواج الحزن وسفينتها ابحرت وغادرت الميناء وتاهت بين شواطئ الاحزان مجاديفهآ طريق الدموع والعبرات والاهات ، من يلومهآ وهي فاقده سندها وعزوتها في الحياه ، كيف ما يبغونها تصاحب الحزن والدموع والظلام المؤحش وتترك الحزن يداهم سور قلبها ويحترق عيونها قبل قلبها الرقيق من غير مقاومة ، استسلمت ورفعت رايتها وتركته يقتحمها بالكامل حتى صار بستان تنتزه بداخله !!.

ماهويت مـن الهوى واهل الهوى الا وليفٍ Opowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz