البآرت ٣١

1K 351 91
                                    

...........••...........

   متكيي ظهرة العريض على جذع الشجرة الضخمة الخضراء ممزوجه مع ورود زهراء وصفراء خلابة كالوان الربيع الملفتة ... رافع كفه اليمين ومثبت به جواله وكفه اليسار كل بعد فترة يقبض به بقسوة كالصخرة من نتيجة عصبيتة من كلام صاحبة غنَاج ضغظ بمقدمة أسنانه بقوة ولا أفلتهم ويرمي الحروف تحت عصبيته بصبر لامحال لو قدامه يقتله بدون ما يرف له جفن ...
هجّان:غنَاج انت اكتر واحد تعرف وجودي هنآ في نجران ؤش يعني..
غنَاج بقهر:اعرف ومليون اعرف بس انت سايب اشغالك هنأ متراكمه ومستريح هنآك كيف تفكر أقولك المستشفى مقلوب فوق تحت وتقولي دا الهرج اللي ماله إي داعي اسمعني يا هجّان انا مو مسؤول عن أي شي يخصك وخصوصاً المستشفى كفيت ووفيت شهر كامل ونا عيوني على الموظفين ومحملني مسؤليه برقبتي اكبر مني ونت هنآ مراقب وحده بقد بنتك ياشيخ احترم نفسك تراك مغطيك الشيب وطايح بغرام وحده صغيرة وسايب اشغالك متسيبه
هجّان بصراخ ضرب قبضه كفه بجذع الشجرة بقوة ولا مبالي اذا انجرح لان كلام غناج جرحه سبق وترك في داخله شرخ عميق كيف يضمده:غنَاج احترم نفسك اعرف مع مين تهرج الهرج دا ما ينقال ل هجّان ونت مو كفو لمن دقيت الصدر وقلت توقف عليه لو برجل واحد الاهم تكون مسؤول عليه وتهتم مثل ما انا اهتم فيه ولا كان بس هرج بدون فعل رجال ودحين تقولي مو مسؤول ... ضغظ ثغره بقوة وعيونه شوي تخرج من مكانهآ من كثر ما وسعهم.. واللي تقول عنهآ بقد بنتي بتسير حرمتي غصبًا عن الكل لو اني منحني بالعكاز هيا لي انا لقلب هجّان ،.. ونت دحين اخـ
غنَاج بتر كلمته ويكمل بهدوء عكس قبل شوي:هجّان انا ما اقولك الهرج دا الا اني خايف على سمعه المستشفى انت تعرف انوا الرجال اللي كان مشرف على حالته ما رضى يكمل العلاج معايا وقال الا انت تكمل يكمل العلاج معاك وامس سبب لنآ الشوشرة ونتَ تدري ادا تأخرت اكتر سمعه المستشفى تروح شوربه دا شي تاني إدا عاجبك
هجّان بنفور:ماعاد لك اي لازوم في المستشفى يا غنَاج تقدر من دحين تلم اغراضك وتطلع براً
غنَاج بعصبيه:انت انجنيت قولي مين يوقف عليه ادا انت مقرر تستقر هنآ وتسيب كل حاجه تخصك في المدينة وتبني مستشفى في نجران فهمني؟؟؟..
هجّان بصراخ:دا اخر هرجي يا غنَاج شي يخصني مالك دخل فيه لو سمعت المستشفى تتشوه تفهم انت اللي عليك دحين تنقلع براً انت وولد خالتك ونا بحجز اقرب طيارة للمدينة
غَناج بزعل:اي خدني بالصوت لانك تعرف إنك أكبر غلطان دحين نافخ عليا عشان تغطي على غلطك اساساً انت طول عمرك تظل كدا اناني يا هجّان ما تفكر الا بنفسك ولا تشكر غيرك وكيف ونت ما تشكر ربك هدأ جزاتي اني سهرت وتعبت في النهاية كدا تطردني مثلي مثل الموظفين اللي تطردهم بأقل يوم وتستبدلهم بغيرهم لولا الله ثم انا كنتِ ما وصلت للي أنت فيه دحين صدقني بتندم يا هجّان بتندم خلي غرورك وتكبرك ينفعكِ..
هجّان بغرور قفل الخط في وجهه غير مبالي له وهو يعرف ان مستحيل يحرك رجله خطوة خارج المستشفى .. ميل ثغره بغرور يصاحبه العصبية المكتومه بداخله ، مو هجّان بن أشهب اللي بيندم على قراره يا غنَاج انت اللي ماعندك مكان يرحب فيك غير عيادتي محد أسسك غيرهآ... همس بغرور ويعيد كلمته اللي مازالت عالقه باذنه .. أندم!!! حرك خطواته الثقيله ونعاله (يكرم القارىء) يضرب الارض الصلبه ويدعس على الزرع الأخضر ويكمل خطواته الصارمه وعاقد حاجبة وجلس على الكرسي اللي قبالها كراسي وطاولة رخى جسدة العريض وتراخت عضلاته بارتخاء وحط كفه الضخم على جيب بنطال بيجامته القطني الرمادي وتيشيرت أسود ورفع رأسه للأعلى وعيونه السوداء تتأمل في السماء اللي ممتلئ بالغيوم الجميلة مبشرة بقدوم الأمطار، تعجُّ الأجواء حالة شاعرية جميلة ... وهو من خلال نظراته المثبته بالسماء والغيوم الرمادية المتراكمة ومنتثره استشعر بأجمل المشاعر والعواطف اللي ثأرتُ في داخله ما كان سآكن منذ زمن.
تحت مراقبة السماء الممزوجة مع الغيوم .. ألتفت براسه بعد ما ازاح انظاره من السماء لفت إنتباهه ظل نحيل من خلف الزجاج الشفاف داخل الفيلا الوسيعة قطب بجبينه مميل ثغرة بمكر وسرعان ما قام من على الكرسي وظهر طوله وعرضه الفارع .. حرك خطواته الثقيل داخل الفيلا ناحيه المطبخ وبالفعل شافهآ وماسكه الكوب السرميك البرتكالي وتقلب بالسكر بمعقله الحديده الصغيرة وهي سارحة وتبتسم بعشق وهي تذكر قصيده عاشقهآ (القصايد تستحي عن وصف وجهش في ملامح وجهش اكثر من قصيده) مالوم قلبي يوم غدا في هواك يا ولد حيآن .. اطلقت تنهيدات بالخفاء وكملت تقول ..انشهد ان الحٌب مابه توبه... شهقت بخوف وهي تلتفت وتشوفه قبالهآ ناظرته بكره من نظراته اللي ما تبشر بالخير: أعوذ بالله من الخبث والخبائث خـ ـير؟؟
هجّان ظهرت ابتسامه شيطانيه على ثغرة وقال بتمثيل البراءة وهو يرفع كفوفه العريضه لفوق:وش خير ايش سويت فيكي وبعدين مو لهدرجة ترمين المعوذات شايفه جني قدامك!
وليفٍ شبحت به بعصبيه ممتلكته جسدها بعدت عنه وهي حركته اللي من اشوي ماخفت عليها كيف يلمس خصرها بلعت ريقها وهي تحاول تطرد افكار الشيطانيه ووسواسه:لا تتمادى معي تفهم ...
تقدمت بخطواتها بتطلع لكن سحبها بحضنه العريض وقيدها بقوة لين ما انزلق الكوب بكفهآ النحيل وتفادته وطاح على الأرض وانتثرت شظاياه مع السكر اللي عاده ما داب واليبتون ونعناع تزين الارض الصلبه بلون الأحمر الفاتح نتيجه لون الشاهي..
انصدمت من تصرفه الوقح شهقت برعب وهي تبعده عن جسدهآ الناعم النحيل اللي ما يتحمل قساوة كفوفه الضخمه:وخرر مني جنيت انت
هجّان قال بُحب ممزوج بخبث ويطالع حسنها الباهي :اعترف اني جنيت ومحتاج علاجك
وليفٍ بحقد وعصبيه ضربت بصدره بقوه وهي ترجف لاول مره :وخرر لا اصارخ وخرر
هجّان بهيام وهو يمرر اصابعه العريضه على انحاء جسدهآ الناعم يراضي رغبته الشهوانية الحيوانيه بطفله :ماتحسين انتي على كتر ماالمحلك ونظراتي مصوبه عليكي بس ماتفهمين ولا تحسين انك بداخل هالقلب الرهيف يا غايتي ومرادي
اي بالله هالقلب انغرم فيكي ونتي صغيرة وسرتي هدفه وغايته ومراده
ناظرته بصدمه وعيونها الوسيعه مصدومه من اللي تشوفه وادونها من الكلام الوقح الوسخ اللي تسمعه
نزلت دمعتها بخوف ورجفه من كلامه المرعب مااستوعبت كيف يحبها وهي اخته كيف قلبه تعلق فيها وهي اخته كيف مافكر قبل ينطق كلماته الوقحه كيف يفكر فيها وهي اخته الافكار حاصرت عقلها تبغى اجابه وحده تخليها تفيق من صدمتها
هجّان باعتراف صريح وهو رفع كفه ناحيه خدها ويمسح دمعتها وقلبه ينبض بكل قوة كانه بيقفز :احبك يا وليِف أحبك لا تبكين وين وليفيٍ القويه الشامخه لا تنزلين دموعك الغاليه على قلب حبيبك هجّان.. لا تخافين مني مو مسويلك شي انا اضر نفسي ولا اضرك انا بس جيتك اعترفلك بحبك إللي هلكني وتعبني تدرين انا حرمت نفسـ
انبتر كلامه بعد دخول امهم المطبخ وهي انصدمت من منظرهم حاضنين بعض والشاهي عادم البلاط نتيجه طيحه الكوب السرميك ، تحرك لسانها وهي مازالت مصدومه خايفه اللي يدور في عقلها يطلع ثابت وصح ، وش تسووون؟
وليفٍ دفته برعب وخوف وطلعت من المطبخ وهي دموعهآ متحجره بعيونهآ من الصدمه بدون ما تبرر تركت هجّان يتحمل نتيجه تهوره وعدم تفكيره
هجّان ببتسامه مزيفه بدون خوف نطق ينقذ الموقف قبل تعيد السؤال وهي مبينلها من وجهها انها بشك وخوق وقلق ،:أمي ماسار شي تعرفين بنتك خوافه بس هي خافت من الصرصور دخل تحت الفرن ، هناك ' التفتت مكان ماياشر عليه بسبابته ، وأكمل بكذب ، عشان كدا انفجعت ولصقت فيني ونا من الخرشه رميت الكوب كان في يدي هدا اللي سار
ام هجّان نطقت بعصبیه:هجّان عبالك بصدق كذبتك عبالك مب منتبه لتصرفاتك معهآ ودايم تجيني تشكي انك مؤذيها ، افهمها ياهجّان وليفٍ أختك ولا ابيك تفكر فيها اي تفكير سقيم غير انك تشوفها أختك مثلها مثل شُعور والوصّال تفهم
هجّان بعدم اهتمام وقال بسخريه وهو كاشف حقيقتها كلهآ بس هو ينتظر الوقت المناسب لجل يفجر القنبله ولا تهمه العواقب هو همه وليفٍ:أمي تراني مو مسوي فيها شي بنتك دلوعه ، انا بس اعاتبها على تصرفاتها الطفوليه ، ولا انا كيف اشوفها بنظره تانيه وهي ، نطقها بسخريه ، أختي راضعه من حليب أمي ؟؟
أم هجّان التمست بصوته سخريه خصوصًا لمن نطق اختي ، تنهدت وأستغفرت الله:ياليتك تطبقها ولا ابيك تضايقها حركاتها اسلوبها مب مسؤول عنهم خلها تسوي إللي تبغاه واللي تشوفه الصح بس ماارضى اشوفها دايم جايه ومشتكيه ومضايقه انت ما تدري ان ضيقتها تحرقني واجد تفهم ، ناظرت الارض وقالت ' وقبل ما تخرج من المطبخ نظف الشوشره ذي ، فتحت الثلاجه وخذت قاروره ماء الصحة وخرجت وهي تهدئ نفسها من المنظر اللي شافته ، وكانت تروح غرفه وليفٍ لكن قررت غذوه ان شاء الله تتفاهم معهآ لان ببساطه كلام ولدها ما صدقته

ماهويت مـن الهوى واهل الهوى الا وليفٍ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن