" ٥ "

7.7K 538 163
                                    

_ الثامنة صباحاً _

صيحة أعجاب كبيرة أطلقها هيثم وهو يدور حول مصعب في اليوم التالي صارخاً :
_ تبدو رائعاً يامصعب .

فقد كان مظهره بمايرتديه من تيشيرت ثلجي بنصف أكمام يعلوه قميص أصفر مشجر وبنطال من الجينز ذو قماش خفيف صيفي يُخالف مااعتاده فيما ارتفع صوت جمال الساخر من خلفهما :
_ لولا ضيق عينيه .

التفت الأثنان نحوه ليجداه قد خرج من دورة المياه المُلحقه بحجرته ولازالت تعلو شفتيه ابتسامة ساخرة فمنحه مصعب نظرة فوقية :

_أعترف بأنك غيور وحســ ..

بتر عبارته فجأة ليفرك عينيه بشكل مسرحي أتبعها بقوله بدهشة:
_لا أصدق عيني هل صففت شعرك يا جمال ؟!

أشار بطرف سبابته نحو هيثم الذي لازالت عيناه تبرقان أعجاباً بمايرتديه مصعب وهمس بتذمر :

_ذلك الطفل أصرّ على ذلك بل أنه هددني أنه لن يذهب معنا إن لم أصفف شعري .. وأن تركته هنا وأصابه مكروه فأن خالتي ستقتلني لا محالة.

أطلق مصعب ضحكه قصيرة أخرج بعدها هاتفه قائلاً بحماس " لا يجب ان يمرّ ذلك دون تصويره . "

ورفع كامرة هاتفه نحو جمال لتقابله يد جمال التي أسرعت لخطف هاتفه ، زمجر بغيظ وحاول اخذه منه وخلال شجارهما لم ينتبها لهيثم الذي أخذ مفتاح غريب من الأرضية لاحظ ان مصعب أسقطه بالخطأ أثناء أخراج هاتفه ليسأله بفضول :
_ من اجل ماذا هذا المفتاح ؟!

كانت نظرة خاطفه فقط التي ألقاها جمال على المفتاح ليُدرك ماهو فوراً فيما انتهز مصعب الفرصه وانتزع هاتفه وتراجع للخلف قائلاً بجذل :

_سيارة .

اتسعت عينا هيثم فرحة فأردف :
_ لقد استأجرتها البارحة .. لنذهب بها إلى البحر.

واستدار نحو جمال مجددأً لتصويره ليقابله وجهه المتجهم فزفر بتعب فيما قال جمال بضيق :
_ لم يكن هناك داعٌ لاستئجارها .. فالبحر قريب من السكن .

_ جمال .. جانب البحر القريب من الجامعة للتنزه فقط .. أما الجانب الشرقي البعيد هو الذي يضم كافة أنواع الترفيه .

_ ولكنها تُكلف الكثيـ ..

قاطعه هيثم بضجر :
_أصمت ياجمال .. اصمت .. هل يجب عليك في كل مرة أن تُعكر فرحتنا .. دعك منه يا مصعب إنه أبله لا يعي ما يقول.

ثم أقترب من مصعب هامساً باستعطاف:
_مصعب .. علمني القيادة .. أرجوك.

أجابه مصعب بابتسامه كبيرة :
_بكل سرور.

قفز هيثم من شدة السعادة قفزات متتالية أظهرته وكأنه طفل وزاد من ذلك ارتدائه للتيشرت الزيتوني بلااكمام والشورت الأسود الفضفاض والحذاء الرياضي الأسود ..

" أول صديق 1 " مكتملـــة Onde histórias criam vida. Descubra agora