10

806 2 0
                                    

يمامةٌ وحبٌ موسميٌّ

أدخلوه غرفتي، وقالوا: يا سناء هذا سعيد، عامل موسمي مثقف، دربيه وشغليه!... أنا فتاة لا أطيق سماجة الرجال!... سأفتعل أي أمر لإفراغ الغرفة منه، قبل أن يدفأ مكانه!
خيم صمت مقيت، وبقي تمثالاً: لا يتكلم ولا يتحرك ولا يرفع نظره... نفذ صبري... علي افتعال أي شيء!
اخترت أصعب الكتب طباعة وتنسيقاً، وأعطيته إياه، وتقصدت أن تلمس يدي يده، علني أفتعل شجاراً!... سحب يده بخفة، وابتعد بكرسيه الدوار... احمر وجهه النحيل، فبدت ذقنه أشد سواداً، وتراقصت أنامله وكأنها تعزف على الأورغ... كان الكتاب رائع التنسيق؛ واستخدم تقنيات لا أعرفها!... لقد نجا بجلده هذه المرة!

دخلت سوسن وسلمت عليه بحرارة، إنه ابن عمتي، لم أره منذ فترة طويلة!... والتفتت نحوه وقالت:
- هات أسمعنا آخر قصيدة كتبتها!
- لقد انقطعت عن الكتابة!
- لماذا... هل ماتت شيطانة شعرك... أم اختطفت رجلاً سواك؟!
- الظروف!...
- قصيدة قديمة، لا يهم، المهم أن تكون غزلاً!
شعرت بالغيظ، ولكنني صمت... أهذا أوان الشعر والغزل؟!... تلك السميكة، ستفتح له باباً للسماجة!
أبديت عدم اكتراث، وحاولت ألا أسمع... ولكن صوته كان دافئاً حنوناً، وإلقاؤه يشد القلب من عنقه، والقصيدة تتسرب في أعماق الروح، كمطر ينزل على أرض عطشى... ترى من أين جاء تمثال الصعلوك هذا بهذا الشعر الجميل؟!
حين أتمّ القصيدة صرخت بغير وعي: رائعة... رائعة... لقد أبدعت!... أقصد أنّ...
فتدخلت سوسن لإنقاذي من الحرج:
- إنها رائعة بالفعل... حرام أن تنقطع عن الكتابة، جدْ لك شيطانة شعر جديدة!

قصص هادفة،🚷🚹Where stories live. Discover now