8

742 0 0
                                    

صندوق الحلوي...

عجزت رضوى عن حساب العمر قبل سنوات طويلة، تقريبا بعدما هاجر أبنها الوحيد لدولة أوربيةطلبا للقمة العيش المريحوتركها لتأنس بوحدتها فى شقته الصغيرةشقة الزوجية - ريثما يعود ويجاورها أو تتوافاها المنية، وقد حاولت رضوى طيلة تلك المدة أن تتمسك بأجمل ذكريات طفولتها وشبابها وأن ترددها لنفسها وتتذكرها كل ليلة قبل النوم! خشية من أن يقع عقلها المسن فريسة فى بئر مرض الزهايمر اللعين. ولكنها وبعد رحلة مضنية شاقة مع الزمن خذلتها الذاكرة وبدأت تفقدها رويدا رويدا.. ذكرى واحدة فقط تشبثت بها رضوى وحفظتها عن ظهر قلب حتى بات من الصعب نسيانها.. ذكرى كانت فيها طفلة تلعب مع أقرانها أمام مسكن عم صلاح " بتاع الحلوى ".
لم يكن عم صلاح بائع حلوى ، وإنما جار ودود، لطيف، طيب االقلب وسهل المعشر.. وقد عرف بهذا الأسمبتاع الحلوىبين الأطفال لأنه كان يحتفظ فى بيته بصندوق حلوى فاخر، ولا يترك طفل يطرق بابه إلا ويدعه يأخذ واحدة من هذا الصندوق الشهى، وكثيرا ماأغدق على رضوى ورفيقاتها بالحلوى اللذيذة والكلمة الطيبة وما كان أبدا يتذمر منهم أو يبخل عليهم، فأحبوه جميعا وأحبوا الطرق على بابه لأى سبب كان.
وعليه فى يوم وفاته كان العزاء والحزن يدمى قلب الأطفال قبل الكبار إشتياقا لهذا الرجل النبيل وإشتياقا لأبتسامته وفتح صندوقه اللذيذ، حتى وبعدما مرت السنوات ظل أسم عم صلاح وصندوقه يتردد على الألسنة التى ذاقت منه العجب، فيدعون له جميعا بالرحمة والغفران..

قصص هادفة،🚷🚹Where stories live. Discover now